| | التاريخ: حزيران ٩, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة الشرق الأوسط | | عبد الباسط الساروت... بدأ «بلبل الثورة» وانتهى «غيفارا سوريا» | لندن: إبراهيم حميدي
سيرة عبد الباسط الساروت، تصلح رواية لسوريا في ثماني سنوات. تختلف عن سير معارضين آخرين عسكريين أو مدنيين، رحلوا أو قتلوا في الداخل أو الخارج. قصته تضم جميع «الإشارات والتحولات». من الاحتجاج السلمي إلى المعارك. عايش التظاهر والحصار والنزوح والفقر. من حمص «عاصمة الثورة» إلى إدلب «آخر معاقل المعارضة».
قبل 2011. كان الساروت حارس مرمى «منتخب الشباب» السوري وحارس «الكرامة» الحمصي. ومن هنا جاءته تسمية «حارس الثورة». وكان بين أول المنضمين إلى المظاهرات السلمية ثم منسقاً وقائداً فيها. شارك ونظم وغنى، فسمي «منشد الثورة» أو «بلبل الثورة».
أيضاً، كان بين أوائل الذين انضموا إلى العمل العسكري. ومع تحول المظاهرات إلى العسكرة، حمل الساروت السلاح وقاتل قوات النظام في حمص. وبعد حصار لسنتين ومع بدء عودة قوات الحكومة إلى أحياء المعارضة في «عاصمة الثورة» بدءاً من منتصف 2014. كان الساروت بين المهجرين إلى إدلب التي أصبحت «سوريا الصغرى» لأنها تضم مهجرين وفصائل من جميع المحافظات السورية.
الساروت، تنقل بين فصائل إسلامية ومعتدلة بحيث بات رمزاً من «رموز الثورة»، بحسب القيادي في «جيش العزة» محمود المحمود الذي وصفه بأنه «شاب خلوق ومن أشرس المقاتلين الذين عرفتهم، دائماً ما ينقل إصراره وعزيمته العالية للشباب من حوله».
الساروت، كما كان يتزعم المظاهرات، تقدم المعارك في شمال حماة. وكان بين أول الواصلين إلى قرية تل ملح لدى شن فصائل هجوماً مضاداً شمال حماة يوم الخميس. وظهر في فيديو يشد عزيمة المقاتلين، متوعداً باستمرار المعارك... إلى دمشق في استعادة لفيديو قديم له ينشد فيه أغنية مردداً «راجعين يا حمص (...) راجعين يا الغوطة الشرقية».
كان مقاتلاً مثل قادة معارضين آخرين مثل قائد «لواء التوحيد» عبد القادر صالح في حلب أو «جيش الإسلام» زهران علوش في غوطة دمشق اللذين قتلا بغارات جوية. تحول إلى «أيقونة للثورة» بهتافاته وغنائه ومشاركته في المظاهرات مثل مي سكاف وفدوى سليمان اللتين توفيتا في باريس. وشارك عشرات آلاف السوريين الذي فقدوا أسرهم، إذ إن والده وأربعة من أشقائه قتلوا خلال القصف والمعارك في حمص. وعاش رحلة الحصار والنزوح... والفقر كغيره من ملايين السوريين.
وفي عام 2014، روى فيلم «عودة إلى حمص» للمخرج طلال ديركي حكاية شابين من حمص أحدهما الساروت. كما تضمن ألبوماً غنائياً جمع أناشيد راجت خلال المظاهرات في عام 2012. أغنية «جنة» بصوت الساروت. وطُبعت صورته على طوابع بريدية صممها ناشطون معارضون في عام 2012 لتوثيق حركة الاحتجاجات ضد النظام.
بمجرد إعلان وفاته، هلل موالون لدمشق بذلك ووصفوه بـ«الإرهابي». ونعاه معارضون سياسيون وتسابقوا على تقديم تسميات جديدة له... كانت آخرها «غيفارا سوريا»، بحسب الزميل عدنان عبد الرزاق.
مقتل "بلبل الثورة" السورية... الحانن للحرية
"النهار" المصدر: "النهار"
أعلن "جيش العزة" مقتل القائد العسكري البارز عبد الباسط الساروت الملقب "بلبل الثورة" برصاص الجيش السوري على جبهة ريف حماة الشمالي.
وظهر الساروت الخميس في فيديو مصور خلال المعارك مع الجيش السوري على جبهة تل الملح، حيث أصيب. ومن هناك نقل إلى تركيا للعلاج، إلى أن أعلنت قيادات "جيش العزة" اليوم السبت وفاته متأثراً بجراحه.
يتحدر الساروت (من مواليد 1992) من حي البياضة في مدينة حمص، وكان يشغل قبل أحداث الثورة السورية حارس نادي الكرامة السوري ومنتخب سوريا للشباب، وقد فاز بلقب ثاني أفضل حارس مرمى في قارة آسيا، ويعتبر من أبرز قادة التظاهرات السلمية المناهضة للنظام السوري والتي خرجت عام 2011 وطالبت بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
شارك في التظاهرات وبرز اسمه حين تحولت هتافاته إلى أناشيد مثل "جنة يا وطنا" و"يا يما توب جديد" و"حانن للحرية"، وإثر ذلك لقب بـ "بلبل الثورة السورية" وحارسها.
