|
|
التاريخ: حزيران ١, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
أنقرة تتمسك بـاتفاق سوتشي... وإردوغان يلجأ لبوتين لوقف الأسد |
طائرات روسية تشارك في قصف جنوب إدلب |
أنقرة: سعيد عبد الرازق
بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً التطورات في إدلب، وأعلنت أنقرة تمسكها باتفاقات آستانة وسوتشي، في وقت تعرض فيه محيط نقطة مراقبة عسكرية تركية في منطقة خفض التصعيد شمال سوريا، أمس، لقصف مدفعي من قبل قوات النظام.
وأفادت مصادر عسكرية تركية بأن قذائف مدفعية سقطت بالقرب من نقطة المراقبة التركية رقم 10، الواقعة في منطقة جبل الزاوية بريف محافظة حماة الشمالي، جنوب محافظة إدلب.
وقالت المصادر إن القصف لم يسفر عن أضرار مادية أو بشرية، مرجحة أن تكون القذائف قد أطلقت من سلسلة جبال في شرق محافظة اللاذقية (غرب)، أو من منطقة كريم بريف حماة.
واستهدف النظام من قبل نقطة المراقبة التركية في شير المغار 3 مرات؛ أولاها في 29 أبريل (نيسان) الماضي أصيب فيها جنديان تركيان ثم تعرض محيطها للقصف مرتين في 4 و13 مايو (أيار) الماضي.
وتتوزع 12 نقطة مراقبة للجيش التركي في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب، لحماية وقف إطلاق النار، في إطار اتفاق آستانة، وعلى بعد بضعة كيلومترات من هذه النقاط، تتمركز قوات تابعة للنظام ومجموعات إرهابية مدعومة من إيران.
وفي 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، اتفاقاً في مدينة سوتشي، لإقامة منطقة منزوعة السلاح، تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب ومحيطها.
وبحث إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ليل الخميس/ الجمعة، آخر التطورات في محافظة إدلب.
وذكر رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، في بيان، أن إردوغان أكد ضرورة وقف إطلاق النار في إدلب بأقرب وقت ممكن، والتركيز لاحقاً على الحل السياسي مجدداً.
وأشار إردوغان إلى ضرورة منع وقوع مزيد من الضحايا جراء هجمات النظام السوري التي تستهدف في غالبيتها المدنيين جنوب إدلب، وإزالة خطر الهجرة المتزايدة نحو الحدود التركية.
في المقابل، حملت موسكو، على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، تركيا، مسؤولية وقف إطلاق النار في إدلب، معتبرة أنها من ضمن التزامات أنقرة وفقاً للاتفاقات الموقعة مع موسكو.
وجاء الاتصال الهاتفي خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي، الذي أكد أن هجمات النظام السوري ضد المدنيين الذين يعيشون في منطقة خفض التصعيد بإدلب، حيث تقوم عناصر من القوات المسلحة التركية أيضاً بمهام هناك، تعارض اتفاقية إدلب وتقوض روح آستانة.
وقال البيان، الذي صدر في ختام اجتماع المجلس برئاسة إردوغان في أنقرة ليل الخميس، إن تركيا ستواصل المحادثات مع البلدان المعنية من أجل تجنب حدوث أزمة إنسانية جديدة وهجرة جماعية.
وبعد ساعات من الاجتماع، دفع الجيش التركي، أمس، بتعزيزات عسكرية مكونة من قوات وحدات خاصة «كوماندوز» إلى الحدود مع سوريا.
ونقلت 50 مدرعة عسكرية قوات الكوماندوز من مختلف المناطق التركية إلى ولاية هطاي الحدودية في جنوب البلاد، لتوزيعها على الوحدات المتمركزة بالحدود مع سوريا.
ورأى مراقبون أن محاولات أنقرة لإقناع روسيا بحمل النظام على وقف هجماته المدعومة منها لن تسفر عن شيء، «هي محاولات لا جدوى منها». وعبرت مصادر تركية عن قلقها بشأن العلاقات مع موسكو التي تبدو محفوفة بالمخاطر ورأت أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب بات أمراً صعب المنال.
طائرات روسية تشارك في قصف جنوب إدلب
قتلى مدنيون في غارات على معرة النعمان
الجمعة مايو 2019
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
قُتل مدنيون في غارات من قوات النظام السوري على مناطق في جنوب إدلب ضمن مناطق «خفض التصعيد» بموجب اتفاق سوتشي بين موسكو وأنقرة في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، في وقت لفت مشاركة الطائرات الروسية في قصف جنوب إدلب.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إنه «ارتفع إلى 7 على الأقل عدد الذين قتلوا الخميس جراء القصف الجوي ضمن منطقة (خفض التصعيد)، وهم 4 أطفال ومواطنة قتلوا في مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها مدينة معرة النعمان جنوب إدلب». كما قضى منشق عن قوات النظام وقتلت طفلته؛ وذلك جراء قصف الطيران الحربي التابع للنظام على بلدة كفروما، في حين لا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.
