| | التاريخ: أيار ٤, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة الشرق الأوسط | | عسكريون حكموا السودان منذ الاستقلال | الخرطوم: «الشرق الأوسط»
تعاقب على حكم السودان منذ استقلاله في عام 1956، عدد من العسكريين، أولهم الفريق إبراهيم عبود، الذي قاد في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1958، أول انقلاب عسكري ضد أول حكم مدني ديمقراطي. كان ذلك أول تدخل مباشر للجيش في السياسة. ويذهب البعض إلى أنه لم يكن انقلاباً عسكرياً صرفاً، وإنما تم تسليمه السلطة من رئيس الوزراء آنذاك عبد الله خليل من «حزب الأمة»، بعد الخلافات الحادة داخل أحزاب الحكومة. استمر حكم عبود 6 سنوات قبل أن تطيح به ثورة شعبية كاسحة في أكتوبر (تشرين الأول) 1964، وهي أول انتفاضة شعبية تطيح بحكم عسكري في المنطقة.
في عام 1969، قاد العقيد جعفر محمد نميري انقلاباً عسكرياً انقض به على الحكومة الديمقراطية الثانية التي أنهكتها الصراعات الحزبية. الانقلاب قام به «الضباط الأحرار» داخل الجيش بدعم من «الحزب الشيوعي». وبعد عامين من حكمه حاول بعض الضباط الشيوعيين الانقلاب على نميري في عام 1971، لكن فشلت المحاولة الانقلابية واستعاد نميري سلطته.
استمر حكم نميري 16 عاماً، وشهد تحولات كبيرة بتحالفاته من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، لتطيحه ثورة شعبية انطلقت من نهاية مارس (آذار) إلى 6 أبريل (نيسان) 1985. وبعد سقوط نميري تسلم السلطة خلال الفترة الانتقالية المشير عبد الرحمن سوار الذهب لمدة عام أجريت بعده انتخابات ديمقراطية.
وفي 30 يونيو (حزيران) 1989، نجح «تنظيم الإسلاميين» في تدبير انقلاب عسكري وتسلم الحكم بقيادة العميد عمر حسن أحمد البشير الذي شهد عهده محطات فارقة؛ أبرزها انفصال الجنوب، والحرب في دارفور، وانهيار كامل للاقتصاد في آخر أيامه. واستمر حكم البشير نحو 30 عاماً حتى سقوطه في 11 أبريل الماضي.
إضافة إلى التحركات العسكرية التي سيطرت على الحكم، شهد السودان منذ الاستقلال عشرات المحاولات الانقلابية الفاشلة على الحكومات العسكرية؛ أبرزها انقلاب المقدم حسن حسين في عام 1975، وحركة محمد نور سعد «الجبهة الوطنية» في عام 1976، إضافة إلى المحاولة الانقلابية في رمضان من عام 1990. | |
|