|
|
التاريخ: أيار ١٧, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
الجيش الليبي يقترب من «تدمير الميليشيات» ويتهم «الوفاق» بقصف المدنيين و«العفو الدولية» تطالب بتحقيق |
رئيس الحكومة الإيطالية يدعو لوقف إطلاق النار خلال مباحثاته مع حفتر في روما |
القاهرة: خالد محمود
أعلن الجيش الوطني الليبي أن قواته خاضت خلال الساعات الماضية ما وصفها بـ«معارك طاحنة» ضد القوات الموالية لحكومة «الوفاق»، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، في وقت أجرى فيه رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي، أمس، محادثات في روما مع المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش، وذلك في أول محطة له ضمن جولة أوروبية محدودة.
وقال كونتي إنه أجرى محادثات دامت ساعتين مع حفتر. لكنه لم يكشف النقاب عن موقف المشير من دعوته لوقف إطلاق النار في معارك طرابلس.
ونقلت وكالة «أكي» الإيطالية عن كونتي قوله إنه طلب خلال اجتماعه مع حفتر «إبلاغه بالتطورات»، وأعرب عن قلق إيطاليا إزاء الوضع الحرج للغاية، الذي تعيشه ليبيا حالياً، وصرح بهذا الخصوص: «دعوت إلى وقف إطلاق النار، ونثق بأنه يمكن السير في طريق الحل السياسي».
وأضاف كونتي: «كان لقاءً مطولاً وتبادُلاً مطولاً للمعلومات، وقد عبرتُ له (حفتر) عن موقف الحكومة... نريد وقفاً لإطلاق النار، ونحن نعتبر أن الحل السياسي هو الحل الوحيد».
ولم يصدر في المقابل أي بيان رسمي من المشير حفتر أو مكتبه. لكنّ مصادر مقربة منه قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه رفض مجدداً أي فكرة لوقف إطلاق النار، وإبرام هدنة قبل إعلان الميليشيات المسلحة في طرابلس إلقاء السلاح، وتسليم نفسها لقوات الجيش الوطني.
كما كشفت المصادر ذاتها النقاب عن أن حفتر طلب في المقابل من رئيس الحكومة الإيطالية فك الارتباط بينها وبين حكومة السراج، المدعومة في طرابلس من بعثة الأمم المتحدة، وجدد طلبه لإيطاليا إخلاء المستشفى العسكري، الذي أقامته في مدينة مصراتة (غرب)، وعدم السماح للمتطرفين والإرهابيين بتلقي العلاج هناك.
ومن المقرر أن يقوم حفتر لاحقاً بزيارة إلى باريس لمقابلة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما راجت معلومات عن احتمال عقده محادثات مماثلة مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبي.
وكان الوضع الراهن في طرابلس محور اجتماع عُقد أمس بين فتحي باش أغا، وزير الداخلية في حكومة السراج، وسفير إيطاليا لدى ليبيا جوزيبي غريمالدي. وطبقاً لبيان أصدره أغا فقد أكد السفير الإيطالي دعم الحكومة الإيطالية لحكومة السراج، باعتبارها الحكومة الشرعية والمعترف بها دولياً، مشيراً إلى أن الموقف الإيطالي واضح بشأن عدم دعم ما قام به حفتر في ضواحي العاصمة طرابلس.
ميدانياً، اعتبر اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم «الجيش الوطني»، في بيان أصدره أمس، أن القوات المسلحة في المنطقة العسكرية الغربية، التي يقودها اللواء إدريس مادي من الزنتان، تخوض «معركة طاحنة ضد الإرهابيين وميليشيات الإجرام، وتقدم تضحيات كبيرة، وتضرب مثالاً عالياً في التضحية من أجل كرامة الوطن واستقلاله ووحدة أراضيه».
وقالت شعبة الإعلام الحربي، التابع للجيش، في بيان مقتضب أمس، إن الطائرات التركية المُسيّرة المُقلعة من قاعدة مصراتة الجوية تقوم بغارات، وتستهدف أهدافاً مدنية بعيدة عن المناطق العسكرية بمدينة غريان.
وطبقاً لما أعلنه المسماري في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، فإن قوات الجيش تقاتل الآن على تخوم طرابلس لتطهيرها من الإرهاب والجماعات الإجرامية، مشيراً إلى أن «المعركة أصبحت قريبة جداً من الأحياء الرئيسية في طرابلس، وعلى مقربة من تدمير قدرات العدو... وما زالت قواتنا تقاتل العدو في طرابلس بمختلف محاور القتال، وما زالت القوات الجوية تدك أوكار الإرهابيين في أكثر من موقع إسناد للمقاتلين على الأرض».
ولفت المسماري إلى أن الميليشيات المسلحة تستخدم الأسلحة الثقيلة بشكل عشوائي، وتستهدف الآمنين، بالإضافة إلى القصف الجوي في عدة أماكن بطرابلس، وقال إن السراج طلب النجدة من عدة دول أوروبية، لكنه رجع فاشلاً من رحلته، لكنه «نجح مع ذلك في عقد صفقات مع تجار حروب لشراء أسلحة من أموال الشعب الليبي»، مبرزاً أن مكان تجميع الأسلحة من دول العالم «هو تركيا، ومنها ستُنقل إلى مصراتة، وليس بجديد دعم تركيا للإرهاب في كل دول المنطقة».
