|
|
التاريخ: نيسان ٨, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
لافروف يدعو إلى التخلص من الاحتلال الأميركي في الجنوب السوري |
توافق الوزيرين الروسي والأردني على غياب المعلومات المتعلقة بـ«صفقة القرن» |
عمان: «الشرق الأوسط»
أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على أهمية التوصل لحل سياسي للأزمة السورية بما يحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويضمن عودة آمنة للاجئين، مشددا، على أن الجولان أرض سورية محتلة وفقا لجميع قرارات الشرعية الدولية.
كما أكد الملك الأردني خلال لقائه، أمس الاثنين، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على ضرورة تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استمرار مساعي بلاده في التوصل إلى تسوية سياسية بشأن الأزمة السورية، وإنهاء أزمة «مخيم الركبان» الحدودي بين الأردن وسوريا، قائلا إنه «لا بد من التخلص من الاحتلال الأميركي» في الجنوب السوري.
وجاءت تصريحات الوزير الروسي خلال مؤتمر صحافي عقده معه نظيره الأردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي من العاصمة عمّان، أمس الأحد، على هامش زيارة للمملكة أعقبت زيارة مشابهة إلى مصر.
واتهم لافروف في حديثه خلال المؤتمر، القوات الأميركية بالتعاون مع «منظمات متطرفة» في منطقة الركبان بمنع النازحين واللاجئين السوريين من مغادرة المخيم، مشيرا إلى أن القوات الأميركية تحاول تثبيت وجودها الذي وصفه بالاحتلال، قائلا إنه لا بد من التخلص منه.
وقال لافروف إن روسيا تشجع السلطات السورية على تأسيس الظروف الموائمة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وكذلك نازحي الركبان، مشيرا إلى أن المعلومات المتوفرة لديه من خلال المراقبين الأمميين، أظهرت أن 95 في المائة من النازحين في المخيم يرغبون بالعودة إلى بلادهم. وأضاف: ندعو إلى وقف محاولات منع خروج النازحين السوريين من الركبان، لأن الأوضاع في المخيم غير مقبولة ونحن مستعدون للمساهمة في تأمين خروجهم، والأفضل التخلص من الاحتلال الأميركي في هذه المنطقة.
ورغم ذلك شدد لافروف على استمرارية التنسيق الأميركي الأردني الروسي في هذا الملف، مبينا أن اللقاء بالوزير الصفدي تمحور حول ملف الركبان والأزمة السورية، إضافة إلى ملف عملية السلام في المنطقة التي وصف الوضع فيها «بالمقلق».
وكانت مصادر سياسية أردنية، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن جهود غرفة التنسيق المشترك (الأميركية - الروسية - الأردنية)، ساهمت في الشهور الماضية بإجلاء عدد كبير من النازحين السوريين في مخيم الركبان، وتخفيف الضغط الأمني، وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية، مما خفف العبء الإنساني على الأردن.
وجدد لافروف أهمية الدعوة إلى إطلاق الحوار مجدداً في جنيف، لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، استناداً إلى مخرجات مباحثات أستانة العام الماضي، وأضاف قائلاً: «نحن نشارك الرأي العام في ضرورة التوصل إلى حل سياسي لهذه القضية».
وثمن الوزير الروسي جهود الأردن في دعم عودة سوريا إلى منظومة العمل العربي، لافتاً في رده على تساؤلات صحافية حول مآلات استمرار أزمة الركبان في ظل استمرار وجود قاعدة التنف الأميركية العسكرية في الجنوب السوري، أن القوات الأميركية تحاول تثبيت وجودها في الجنوب السوري وأن حديثها المستمر عن حل أزمة الركبان غير صحيحة. وأضاف: «الركبان لا يقع فقط بالقرب من قاعدة التنف الأميركية... الأميركيون أعلنوا إنشاء التنف على امتداد 55 كيلومترا ولا نعرف كيف تم تبرير هذا الامتداد، هناك تعاون بين الأميركيين ومنظمات متطرفة، والأميركيون يرفضون إنهاء هذ الوضع في المخيم والذي بات غير مقبول».
