|
|
التاريخ: أيار ١٦, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
أنقرة تعلن اتفاق إردوغان وبوتين على تشكيل مجموعة عمل حول شمال غربي سوريا |
جاويش أوغلو يؤكد عقب لقائه نصر الحريري قرب الاتفاق حول لجنة صياغة الدستور |
أنقرة: سعيد عبد الرازق
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن الرئيس رجب طيب إردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير وبوتين، اتفقا على ضرورة تشكيل مجموعة عمل بشأن شمال غربي سوريا في أسرع وقت ممكن.
وأضاف جاويش أوغلو أن هجمات قوات النظام السوري في إدلب تضر بفرص تشكيل لجنة برعاية الأمم المتحدة لوضع مسودة دستور جديد لسوريا.
وصعّد جيش النظام وحلفاؤه في الأسابيع الأخيرة، بدعم من روسيا، هجومه على إدلب والمناطق المحيطة بها، ما أسفر عن تشريد أكثر من 150 ألف شخص وفقاً لما تقوله الأمم المتحدة، فيما يقول عمال إنقاذ ومسؤولون في الدفاع المدني إن ما يزيد على 120 مدنياً قُتلوا.
وكان إردوغان قد أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصالٍ هاتفي، الاثنين الماضي، أن هجمات قوات الأسد تستهدف التعاون التركي الروسي في إدلب، عن طريق انتهاك اتفاق النار المتفق عليه، والذي نجح في تجنيب المنطقة هجوماً كانت تتوعد به روسيا وقوات النظام وميليشياته.
وأكد الوزير التركي، في كلمة خلال لقاء مع طلاب أجانب بمقر رئاسة أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى التركية في أنقرة أمس (الأربعاء)، ضرورة التعاون بين مختلف الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية، بهدف إنهاء معاناة السوريين المستمرة منذ 8 سنوات.
وقال: «علينا العمل معاً من أجل إنجاح مسارات جنيف وآستانة واتفاق سوتشي الخاص بإدلب، وتشكيل لجنة صياغة الدستور، والحفاظ على التهدئة في إدلب، وتأمين العودة الآمنة لجميع اللاجئين السوريين».
وكان جاويش أوغلو قد أعلن، عقب لقائه رئيس هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية، نصر الحريري، في إسطنبول مساء أول من أمس، أن الأطراف المعنية بالملف السوري قريبة من الاتفاق حول لجنة صياغة الدستور في سوريا.
وأضاف، في تغريدة على «تويتر»: «نحن قريبون من الاتفاق حول لجنة صياغة الدستور في سوريا. هجمات النظام السوري تعد انتهاكاً صريحاً لاتفاق سوتشي، وتعارض مسار آستانة».
ويفترض أن تتشكل اللجنة الدستورية السورية، التي تُبذل مساعٍ لتشكيلها، في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الصادر في 2015، والذي نصّ على إعادة صياغة الدستور السوري، في إطار عملية انتقال سياسي.
وفي يناير (كانون الثاني) 2018، صدر قرار بهذا الصدد عن «مؤتمر الحوار الوطني» الذي عُقد في سوتشي الروسية؛ حيث قررت الأمم المتحدة وتركيا وإيران وروسيا والفرقاء السوريون، تشكيل لجنة دستورية من 150 شخصاً، يعيّن النظام والمعارضة الثلثين منهم بحيث تسمي كل جهة 50 شخصاً، أما الثلث الأخير، فيختاره المبعوث الأممي إلى سوريا، من المثقفين ومندوبي منظمات المجتمع المدني السوري.
ولا تزال جهود تشكيل اللجنة متعثرة حتى الآن وفشلت الأطراف في حسمها خلال الجولة الثانية عشرة من مباحثات مسار آستانة الشهر الماضي.
وفي سبتمبر (أيلول) 2018، أبرمت تركيا وروسيا اتفاق «سوتشي» من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وسحبت بموجبه المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة، وصعّد النظام منذ مطلع مايو (أيار) الحالي، وتيرة هجماته على مناطق خفض التصعيد في إدلب بدعم من روسيا.
ووصف جاويش أوغلو هجمات النظام بأنها انتهاك صارخ لاتفاق في سوتشي، كما يتعارض مع روح الجهود التركية للعمل مع روسيا وإيران على الحد من العمليات القتالية والضحايا في إدلب والمناطق المجاورة لها.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن وزير الدفاع خلوصي أكار ونظيره الروسي سيرغي شويغو، بحثا أول من أمس سبل خفض التوتر في محافظة إدلب السورية، بعد أكبر تصعيد عسكري في شمال غربي سوريا، خلال عام تقريباً.