وقال «المرصد» إن طائرات روسية «شنت أكثر من 5 غارات مستهدفة بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، كما نفذت طائرات النظام الحربية 9 غارات على الأقل على مناطق في بلدة كفروما وغارات أخرى على حزارين وعابدين، ليرتفع إلى 51 عدد الغارات الجوية التي نفذتها طائرات النظام الحربية منذ صباح الخميس ضمن منطقة (خفض التصعيد)، مستهدفة كلاً من اللطامنة، وكفرزيتا، وأرينبة، والهبيط، وكفروما، ومحور كبانة بجبل الأكراد، وأريحا، ومعرة النعمان، وخان شيخون ترملا، والفقيع، وكفرموس، ومنطف، وترملا، ومنطقة جبل الأربعين، وعابدين، وحزارين».
على صعيد متصل، استهدفت فصائل متطرفة مواقع قوات النظام بالصواريخ في قرية السكرية جنوب شرقي محافظة إدلب، في وقت سقطت قذائف صاروخية أطلقتها الفصائل على بلدة قمحانة الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف حماة الشمالي.
ومع سقوط المزيد من الخسائر البشرية، يرتفع إلى 947 شخصاً ممن قتلوا منذ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة «خفض التصعيد» في 30 أبريل (نيسان) الماضي، بحسب «المرصد» الذي وثق مقتل 15 مسلحاً من فصائل المعارضة خلال قصف جوي واستهدافات في مناطق متفرقة خلال الـ24 ساعة الفائتة.
وقال «المرصد» إن القوات الروسية «تستكمل الشهر الـ44 من مشاركتها في الصراع الدائر على الأرض السورية»؛ إذ يأتي الشهر الثامن من العام الرابع لـ«يضم خسائر بشرية، في سلسلة الهجمات التي تنفذها روسيا بحق أبناء الشعب السوري، متذرعة بـ(محاربة الإرهاب)، الذي مارسته بحق المدنيين».
وقال: «كل هذا جرى جنباً إلى جنب مع عمليات دعم روسيا بقواتها البرية والعسكرية، قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، في تقدمها على حساب الفصائل المقاتلة والإسلامية و(هيئة تحرير الشام) (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم (داعش) فمع مشاركة الروس في الـ30 سبتمبر 2015، كانت قوات النظام تسيطر على مساحة 48146 كلم مربع، بنسبة 26 في المائة من مساحة الأراضي السورية، في حين بلغت سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية 21666 كلم مربع بنسبة 11.7 في المائة من مساحة الجغرافية السورية، كما بلغت سيطرة تنظيم (داعش) 96663 كلم مربع بنسبة 52.2 في المائة من مساحة الأراضي السورية، في حين بلغت مساحة سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) 18705 كلم مربع بنسبة 10.1 في المائة من مساحة سوريا، لكن التدخل الروسي لم ينجح في توسعة سيطرة النظام وحلفائه إلا بعد مطلع عام 2017، عقب أن تدنت مستوى سيطرة النظام إلى 31419 بنسبة 17 في المائة في مطلع عام 2017، وهي أقل نسبة وصلت إليها قوات النظام خلال السنوات السبع الفائتة».
وتابع «المرصد» أنه وثق خلال الشهر الـ44 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا مقتل 44 مواطناً مدنياً، بينهم 15 طفلاً و13 مواطنة بقصف الطائرات الحربية الروسية، حيث بلغت حصيلة الخسائر البشرية 18397 منذ الـ30 سبتمبر.
وكان «المرصد» أشار أول من أمس إلى «قصف النظام وروسيا يتواصل بكثافة على مناطق عدة. الغارات الروسية تتركز على مدينة خان شيخون وضواحيها».
ومنذ الأحد أدت الغارات الجوية التي يشنها النظام والقصف المدفعي على إدلب وضواحيها إلى مقتل أكثر من خمسين مدنياً، بينهم الكثير من الأطفال، بحسب «المرصد».
ويقع القسم الأكبر من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام»، وهي الفرع السوري لتنظيم «القاعدة». في حين تسيطر القوات الموالية للنظام على قسم من جنوب شرقي وشرق إدلب، إضافة إلى الجزء الأكبر من المحافظات الثلاث الأخرى.
