|
|
التاريخ: أيار ٢٦, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
حفتر يرهن استئناف المفاوضات في ليبيا بحل الجماعات المسلحة |
الجيش الليبي يحرز تقدماً في «كافة المحاور»... وحفتر يستعد لزيارة موسكو |
المنامة: «الشرق الأوسط أونلاين»
قال المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، إن الهجوم على طرابلس لن يتوقف ولا يمكن استئناف المفاوضات السياسية حتى يتم نزع سلاح المسلحين في البلاد.
وفي حوار مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، أكد حفتر أنه وجه قواته العسكرية إلى العاصمة الليبية بعد فشل ست جولات من المفاوضات، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء فايز السراج غير قادر على اتخاذ القرارات بسبب خضوعه لسيطرة المسلحين.
وأضاف حفتر: "في الجولة الأخيرة من المفاوضات أدركت أنه ليس هو من يأخذ القرارات، وبالتأكيد فإن الحل السياسي يبقى هو الهدف، ولكن للعودة إلى السياسة يجب القضاء على المسلحين مرة واحدة ونهائياً".
ورفض الرجلان الدعوات لوقف إطلاق النار خلال جولات خارجية الأسبوع الماضي، خلال تواجد حفتر في باريس والسراج في تونس. وعرض حفتر في الحوار العفو عن المسلحين الذين يتخلون عن حمل السلاح.
الجيش الليبي يحرز تقدماً في «كافة المحاور»... وحفتر يستعد لزيارة موسكو
الناطق باسم مجلس النواب: قصف الفندق مجرد تمثيلية نفذتها الميليشيات
القاهرة: خالد محمود
يستعد المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، للقيام بزيارة إلى العاصمة الروسية موسكو خلال الأيام المقبلة، وسط تكهنات بأنه تلقى دعوة أخرى لزيارة العاصمة الأميركية واشنطن من الرئيس دونالد ترمب. وفي غضون ذلك أعلنت قوات الجيش الوطني، أمس، تحقيق تقدم ميداني مهم ضد قوات حكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج في معارك العاصمة طرابلس.
ووسط معارك عنيفة جرت أمس على تخوم طرابلس الجنوبية، قالت شعبة الإعلام الحربي، التابعة لـ«الجيش الوطني» في ساعة مبكرة من صباح أمس، إن وحدات الجيش «حققت تقدما بخطى ثابتة في جميع محاور القتال بالعاصمة»، خاصة في محور طريق مطار طرابلس الدولي، موضحة أن قوات الجيش «كبّدت العدو العديد من الخسائر، ما أجبرهم على الفرار وترك مواقعهم، وما زال التقدم مستمرا».
في المقابل ظهر الفريق محمد الشريف، رئيس الأركان العامة للقوات الموالية لحكومة السراج، للمرة الأولى وهو يتفقد بعض المحاور في جبهة القتال حول طرابلس، حيث قال بيان حكومي إنه التقى بالقوات المرابطة في هذه المواقع من منتسبي الجيش والقوات المساندة، وحثهم على الاستعداد للمرحلة التالية من معركة الدفاع عن العاصمة، ودحر القوات المعتدية.
في غضون ذلك، راجت معلومات غير رسمية عن احتمال قيام المشير حفتر بزيارة إلى واشنطن لعقد أول لقاء مباشر ورسمي مع ترمب. وبينما لم يصدر أي تعليق رسمي من الإدارة الأميركية، التزم مكتب حفتر الصمت.
وكان السفير الأميركي لدى ليبيا بيتر بودي، الذي أعلن انتهاء فترة عمله هناك، قد لفت في بيان نشره الموقع الإلكتروني الرسمي للسفارة الأميركية، أول من أمس، إلى أن «القتال المستمر في طرابلس يدمّر البنية التحتية المدنية الأساسية، ويعرّض للخطر جهود مكافحة الإرهاب بين الولايات المتحدة وليبيا، ويشكل مصدر قلق كبير، ويعرّض حياة المدنيين الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال للخطر».
وفي أولى ردود الأفعال على قصف فندق ريكسوس وسط طرابلس أول من أمس، اعتبر عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، أن قصف الفندق «مجرد تمثيلية نفذتها الميليشيات المسلحة، التي اعتادت على القيام بأعمال ومحاولات مماثلة لإيهام الرأي العام والمجتمع الدولي بأن الجيش الوطني قام بهذا العمل»، لافتا إلى أن قيادة الجيش الوطني نفت أن تكون استهدفت أي مقار أو مؤسسات مدنية، وأن الضربات الجوية التي ينفذها الجيش دقيقة، وذلك بشهادة وزراء السراج وأمراء الميليشيات أنفسهم، حسب تعبيره.
وأضاف بليحق في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن المقر الرسمي لمجلس النواب «يوجد بمدينة طبرق، وأي جلسات تتم بدون دعوة من رئاسة المجلس وخارج مقره الرسمي باطلة وغير دستورية ولا قانونية». مضيفا أن «اجتماعات طرابلس يعقدها نحو 25 نائبا، أغلبهم من المقاطعين للمجلس منذ حرب (فجر ليبيا)، التي قام بها الإخوان المسلمون في إطار انقلابهم على نتائج انتخابات مجلس النواب، وهؤلاء النواب لم يؤدوا اليمين القانونية، وكل ما يقومون به باطل وغير قانوني ولا دستوري ولا قيمة له».