كما أوضح المسماري أن قوات الجيش التي أسقطت قبل يومين في الجفرة طائرة من دون طيار للعدو كانت في مهمة استطلاعية، «تقوم حالياً بجمع حطام الطائرة... وسنعرف ما هي الدول التي زوّدت الإرهابيين بالطائرة، رغم أن الخيوط تشير إلى تركيا».
وأبرز المسماري أن المخابرات التركية «تولت نقل مقاتلين من ليبيا إلى سوريا، وهي الآن تعمل على عودتهم لليبيا... ونحن نتابع الخطوط التي فتحتها تركيا لنقل الإرهابيين بين سوريا وليبيا. وفي حال لم يكن هناك جيش في ليبيا سيتم نقلهم إلى أوروبا»، مشيراً إلى أنه كان «هناك خط لتركيا عبر السودان وبوكو حرام تم قطعه بعد سقوط البشير، وانتصار الجيش السوداني للشعب هناك».
وأضاف المسماري: «هناك دعم قطري وتركي وراء كل تحالف الإرهابيين الذين فرّوا من شرق البلاد وتجمعوا في طرابلس»، متهماً جماعة الإخوان المسلمين بالسيطرة على مصرف ليبيا المركزي، والمؤسسة الوطنية للنفط لصالح الإرهاب، ودعا كل الدول لأن تصنف «الإخوان» جماعة إرهابية بـ«اعتبارها خطراً على العالم أجمع».
«العفو الدولية» تطالب بتحقيق بـ «جرائم حرب» محتملة في ليبيا
القاهرة: جمال جوهر
دعت منظمة العفو الدولية المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في هجمات عشوائية، استهدفت مناطق بالضواحي الجنوبية للعاصمة الليبية طرابلس، أوقعت قتلى وعشرات المصابين، وتسببت في نزوح مئات المواطنين، وهو ما تحدثت عنه في حينه منظمات محلية.
وقالت «العفو الدولية» في بيان أصدرته أمس إن هذه الهجمات قد تصل إلى حد «جرائم حرب»، مستشهدة بأقوال الشهود وتحليل صور الأقمار الاصطناعية، التي أشارت إلى أن المناطق السكنية المكتظة بالسكان في منطقة (أبو سليم) بجنوبي طرابلس تعرضت لهجمات عشوائية بالصواريخ ما بين 15 و17 أبريل (نيسان) الماضي.
وحددت المنظمة الحقوقية ثلاث مناطق استهدفتها أسلحة غير دقيقة في (أبو سليم)، وهي منطقة تسيطر عليها ميليشيات تابعة لحكومة «الوفاق»، مشيرة إلى أنه «لم يتم العثور على دليل واضح على وجود هدف عسكري في هذه المناطق».
ومنذ اندلاع الحرب بمحيط جنوب طرابلس في الرابع من أبريل الماضي تتبادل القوات الموالية لحكومة «الوفاق» و«الجيش الوطني» الاتهامات عن المتسبب في الهجمات، التي تستهدف المناطق المدنية جنوب طرابلس.
ويتهم موالون لـ«الجيش الوطني» الميليشيات والقوات التابعة لحكومة «الوفاق» بقصف المناطق السكنية، بهدف استعطاف الرأي العام الدولي لصالحهم ضد المؤسسة العسكرية للبلاد، مشيرين إلى أن ما حدث مؤخراً في قصر بن غشير من قصف للمدنيين «دليل واضح على ذلك».
وعدّت اللجنة قصف الأحياء السكنية المكتظة بالسكان «جريمة بشعة ترقى إلى مصاف جرائم الحرب»، وناشدت مجلس الأمن الدولي «سرعة التدخل لوقف إطلاق النار وأعمال العنف والمواجهات المسلحة، التي تشهدها مناطق غرب وجنوب غربي طرابلس». معربة عن قلقها «جراء توسّع وتصاعد المواجهات المسلحة بمناطق جنوب وجنوب غربي طرابلس، وتحول المناطق المكتظة بالمدنيين، تدريجياً، إلى ساحات قتال يتم استغلالها للتحصن من قبل جميع أطراف النزاع المسلح».
في شأن آخر، أعلنت منظمة إغاثة ألمانية غير حكومية أن سفينتها (سي ووتش3) أنقذت 65 مهاجراً،على بعد 30 ميلاً من الساحل الليبي، بعد أن رصدتهم طائرة استطلاع مدنية. وقالت منظمة (سي ووتش) في تغريدة عبر حسابها على (تويتر) إنها أبلغت ليبيا ومالطا وإيطاليا وهولندا بشأن عملية الإنقاذ، لكن «لا إجابة» حتى الآن، منوهة بأن مياه المتوسط لا تشهد تناقصاً في أعداد المغادرين بل في الشهود. ونقلت وكالة «أكي» الإيطالية تعليق وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، في تغريدة على عملية الإنقاذ، قائلاً: «سفينة لمنظمة غير حكومية ألمانية، ترفع العلم الهولندي، انتشلت 65 مهاجراً في المياه الليبية. لقد وقعت للتو تحذيراً بعدم الاقتراب من المياه الإقليمية الإيطالية.. موانئنا مغلقة وستبقى كذلك». |
|