وبين لافروف أن الجانب الأميركي كان يحث دوما على إرسال المساعدات لهذا المخيم، ما يشير إلى أن الأميركيين يحاولون تثبيت وجودهم فيه.
وفي الشأن الفلسطيني، عبّر الوزير الروسي عن أسف بلاده الشديد للأوضاع التي تشهدها المنطقة وتوقف مسار عملية السلام فيها، منددا بالقرارات الأميركية بشأن القدس والجولان.
وقال: نحن قلقون مما يحصل في المنطقة ليس لدينا شكوك بموقف المجتمع الدولي لكن يتوجب الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، والموقف الروسي واضح حيث يدعو إلى حل القضية الفلسطينية عل أساس حل الدولتين وأي محاولات أخرى لن تؤدي إلى نتائج جيدة. وأدان الوزير الروسي القرارات الأميركية مؤخراً حول الجولان والقدس، واصفاً إياها بـ«غير الشرعية». وتوافق الوزيران الروسي والأردني على غياب المعلومات المتعلقة بما بات يعرف «بصفقة القرن»، وقال لافروف: ليس لدينا معلومات حول «صفقة القرن» وهي تثير قلقنا بشدة ولكن سنواصل في موسكو الحوارات بشأن القضية في المنتدى الروسي العربي في روسيا.
من جانبه، قال الوزير الصفدي إن قضية الركبان هي قضية أممية سورية وقد بذل الأردن جهداً في إيصال المساعدات الإنسانية إليه قبل تطور الأوضاع هناك. وأضاف: نحن كدولة مجاورة لسوريا لا نستطيع التعايش مع حرب مفتوحة، مؤكدا أن التنسيق الأردني الروسي في الأزمة السورية منذ بداية التوافق على خطة خفض التصعيد في الجنوب السوري، خفف من الخسائر وحال دون وقوع مجازر هناك.
وفيما يخص الملف الفلسطيني، جدد الصفدي التأكيد على أن الأردن لا يعرف تفاصيل صفقة القرن، أو ما ستقوله الولايات المتحدة الأميركية فيها. وتابع: «موقفنا واضح، الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو إنهاء الاحتلال وتلبية الحقوق المشروعة كاملة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفق حل الدولتين وبما يضمن الحرية والدولة للشعب الفلسطيني على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، هذا هو الموقف بغير ذلك سنغرق بالصراع بشكل أكبر».
وعن القدس مرة أخرى، قال الصفدي: «كما قال جلالة الملك عبد الله، إن القدس خط أحمر والمملكة مستمرة في جهودها للتصدي لأي خطوات أحادية تستهدف تغيير الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمقدسات والقدس. وكما قال الملك، القدس فوق النقاش فيما يتعلق بالثوابت التي تحكم السياسة الأردنية». وحول ما تم تداوله مؤخرا في وسائل إعلام دولية تتعلق باعتراف أميركي جديد بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، قال الصفدي: كلها مؤشرات خطرة، تنذر بمزيد من التصعيد. وأضاف: سمعنا بعض التصريحات مؤخرا من إسرائيل بأنه لن يكون هنالك حل لمشكلة المستوطنين، ولن يكون هناك تنازل عن السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وكل هذه مؤشرات خطرة، تدفع باتجاه المزيد من التصعيد».
وشدد الصفدي على أن هناك رغبة وإرادة دولية بالسلام، وأن شروط السلام معروفة، وعلق مضيفا بشأن قرار ضم الجولان: «سنجد أنفسنا بمواجهة تصعيد جديد والوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة صعب وخطر جداً، وقتل آفاق الحل لن يسهم إلا بتأجيج الصراع». وحول إعلان ضم الجولان، قال: «نؤكد مرة أخرى أنه يشكل خرقا للقانون الدولي واعتداء على حقنا الثابت، ويشكل سابقة تخرق الموقف القانوني المستقر بعدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة». |
|