والثلاثاء، قُتل 27 مدنياً على الأقل، بينهم 11 طفلاً في قصف لقوات النظام السوري على مناطق في محافظتي إدلب وحلب، وهو قصف يتواصل من دون توقف تقريباً منذ نحو شهر.
ولم تعلن قوات النظام السوري عن هجوم فعلي تشنه على مواقع «هيئة تحرير الشام»، لكنها كثفت عمليات القصف ودخلت في مواجهات على الأرض مع الجهاديين منذ نهاية أبريل، وتمكنت من استعادة بعض المناطق في جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماة.
وقالت مورغن أورتيغاس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، للصحافيين الثلاثاء: إن «الهجمات على المدنيين والبنى التحتية العامة مثل المدارس أو الأسواق أو المستشفيات تشكّل تصعيداً متهوّراً وغير مقبول».
وأمام مجلس الأمن الدولي أكدت الثلاثاء مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أورسولا مولر أن نحو 270 ألف شخص قد تهجّروا جراء أعمال العنف في إدلب منذ نهاية أبريل، وقد علّقت منظمات إغاثة عملها في عدد من القطاعات.
فصائل تشن هجوماً غرب حماة... وقوات النظام تقصف نقطة تركية
دمشق - بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»
شنت فصائل المعارضة، صباح الجمعة، هجوماً على بلدة الحويز في ريف حماة وسط سوريا، التي تسيطر عليها القوات الحكومية، في وقت قصفت القوات الحكومية السورية نقطة مراقبة تركية في ريف حماة الشمالي الغربي.
وقال قائد عسكري في «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة لـ«الجيش السوري الحر» المعارض، «بدأت فصائل المعارضة صباح اليوم (أمس)، هجوماً هو الأعنف على مواقع القوات الحكومية في بلدة الحويز من خلال إطلاق مئات القذائف الصاروخية على مواقع القوات الحكومية في البلدة، واحتراق عدد منها، ما دفع الكثير من عناصر القوات الحكومية إلى الهروب من البلدة».
وأكد القائد العسكري، الذي لم تتم تسميته، لوكالة الأنباء الألمانية: «جميع فصائل المعارضة في مناطق حماة وإدلب وحلب ودير الزور مشاركة في الهجوم، واستطاعت على أحد محاور الجبهة السيطرة على مستودع ذخيرة ومدفعية وعدد من الآليات العسكرية في أطراف بلدة الحويز».
وأضاف: «العمليات العسكرية مستمرة لاستعادة بلدة الحويز والمناطق التي سيطرت عليها القوات الحكومية السورية والروسية والإيرانية منذ بداية شهر أبريل (نيسان) الماضي في سهل الغاب وجبل شحشبو في ريف حماة الغربي».
إلى ذلك، قال قائد عسكري في «الجبهة الوطنية للتحرير» المعارضة لوكالة الأنباء الألمانية، «قصفت القوات الحكومية السورية، الجمعة، نقطة المراقبة التركية في بلدة شير مغار بعدة قذائف مدفعية، وحققت إصابات مباشرة، وشوهد الدخان يتصاعد من داخل النقطة التركية». وأضاف القائد العسكري: «لم نتمكن من معرفة وقوع إصابات داخل النقطة التركية التي سبق وتعرضت لقصف من القوات الحكومية».
وتنتشر نقاط المراقبة التركية في ريف حماة وإدلب بعد اتفاق سوتشي بين الرئيسين التركي والروسي، في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.
من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، أن «فصائل الثوار بدأت، الجمعة، عملية عسكرية ضد قوات النظام في ريف حماة الغربي، لاستعادة مناطق كانت قد خسرتها مؤخراً».
وأعلنت «الجبهة الوطنية للتحرير»، عبر معرفاتها الرسمية، بدء العمل العسكري، وقالت إنه على عدة محاور بريف حماة، لاستعادة عدة مناطق سيطرت عليها قوات الحكومة، في الأيام الماضية.
من جانبه، قال مراسل «الدرر الشامية» إن «الهجوم بدأ فجر اليوم (أمس)، وتمكّن الثوار من اقتحام بلدة الحويز في منطقة سهل الغاب، واغتنام مستودع ذخيرة وقاعدة صواريخ من قوات الأسد والميليشيات المدعومة من روسيا، وسط اشتباكات عنيفة».
وتزامن الهجوم مع عمليات قصف متواصلة من قوات النظام على «المناطق المحررة»، حيث شنَّت الطائرات المروحية والحربية غارات جوية على مدن وقرى معرة النعمان وأحسم وكرسعة بريف إدلب وشهرناز بريف حماة الغربي، ترافق مع قصف صاروخي ومدفعي مكثف يستهدف المنطقة.
|
|