| | التاريخ: حزيران ٢, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة الشرق الأوسط | | ابن كيران: الاستقواء بالخارج مرفوض ويضعف الدولة | الرباط: لطيفة العروسني
جدد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية الأسبق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، التأكيد على رفض حزبه الاستقواء بالخارج. وقال إن «ربط علاقات مع دول أو هيئات خارجية يضعف الدولة ورئاستها، وهذا ليس في مصلحتنا ولا مصلحة ديننا ولا وطننا».
وأوضح ابن كيران، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس، في لقاء مع شباب حزبه عقد في بيته وبث على شريط فيديو في «فيسبوك» أن «العدالة والتنمية» حزب «مخلص، وليست عندنا صلة مع أي جهة خارجية، ولا نتلقى دعماً من الخارج... لأنه إذا ضعفت بلدك لمصلحة قوى أخرى، سيصبح من السهل التدخل في شؤونها». وتابع قائلا إن «بلدنا ينبغي أن يكون ممثلا في ملك يشعر بأن شعبه معه، ونحن جزء من هذا الشعب، والخارج ينبغي أن يعرف أنه إذا أراد التفاهم مع الدولة ينبغي أن يمر ذلك عبر الملك»، مشيرا إلى أنه لم يسبق أن أدلى برأيه في القضايا الخارجية، «لأن هذا الأمر من اختصاص الملك».
وذكّر ابن كيران بموقف حزبه، ذي المرجعية الإسلامية، الذي رفض المشاركة في الاحتجاجات التي قادتها حركة 20 فبراير (شباط) في 2011 إبان موجة ما يسمّى بـ«الربيع العربي». وقال إن حزبه وقف موقفا ثابتا «لم تعبّر عنهُ جهات أخرى قامت بتأسيس حزب الدولة أو كما سمته حزب «الملك»، (يقصد حزب الأصالة والمعاصرة). وقد استمع إلينا الشّعبُ والملك، وتمّ تنظيم الانتخابات وفزنا فيها (...) وسيّرنا الحكومة بكفاءة واستحقاق، وأنقذنا البلد من عدة مصائب».
وأضاف رئيس الحكومة المغربية السابق أنّ «الشعب معنا وقد أهدانا الانتخابات في مناسبتين؛ ونحن نتمتّع بثقة الشعب، ويجب أن نتهيأ للمستقبل»، مشددا على أن حزبه لن يشاركَ في الفساد و«سنظلُّ مصلحين، وإذا ثبت أن واحدا فاسدا سيكون مصيره الطّرد من الحزب».
ونوه ابن كيران بمكانة حزبه في الساحة السياسية المغربية والذي يقود الحكومة للولاية الثانية. وقال إنه لا يوجد حزب حالياً أقوى منه في المغرب، و«الأحزاب الموجودة في الساحة والتي تريد أن تأخذ مكانكم بعيدة عن مستوى حزبنا، وهي تتهافتُ على المناصب. وحتى عزيز أخنوش (رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المشارك في الحكومة وغريمه السياسي) لما اختار شعار «أغراس أغراس» لحزبه، فقد استلهمه من حزبنا الذي يرفع شعار المعقول».
ونصحَ ابن كيران أعضاء حزبه بالصبر على تحمل المسؤولية وعدم الهروب منها «حتى لا يعم الفساد والظلم»، بيد أنه لفت إلى أنه «لا يمكننا أن نكون في الحكومة بأي ثمن، وإذا كانت هناك أمور لا يمكن القيام بها سنترك الحكومة، لكننا سنظل عنصر إصلاح في المجتمع، ولا يمكن ترك البلاد تمضي في اتجاه الفساد وعدم الإصلاح لأن ذلكَ سيؤدي إلى أمور ليست جيدة».
وتعليقا على السنوات الخمس التي قضاها رئيسا للحكومة وإعفائه من الولاية الثانية قال ابن كيران: «لقد خدمتُ بلدي بجهدٍ كبيرٍ لأنّ المسؤولية هي ثقل أمام الله، وإذا ذهبت فلا أسف عليها». وزاد موضحا «لما أصبحت رئيساً للحكومة كنتُ في عمرٍ يتجاوزُ 60 سنة، فكيف عشت طوالَ السنوات الماضية؟ وأنا الآن غادرت الحكومة، فهل توقف رزقي؟ طبعاً لا، وإذا أراد الله أن يرزقني سيرزقني حتى نهاية عمري». | |
|