وفضلاً عن القتلى والجرحى، وتدمير عشرات المستشفيات، والمدارس، والمرافق الحيوية للمدنيين، بالغارات، فإن إحصائيات الأمم المتحدة، تؤكد أن الهجوم الذي شنته قوات نظام الأسد وحلفاؤه، أدى إلى نزوح أكثر من 150 ألف شخص.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول كبير في المعارضة السورية، قالت إنه على اتصال مع المخابرات التركية، أن قدرة المعارضة السورية المسلحة على تحمل بعض أعنف الضربات الجوية، خلال أكثر من عام، أسهمت في تقوية موقف تركيا خلال الأيام الأخيرة، حيث ضغطت على موسكو لتخفيف الهجوم الدامي.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه نظراً إلى حساسية المسألة: «تم إبلاغنا بأن إردوغان قال لبوتين إن الاتفاق (سوتشي) سينهار إذا تصاعدت المسائل أكثر من ذلك».
الأسد ينفي «انفتاحه» على التعاون مع تركيا ولقاء إردوغان
دمشق {الشرق الأوسط}
نفى الرئيس السوري بشار الأسد، ما نقله عن لسانه الكاتب الصحافي بجريدة «آيدنليك» التركية، محمد يوفا، عنه حول لقاءات بين ضباط مخابرات سوريين وأتراك في عدة مناطق، إذ أفيد بأن وفداً عسكرياً سورياً التقى رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، في العاصمة الإيرانية طهران، كما جرت مقابلة أخرى في معبر كسب الحدودي.
كما نقل عن الأسد قوله: «نحن منفتحون على التعاون مع تركيا، وإذا كان ملائماً لمصالح سوريا، ولا يتعدى على سيادتها، يمكننا لقاء (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان».
ومنذ أن أطلقت أنقرة عملية «درع الفرات» في أغسطس (آب) 2016، تنتشر القوات التركية في شمال سوريا، على طول الحدود السورية - التركية، مستغلَّة حالة الحرب لتوسيع رقعة نفوذها في سوريا، بزعم محاربة تنظيم «داعش» والحد من خطر نفوذ الأكراد و«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية، على حدودها، ولضمان تنفيذ الهدنة في مناطق خفض التصعيد في إدلب، وأرياف حلب وحماة واللاذقية بموجب اتفاق تركي - روسي.
وأكد بيان صادر عن المكتب السياسي والإعلامي في «رئاسة الجمهورية» السورية، أن ما يتم تداوله نقلاً عن الأسد هو «عارٍ تماماً عن الصحة». وأوضح البيان أن التصريحات التي تداولتها وسائل الإعلام الثلاثاء، حول كلام ومواقف منسوبة للأسد «خلال أحد لقاءاته بمجموعة من المحللين السياسيين والاقتصاديين عارٍ تماماً عن الصحة». وأشار البيان إلى أن أي موقف أو تصريح سيصدر مباشرة عبر وسائل الإعلام الرسمية المعروفة أو عبر الحسابات الرسمية، وليس نقلاً على لسان زوار وشخصيات.
وكان الكاتب يوفا، قد أشار في مقالة له قبل أيام إلى أنه حضر اجتماعاً صحافياً مغلقاً مع الأسد، وكتب تقريراً تحت عنوان: «جنون العظمة... وهل سيعقد لقاء بين الأسد وإردوغان؟» وقال إن الأسد أكد أن «تركيا دولة مهمة في المنطقة، وأن الحكومة السورية مستعدة للتعاون معها». كما نقل عن الأسد قوله: «نحن لا نتفاوض مع تركيا عن طريق روسيا وإيران فقط، فقد تفاوض الضباط الأتراك والسوريون في عدد من النقاط». وقال الصحافي يوفا إن الأسد كشف أن «أهم تلك المفاوضات أُجريت في معبر (كسب) الحدودي على الشريط الحدودي بين هتاي واللاذقية».
ونقل عن لسان الأسد قوله إن عدداً من الضباط السوريين والأتراك التقوا في عدة مناطق، إذ التقى وفد سوري رئيس جهاز الاستخبارات التركي، هاكان فيدان، في العاصمة الإيرانية، طهران، كما جرت مقابلة أخرى في معبر كسب الحدودي.
ورأى الأسد أن «الضباط الأتراك أكثر تفهماً لما يحدث في بلادنا من الساسة الأتراك، وأن هناك اختلافات للرأي كبيرة بخصوص سوريا في حكومة إردوغان». وأضاف يوفا أن الأسد قال: «نحن منفتحون على التعاون مع تركيا، وإذا كان ملائماً لمصالح سوريا، ولا يتعدى على سيادتها، يمكننا لقاء إردوغان».
يُشار إلى أن الأسد عقد لقاءً صحافياً مغلقاً مع ممثلين عن وسائل الإعلام الرسمية والخاصة، في 8 مايو من الشهر الحالي. وهذه ليست أول مرة ينفي أو «يتراجع» فيها مسؤولون في البلدين عن تصريحات حول إمكانية إعادة العلاقات التركية مع الأسد، التي توترت منذ عام 2011 على خلفية دعم تركية للمعارضة السورية، فقد سبق أن صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قبل عدة أشهر، بأن تركيا «قد تنظر في إمكانية إعادة العلاقات مع الأسد في حال فوزه في انتخابات ديمقراطية». لكنه عاد وتراجع نافياً تلك التصريحات وقال إنه لا يوجد ما يشير إلى أن «أنقرة ستعمل مع النظام السوري».
|
|