التاريخ: نيسان ٢٨, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
حزب رئيس الحكومة التونسية يعقد مؤتمره الانتخابي الأول
تونس: المنجي السعيداني
تعقد قيادات حركة «تحيا تونس»، الحزب المنسوب إلى يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية الحالية، أمس (السبت)، واليوم (الأحد)، مؤتمره الانتخابي الأول، وسط تساؤلات حول انعكاساته المرتقبة على المشهد السياسي، وفي ظل تصريحات بعض قياداته باكتساح الساحة السياسية، والفوز بأكثر من 109 أصوات خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما يضمن لها الأغلبية المطلقة، ويسمح لها بالحكم بمفردها، بعيداً عن التحالفات السياسية، خصوصاً مع «حركة النهضة»، الحزب الإسلامي المشارك في الائتلاف الحاكم الحالي.

واختار الحزب الجديد تركيز هياكله السياسية في مختلف الدوائر الانتخابية، والانطلاق من الجهات إلى المركز، في محاولة لتفادي الأخطاء التي وقع فيها حزب «النداء»، وأدت إلى بروز خلافات مزمنة بين قياداته. وفي هذا السياق، أعلن سليم العزابي، المنسق العام لحركة «تحيا تونس»، أن حركته اختارت تنظيم مؤتمر تأسيسي انتخابي ينطلق من الجهات إلى المركز، وأن لقاء غد الأحد سيكشف عن النتائج النهائية للمؤتمرات الجهوية والمحلية، التي عقدت طوال الأشهر الماضية. وحسب مروان الفلفال، القيادي في حركة «تحيا تونس»، فإنه من المنتظر أن تقع تزكية سليم العزابي، المنسق العام الحالي للحركة والرئيس السابق للديوان الرئاسي، رئيساً للقائمة الوطنية، وأميناً عاماً للحركة، على أن يتم بعد ذلك الإعلان عن المكتب السياسي والمكتب التنفيذي للحزب، الذي سيضم أكثر من 200 عضو، موزعين بين نواب بالبرلمان، ووزراء في حكومة الشاهد، وشخصيات من أعضاء المكاتب التابعة للحزب في الجهات.

أما بالنسبة لمنصب رئيس الحزب، فإنه من المنتظر أن يبقى شاغراً، ولن يتم الإعلان عنه خلال المؤتمر، وإن كان عدد من المتابعين يتوقعون أن تؤول الرئاسة إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد. لكن الإعلان عن ذلك سيتم تأجيله إلى وقت لاحق، تجنباً للانتقادات التي واجهها الشاهد وحزب «تحيا تونس» حول الخلط بين العمل الحكومي والعمل الحزبي، واستغلال الإدارات للدعاية لفائدة «حزب الحكومة»، كما وصفته الأحزاب المعارضة.
في انتظار نتائج المؤتمر، أوضح رياض المؤخر، القيادي بحركة «تحيا تونس»، أن الحركة تطمح إلى الحصول على 109 مقاعد بالبرلمان خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. غير أن ذلك يبقى رهين تطورات تشهدها الساحة السياسية في الفترة المقبلة، خصوصاً في ظل التحالفات المنتظرة، والتوازنات التي ستتحدد بين مختلف الأطراف السياسية الكبرى، ومن بينها «حركة النهضة».

وتم الإعلان الرسمي عن تأسيس حركة «تحيا تونس» في 27 من يناير (كانون الثاني) الماضي في مدينة المنستير، مسقط رأس الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة. وقال مؤسسو هذا الحزب، من بينهم مصطفى بن أحمد، رئيس كتلة «الائتلاف الوطني» التي دعمت الحكومة في البرلمان، إنها «حركة ذات مرجعية ديمقراطية وحداثية، تقوم على الفكر البورقيبي، والفكر الإصلاحي التونسي، وتتصدى لأي مشروع رجعي»، على حد تعبيره.

يذكر أن حزب «تحيا تونس» منسوب لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، الذي لم يعلن رسمياً عن صلته بهذا الحزب، وما إذا كان سيترأسه مثلما يتم الترويج لذلك منذ أن كانت هذه الحركة مجرد مشروع سياسي.