|
|
التاريخ: أيار ٣٠, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
سلامة أكد أن دولاً انتهكت قرارات تصدير السلاح: لست منحازاً في النزاع الليبي |
الجيش يتهم عسكريين من تركيا بتدريب قوات «الوفاق» |
باريس: «الشرق الأوسط»
نفى المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة أن يكون منحازاً في النزاع الليبي، حسبما اتهمه المشير الليبي خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.
وقال سلامة في حوار أجرته معه قناة «فرانس 24»، نشر مساء أول من أمس، إن تحذيره من حرب أهلية ومن تقسيم البلاد لا يعني أنه يتمنى ذلك، مؤكداً أنه حريص على وحدة ليبيا أكثر من الليبيين أنفسهم.
كما شدد سلامة على أنه سيواصل مهمته كوسيط أممي رغم الاعتراضات على شخصه، مضيفاً أن المشير حفتر طلب منه مواصلة هذه الوساطة في اتصال شخصي معه.
كما أقر في هذا السياق أن هجوم المشير خليفة حفتر على طرابلس في الوقت الذي كان يزور فيه الأمين العام للأمم المتحدة العاصمة الليبية فاجأه.
وأضاف سلامة أن اختزال الموضوع في ليبيا بين شرق وغرب «ليس دقيقاً»، داعياً إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، مع اعتقاده بضرورة توسيع دائرة المتفاوضين مستقبلاً.
في غضون ذلك، تعهد سلامة بعدم سكوته وعدم سكوت الأمم المتحدة عن انتهاك حظر السلاح في ليبيا، داعياً في الوقت نفسه المنظمة الأممية لإنقاذ صدقيتها ونفسها في ليبيا إلى جانب إنقاذ ليبيا. كما كشف سلامة عن أن كل الأطراف الليبية، وحتى قبل الحرب على طرابلس، «استوردت أو اشترت أو أعطيت سلاحاً من الخارج». مبرزاً أن هناك أطرافاً دولية عديدة، لم يسمها، صدرت السلاح إلى ليبيا، وهناك دول نقلته إلى ليبيا بسفنها، في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا قد أعلن أول من أمس في مقابلة مع «فرانس 24» أن قنوات الحوار لم تقطع بينه وبين المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا.
وعلق مبعوث الأمم المتحدة على تصريح سابق لحفتر، يعتبر فيه أن سلامة تحول إلى «وسيط منحاز» في النزاع الليبي، مؤكداً أنه كان مجرد سوء فهم وقد تبدد مذاك، وقال إنه «لم يتم إطلاع حفتر بشكل صحيح» على نص التقرير الأخير الذي رفعه سلامة إلى الأمين العام للأمم المتحدة. وأضاف موضحاً: «تسنى له إعادة قراءة النص والتحقق من أنه واقعي».
متابعاً أن المشير حفتر «طلب مني مواصلة وساطتي»، وموضحاً أنه لم يفكر في أي لحظة بالاستقالة من منصبه.
الجيش الليبي يتهم عسكريين من تركيا بتدريب قوات «الوفاق»
اتهم «الإخوان» بجلب مرتزقة لتأجيج معارك طرابلس واستهداف المدنيين
القاهرة: خالد محمود
كشف أمس الجيش الوطني الليبي النقاب للمرة الأولى عن وجود جنود وضباط استخبارات من تركيا، يقومون بتدريب الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق، التي يرأسها فائز السراج، خلال المعارك المحتدمة منذ الرابع من الشهر الماضي في العاصمة الليبية طرابلس. كما أعلن أن طائرات حربية تابعة لقوات السراج استهدفت مناطق مدنية، عبر سلسلة ضربات جوية على منازل المدنيين في منطقة قصر بن غشير، جنوب المدينة.
وجاءت هذه التطورات فيما دعت الولايات المتحدة ومصر إلى الهدوء في ليبيا، مع مواصلة حفتر هجومه على طرابلس، حيث قالت وزارة الخارجية الأميركية إن «الوزير مايك بومبيو ناقش الأزمة في ليبيا خلال مكالمة هاتفية مع نظيره المصري سامح شكري». كما ناقش الوزيران «الضرورة الملحة للتوصل إلى حل سياسي في ليبيا، ومنع مزيد من التدهور»، بحسب المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس.
ميدانيا، قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، التابعة للجيش الوطني، إن «القصف الذي شنته طائرة تابعة لحكومة السراج، مساء أول من أمس، أدى إلى إصابة عدد من البيوت وإحداث دمار جزئي بها، إضافة إلى تضرر عدد من السيارات».