وكان بليحق يعلق بهذه التصريحات على تعرض مجمع يضم فندقا في وسط طرابلس، يجتمع فيه نواب مؤيدون للسراج لقصف تسبب في أضرار مادية، لكن بدون تسجيل خسائر بشرية.
ويتركز القتال أساسا في الضواحي الجنوبية، لكن الصواريخ أصابت فندق ريكسوس الفاخر القريب من وسط المدينة، ونفى «الجيش الوطني» مسؤوليته عن القصف، واتهم في المقابل الميلشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج بالقيام به.
الصراع على «غنيمة تركية» يودي بحياة قادة ميليشيات غرب طرابلس
القاهرة: جمال جوهر
نشب خلاف دموي بين الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة «الوفاق الوطني» في مدينة الزاوية الواقعة غرب العاصمة طرابلس، بسبب الصراع على تقاسم صفقة مدرعات، منحتها تركيا إلى المجلس الرئاسي بقيادة فائز السراج، ما خلف مقتل مسلحين، ووضع المدينة رهناً للتوتر واندلاع معارك جانبية.
وشهدت الزاوية أجواء غير مستقرة صباح أمس، غلب عليها دوي الانفجارات، إثر مقتل فراس المختار شركس، آمر ميليشيا تابعة لوزارة داخلية «الوفاق»، وابن عمه عبد الرحيم فتحي شركس، بسبب خلاف مع ميليشيا أخرى على امتلاك مدرعة من صفقة الأسلحة التركية، التي وصلت طرابلس في الثامن عشر من مايو (أيار) الجاري، لاستخدامها في المعارك الجارية بين «الجيش الوطني»، وقوات موالية لـ«الوفاق».
وسبق أن أعلنت حكومة «الوفاق» عن وصول دفعة كبيرة من الأسلحة والمدرعات العسكرية التركية على متن سفينة قادمة من شمال تركيا، تضم نحو 40 قطعة حربية، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة لدى قيادات «الجيش الوطني»، وسط تحذيرات من خرق قرار مجلس الأمن الدولي، الذي يقضي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
وبحسب شهود عيان، فقد تطورت الأحداث في الزاوية في وقت متأخر من ليلة أول من أمس، عقب استحواذ القيادي الميليشياوي فراس المختار شركس على إحدى المدرعات الجديدة، ما أشعل الخلاف مع مسلحين آخرين، انتهى بقتله مع ابن عمه عبد الرحيم على يد وسام رمضان عبد الله الحطاب، ومحمود محمد علي كريم.
وتواكب ذلك مع سماع دوي انفجارات في جنوب ساحل الزاوية، أرجعته وسائل إعلام محلية إلى استهداف منزل عائلة الزعلوك في منطقة طريق البرناوي بقذائف «آر بي جي» للاشتباه في تورط نجلهم، القيادي بإحدى المجموعات المسلحة، في قتل فراس وعبد الرحيم شركس، وهي المعلومات التي تبين لاحقاً عدم صحتها.
وفيما قال القيادي الأمني، العقيد محمد عبد السلام المصينعي لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات المسلحة في غرب البلاد «لم تكف يوماً عن التناحر»، غرّد الإعلامي الليبي محمود المصراتي على «تويتر» مبكراً، وقال إن سبب الاشتباكات بين عناصر الميليشيات في الزاوية، يرجع إلى صراعهم للاستحواذ على المدرعات التركية، وهو ما تسبب في مقتل عنصرين منهم.
ومع احتدام الخلاف اضطرت «قوة الردع الخاصة»، التابعة للسراج، للتدخل واعتقال ما وصفتهم بالمتهمين بالقتل، وقالت في بيان على صفحتها عبر «فيسبوك»، مساء أول من أمس، إنها ألقت القبض على وسام رمضان عبد الله الحطاب، ومحمود محمد علي كريم لاتهامهما بقتل فراس وعبد الرحيم شركس في الزاوية.
وأشارت «قوة الردع» إلى أنه «سيتم التحقيق في القضية وكشف ملابساتها، وإحالة المتورطين فيها لجهات الاختصاص، في ظل التعاون الأمني بين أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، وضمان حق المغدور بهما، وطمأنة ذويهما للاقتصاص من القاتلين».
وشهدت العاصمة طرابلس وضواحيها عدداً من المعارك، التي قضي فيها مئات القتلى وآلاف الجرحى بين الميليشيات المسلحة خلال العام الماضي، بسبب التصارع على مكتسبات مالية أو لوجيستية.
وفور تسلم سلطات طرابلس صفقة المدرعات التركية، أعلن «الجيش الوطني» الليبي أنه فرض حظراً بحرياً على الموانئ الواقعة (غرب البلاد)، في خطوة تهدف إلى منع وصول الأسلحة وقطع الإمدادات العسكرية إلى العاصمة طرابلس.
وتداولت وسائل إعلام محلية، أمس، معلومات غير مؤكدة حول انسحاب ميليشيا فراس شركس من محاور القتال في مطار طرابلس الدولي، بعد اغتياله بأيدي «نيران صديقة»، بحسب ما وصفه نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا. |
|