| | التاريخ: أيار ٢٦, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة الشرق الأوسط | | «النهضة» التونسية تبحث عن مرشحها للانتخابات الرئاسية | تونس: المنجي السعيداني
أكد راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، أن حزبه يبحث عن «المرشح النادر» ليقدم له الدعم خلال الانتخابات الرئاسية، وهو ما دفع عدداً كبيراً من الشخصيات إلى التسابق من أجل التقرب من حركة النهضة، وتقديم نفسها في حلة «المرشح النادر» الذي تحدث عنه الغنوشي.
وقال كمال مرجان، رئيس حزب المبادرة الدستورية، المندمج حديثاً مع حركة «تحيا تونس»، التي يتزعمها يوسف الشاهد، إنه يفكر في الترشح للانتخابات الرئاسية. لكنه لم يتخذ القرار بعد، في إشارة إلى ضرورة توفره على الدعم السياسي الكافي، علماً أن «النهضة» سبق لها أن امتدحت مرجان، أحد رموز النظام السابق، حيث قال أحد قيادييها إن الحركة ستختاره مرشحاً للانتخابات الرئاسية، وتدعمه في حال قررت اختيار دعم مرشح من خارجها.
على صعيد متصل، انتقد قيس سعيد، أستاذ القانون الدستوري، إثر إعلانه نية الترشح للانتخابات الرئاسية، مقترح الرئيس الباجي قائد السبسي بخصوص المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، وهو ما اعتبره بعض المراقبين «تقرباً من حركة النهضة»، التي رفضت هذا المقترح، ومحاولة لاستمالة جانب مهم من القاعدة الانتخابية لحركة النهضة، وهو ما نفاه سعيد في تصريحات سابقة.
بدوره، قال حمادي الجبالي، رئيس الحكومة السابق والأمين العام المستقيل من حركة النهضة في تصريح إعلامي، إنه «الأجدر بكسب أصوات أنصار حركة النهضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، باعتباره أحد أبنائها»، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد سيكون منافسه في هذا السباق.
واعترف الجبالي بأن سبب استقالته من حركة النهضة سنة 2014 يعود بالأساس إلى رفض «النهضة» دعم أحد المرشحين في الانتخابات الرئاسية السابقة، وهو ما اعتبره مساندة غير مباشرة لترشح الباجي قائد السبسي، الذي ظل يرفضه مرشحاً، على حد قوله.
من جانبه، أعلن رضوان المصمودي، رئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية وعضو حركة النهضة، إنه يفكر هو الآخر في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، بسبب ما اعتبره «وجود أزمة ثقة في البلاد سببها الأحزاب والطبقة الحاكمة».
وبسؤاله إذا كان يمثل «المرشح النادر» الذي يمكن أن تدعمه أو ترشحه حركة النهضة، أجاب المصمودي بثقة: «ولم لا؟... النهضة ستختار من ستدعم من بين مجموعة كبيرة من المرشحين»، مضيفاً حول رأيه في المنافسة التي قد يلقاها من قبل حمادي الجبالي، القيادي السابق بحركة النهضة: «هذا أمر جيد - ونحن نعمل على أن يتنافس كل المترشحين على أساس الكفاءة والبرامج... لا مجرد الترشح من أجل الترشح فقط».
وبخصوص إمكانية اختيار حركة النهضة مرشحاً من قياداتها لخوض منافسات الرئاسة، أكد قيادي الحزب عبد الحميد الجلاصي أن الأمر «لم يحسم بعد، وما زال في طور النقاش. وفي حال قدمت الحركة دعمها لمرشح من خارجها، فإن ذلك سيخضع إلى مجموعة من المواصفات والتعاقدات».
في السياق ذاته، قال عادل العوني، المحلل السياسي التونسي، إن ترشيح حركة النهضة شخصية من خارج الحزب، فيما بات يعرف في تونس بـ«العصفور النادر» يخضع لاعتبارات عدة، من بينها شروط التوافق اللاحقة والتعاقدات الأقرب إلى المقايضة، على حد تعبيره.
وتوقع العوني أن تقدم حركة النهضة مرشحها في حال فشلها في العثور على «عصفورها النادر»، الذي يلبي شروطها ويحفظ مصالحها، منتقداً في السياق ذاته طريقة الفرز التي ستعتمدها حركة النهضة بقوله: «إنها تبحث عن عصفور منقرض وليس نادراً، وذلك بسبب صعوبة توافق الأحزاب السياسية حول مرشح للرئاسة يحظى بدعم سياسي من قبل جميع الفرقاء»، مشيراً إلى أنها تعني بالعصفور النادر «العصفور المستعد للمقايضة السياسية من بين العصافير الكثيرة المتوفرة»، على حد تعبيره. | |
|