ومن التظاهرات السلمية انتقل إلى مرحلة ثانية هي العمل العسكري، وأسس كتيبة "شهداء البياضة”، التي خاضت معارك ضد قوات الأسد والميلشيات المساندة لها في أثناء اقتحامها أحياء حمص القديمة وحيي دير بعلبة والبياضة.
بعد معركة عرفت باسم "معركة المطاحن"، والتي خسرت فيها الكتيبة 60 من خيرة مقاتليها في نهاية عام 2014، خرج الساروت مع مقاتلي المعارضة من مدينة حمص إلى ريفها الشمالي، بموجب اتفاق فك الحصار الذي وقّع بين المقاتلين والنظام.
نعى الساروت في "معركة المطاحن" شقيقيه أحمد وعبد الله، اللذين شاركا في معركة فك الحصار، بعد أن كان قد ودع شقيقين آخرين له، وليد الذي قتل في أواخر عام 2011 ومحمد الذي قتل في مطلع عام 2013.
بعد خروج الساروت من حمص، سرت معلومات عن مبايعته "داعش" مع العشرات من مقاتليه، وأن التنظيم رفض المبايعة باعتبارها غير كاملة، وذلك لوجود رافضين لها ضمن مجموعة الساروت.
ولكن الساروت نشر تسجيلًا مصورًا في تشرين الثاني 2015 قال فيه: “نحن كتيبة شهداء البياضة لا ننتمي لأي فصيل ولا ننتمي لأي مجلس ولا ننتمي للائتلاف ولا ننتمي لأي تنظيم ولا ننتمي لأحد (…) هدف هذا التشكيل مقاتلة النظام حتى آخر قطرة دم".
لاحقته "جبهة النصرة" وحاكمته بتهمة الردة قبل أن تبرئه فلجأ الى حماه. وكان يمكنه المكوث في اسطنبول أو الهرب إلى أوروبا لكنه آثر البقاء في سوريا.
لجأ إلى "جيش العزة" الذي نصبه قائداً عسكرياً في صفوفه. وكان مؤمناً باستعادة الثورة زخمها وانتصارها.
مقتل لاعب كرة قدم سابق معارض للنظام السوري
بيروت - أ ف ب
توفي لاعب كرة القدم السابق والمعارض السوري البارز عبد الباسط الساروت اليوم السبت متأثراً بجروح أصيب فيها خلال مشاركته في المعارك ضد قوات النظام في شمال غربي سورية، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" وفصيل معارض.
وقبل اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011، كان الساروت (27 سنة) حارس المرمى لسابق للمنتخب السوري للشباب لكرة القدم ونادي "الكرامة" الحمصي.
ومع بدء حركة الاحتجاجات، سارع الساروت إلى الانضمام إليها واضحى أحد ابرز الاصوات التي تقود التظاهرات بالاناشيد، قبل أن يحمل السلاح ويلتحق بالفصائل المعارضة لقتال قوات النظام.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس": "أصيب الساروت قبل يومين خلال مشاركته في المعارك في صفوف فصيل جيش العزة ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي"، مشيراً إلى أنه "توفي السبت متأثراً بإصابته". ويُعد الساروت، وفق المرصد، أحد قيادات فصيل "جيش العزة" المعارض، الذي ينشط في ريف حماة الشمالي ويضم مئات المقاتلين.
ونعى قائد "جيش العزة" جميل الصالح على حسابه على "تويتر" الساروت، وكتب: "في سبيل الله نمضي ونجاهد الله يرحمك ويتقبلك من الشهداء"، وأرفق تعليقه بفيديو قديم للساروت ينشد فيه أغنية مردداً "راجعين يا حمص (...) راجعين يا الغوطة" الشرقية.
وإثر اندلاع حركة الاحتجاجات في سورية، قاد الساروت تظاهرات في مدينته حمص (وسط)، التي يعدها ناشطون "عاصمة الثورة" ضد الرئيس بشار الاسد. ومع تحول التظاهرات إلى نزاع مسلح، حمل الساروت السلاح وقاتل قوات النظام في حمص قبل أن يغادرها عام 2014 إثر اتفاق إجلاء مع قوات النظام بعد حصار استمر عامين للفصائل المعارضة في البلدة القديمة.
وخسر الساروت، وفق المرصد السوري، والده وأربعة من أشقائه خلال القصف والمعارك في مدينة حمص.
وفي عام 2014، روى فيلم "عودة الى حمص" للمخرج السوري طلال ديركي، والذي نال جائزة في مهرجان ساندانس الاميركي للسينما المستقلة، حكاية شابين من حمص أحدهما الساروت.
وتضمن ألبوم غنائي جمع أناشيد راجت خلال التظاهرات عام 2012، أغنية "جنه" بصوت الساروت. وطُبعت صورته على طوابع بريدية صممها ناشطون معارضون عام 2012 لتوثيق حركة الاحتجاجات ضد النظام.
ونعى ناشطون معارضون وقيادون على صفحات التواصل الاجتماعي الساروت. وكتب الباحث والمعارض أحمد أبازيد على حسابه على "تويتر": "عبد الباسط الساروت شهيداً حارس الحرية وأيقونة حمص ومنشد الساحات والصوت الذي لا ينسى في ذاكرة الثورة السورية شهيداً".
وقال المعارض في الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة هادي البحرة على "تويتر": "الشاب عبد الباسط الساروت، سيبقى حياً، اختار وعقد العزم، واستشهد على أمل أن يتحقق حلم السوريين". | |
|