واتهم المركز الميليشيات الإرهابية باستهداف المناطق السكنية، التي احتوت واحتضنت قوات الجيش منذ انطلاق عملية تحرير العاصمة طرابلس في الرابع من الشهر الماضي، لأكثر من مرة وبشكل متعمد. واعتبر في بيان له أمس أن «هذه الأعمال ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية، ولا بد من محاسبة المسؤولين عنها». موضحا أنه «إلى جانب قصف منطقة قصر بن غشير، وحي الملجأ، فقد تم استهداف مدن ترهونة وغريان والعزيزية والطويشة، ما أدى إلى وقوع عدد غير معلوم من الضحايا، من بينهم أطفال ونساء»، مشيرا في المقابل إلى حرص قوات الجيش على استخدام الضربات الجوية بكل دقة للأهداف العسكرية، حتى لا تقع أي إصابات في صفوف المدنيين.
وفي ساعة مبكرة من صباح أمس اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش، وميليشيات السراج في محوري عين زارة ووادي الربيع جنوب طرابلس. وأعلن الجيش توقيف سبعة أفراد من ميليشيات مصراتة، في عملية نوعية قامت بها وحداته العسكرية في محور عين زارة.
في غضون ذلك، بثت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش الوطني، عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» لقطات مصورة لقيام مسؤولين عسكريين من تركيا بتدريب بعض عناصر الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج.
وقالت الشعبة إن الفيديو الذي تم العثور عليه في هاتف أحد المقبوض عليهم، يكشف وصول عدد من ضباط الجيش التركي لتكوين غرف عمليات عسكرية. وفي الفيديو الذي تضمن مشاهد وصول عدد من المدرعات التركية الصنع إلى طرابلس، بحرا خلال الأسبوع الماضي، يظهر مدربون عسكريون أتراك وهم يشرحون باللغة التركية كيفية تشغيل المدرعة من خلال مترجم.
وحصلت القوات الموالية لحكومة السراج، المدعومة من الأمم المتحدة، على شحنة من مدرعات وذخائر وأسلحة نوعية، حيث أظهرت صور وتسجيلات مصورة وصول عشرات المركبات المدرعة من طراز (بي. إم. سي كيربي) تركية الصنع إلى ميناء طرابلس.
إلى ذلك، اتهم الجيش الوطني أيضا تنظيم «الإخوان»، الذي وصفه بالإرهابي، بجلب مقاتلين مرتزقة للقتال إلى جانب حكومة السراج، مؤكدا أن اللجوء لجلب مرتزقة يدل على أن القضية التي يقاتل من أجلها هؤلاء «ليست قضية وطن؛ بل هي قضية فرض إرادة حكم لليبيين بالقوة».
واعتبر المركز الإعلامي لعملية الكرامة التابعة للجيش في بيان له أن «من يحكم المشهد هي العصابات المتطرفة غير المسؤولة، والتي لا يهمها أين تذهب أموال الليبيين، وتعبث بأمنهم، ولا يهمها أن تطيل أمد القتال حتى تبقى في السلطة».
وبثت شعبة الإعلام الحربي، مساء أول من أمس، أيضا لقطات مصورة لتجول عناصر من الجيش الوطني في منطقة الأحياء البرية بجنوب طرابلس، والتي كانت قوات الجيش قد سيطرت عليها أول من أمس.
في المقابل، قال العقيد محمد قنونو، الناطق الرسمي باسم قوات السراج، إن سلاح الجو الموالي لها شن مساء أول من أمس خمس طلعات قتالية، استهدفت تمركزات لقوات الجيش الوطني؛ لكنه لم يحدد في بيانه، الذي وزعته غرفة عملية بركان الغضب، التي تشنها قوات السراج، أي تفاصيل أخرى.
من جهة أخرى، اتهمت لجنة شؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، غسان سلامة، بتجاهل أسباب وخلفيات تحرك الجيش الوطني نحو العاصمة طرابلس خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي. وقالت اللجنة في بيان لها إن سلامة «أغفل» الحديث عن تعثر عمل البعثة وعدم شفافيتها، خلال حديثه عن نتائج عملها، والمبالغة في تقدير النجاح، وتقليل المخاطر التي تواجه العملية السياسية التي ترعاها.
واعتبرت اللجنة أنه بموجب الترتيبات الأمنية، التي تم الاتفاق عليها في اتفاق السلام المبرم نهاية عام 2015 بمنتجع الصخيرات بالمغرب ولم يتم تنفيذها، أصبحت حكومة السراج ومؤسسات الدولة في مدينة طرابلس بيد مجموعات مسلحة تتحكم في موارد الليبيين والخدمات المقدمة إليهم، مضيفة أن هذه الحكومة «أصبحت تحت هيمنة تلك المجموعات المسلحة، التي وصلت للاستعانة بالمرتزقة، والدليل على ذلك الطيار البرتغالي الذي تم القبض عليه مؤخرا، كما أصبحت مدينة طرابلس وكرا للمتطرفين». |
|