| | التاريخ: نيسان ١, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة الحياة | | عون في قمة تونس: يقلقنا مصطلح "العودة الطوعية" | الحريري يدعو الى شد الأحزمة: هناك قرارات صعبة على الجميع مسؤولية اتخاذها | بيروت - "الحياة"
أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن ما هو أخطر من الحروب التي اندلعت في بعض الدول العربية، "المشاريع السياسية والصفقات لتي تهدد بشرذمة المنطقة والفرز الطائفي". وأعرب عن قلقه من "الإصرار على ربط عودة النازحين بالحل السياسي، رغم معرفتنا كلنا بأنه قد يطول"،
وسأل: "هل يسعى المجتمع الدولي لجعل النازحين رهائن لاستعمالهم أداة ضغط على سورية ولبنان للقبول بما قد يفرض من حلول؟".
وشدد في كلمة لبنان التي ألقاها بعد ظهر اليوم (الأحد) في القمة العربية في دورتها العادية الثلاثين المنعقدة في تونس، على "أننا إذا كنا راغبين فعلا بحماية دولنا وشعوبنا والمحافظة على وحدتها وسيادتها واستقلالها، علينا أن نستعيد المبادرة، فنسعى مجتمعين الى التلاقي والحوار ونبذ التطرف والعنف، وتجفيف منابع الإرهاب".
وتوجه عون في بداية كلمته "بالتهنئة الى الرئيس الباجي قايد السبسي، على ترؤسه القمة العربية، وأشكر ايضا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على جهوده في إدارة القمة العربية السابقة طوال العام الماضي". وقال: "تسع سنوات مرت على بدء الحروب الإرهابية في الدول العربية، سقط فيها مئات آلاف الضحايا وتشرد الملايين، ناهيك عن الالاف المؤلفة من المعوقين والجرحى وأيضا المفقودين. أنظمة تهاوت ورؤساء غابوا، مدن بكاملها دمرت وثروات تبددت ومعالم ضاعت وشعوب تمزقت وخسر الجميع. اليوم خفت أزيز الرصاص ودوي الانفجارات وخف نزف الدم، ولكن الجراح التي خلفتها هذه الحروب حفرت عميقا في الوجدان العربي وفي المجتمعات العربية، فزادتها تمزقا وزادت شروخها شروخا. نعم، الحرب هدأت أو تكاد، ولكن نتائجها لم تهدأ، فإلى متى الانتظار للبدء بترميم ما تكسر وإزالة التداعيات المؤلمة؟ إن الأخطر من الحرب هو المشاريع السياسية والصفقات التي تلوح في الأفق بعد سكوت المدفع، وما تحمله من تهديد وجودي لدولنا وشعوبنا، فشرذمة المنطقة والفرز الطائفي يمهدان لمشروع إسقاط مفهوم الدولة الواحدة الجامعة لصالح كيانات عنصرية طائفية وفرض واقع سياسي وجغرافي جديد يلاقي ويبرر اعلان إسرائيل دولة يهودية".
"قرار ترامب يهدد سيادة لبنان"
وأضاف: "بالأمس وقع الرئيس الأميركي (دونالد ترمب) قرارا يعترف بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان، ويأتي ذلك بعد قراره السابق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده اليها، ما ينقض جميع القرارات الدولية ذات الصلة بما فيها البند الرابع من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتعهد فيه أعضاء الهيئة جميعا "بالامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة. إن هذا القرار لا يهدد سيادة دولة شقيقة فحسب، بل يهدد أيضا سيادة الدولة اللبنانية التي تمتلك أراض قضمتها إسرائيل تدريجا، لا سيما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر. والملكية اللبنانية لهذه الأراضي مثبتة بالوثائق والخرائط المعترف بها دوليا".
وسأل عون: "كيف سنطمئن بعد، نحن الدول الصغيرة، عندما تضرب المواثيق الدولية والحقوق، وتطعن الشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول التي اعترفت بها الامم المتحدة؟. وما هو مصير المبادرة العربية للسلام بعد الذي يحصل؟ هل ما زالت قائمة أم أطلقت عليها رصاصة الرحمة وباتت بلا جدوى؟ ذلك أنه بعد ضياع الأرض ماذا يبقى من السلام؟، وكيف ستترجم الاعتراضات الدولية والاستنكارات والإدانات لما جرى ويجري؟ وهل سيتمكن مجلس الأمن من حماية حق سورية ولبنان في أراضيهما المحتلة؟، ونحن؟ كيف سنواجه هذه المخططات وهذه الاعتداءات على حقوقنا؟ هل بحدود لا تزال مغلقة بين دولنا؟ أم بمقاعد لا تزال شاغرة بيننا هنا؟".
"لنستعيد المبادرة"
وزاد: "إن كنا ونحن مجتمعين موحدين بالكاد نقدر على مجابهة هكذا مشاريع، فكيف الأمر إن كنا مبعثرين مشتتين كما هو حالنا اليوم؟ لعلكم إخواني تتساءلون معي: هل نريد لسورية ان تعود الى مكانها الطبيعي بيننا والى الحضن العربي؟ هل نريد لليمن أن يعود سعيدا وينعم شعبه بالأمن والاستقرار؟ هل نريد لفلسطين أن لا تضيع وتستباح معها القدس وكل مقدسات الأديان؟ لا بل أكثر من ذلك، هل نريد لكل دولنا الأمن والاستقرا، ولشعوبنا الأمان والازدهار؟ إذا كنا راغبين فعلا بحماية دولنا وشعوبنا والمحافظة على وحدتها وسيادتها واستقلالها، علينا أن نستعيد المبادرة، فنسعى مجتمعين الى التلاقي والحوار ونبذ التطرف والعنف، وتجفيف منابع الإرهاب. لقد صرف العالم خلال السنوات الماضية البلايين للتسليح والقتل والتدمير، فلو استعملت تلك الأموال، أو بعضها، للتنمية، للتعليم، للتطوير، للصناعة، للزراعة، للاستثمارات وخلق فرص عمل للشباب، فأي قفزة كانت ستحققها دولنا؟ وهل كان شبابنا وأطفالنا سيقعون بسهولة فريسة للفكر المتطرف الذي يحولهم الى إرهابيين وآلات قتل وتدمير؟".
"لبنان الأشد قلقا"
وقال: "ان كانت المشاريع التي تحضر للمنطقة مقلقة فإن لبنان هو الأشد قلقا، يقلقنا إصرار المجتمع الدولي على إبقاء النازحين السوريين في لبنان رغم معرفته بالظروف السيئة التي يعيشون فيها ورغم معرفته بأن معظم المناطق السورية قد أضحت آمنة، ورغم معرفته بأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل هذا العبء الذي يضغط عليه من كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. ورغم تأكيد المنظمات الإنسانية الدولية أن ثمانين في المئة من النازحين السوريين في لبنان يرغبون بالعودة الى أراضيهم وممتلكاتهم. يقلقنا مصطلح "العودة الطوعية" والتعاطي مع مليون ونصف المليون نازح وكأنهم جميعا لاجئون سياسيون بينما معظمهم لجأ بسبب الأمن أو الضائقة الاقتصادية التي ترافق عادة الحروب.
يقلقنا الإصرار على ربط عودة النازحين بالحل السياسي، لا بل اعطاء الأولوية للحل السياسي، رغم معرفتنا كلنا بأنه قد يطول، فهل يسعى المجتمع الدولي لجعل النازحين رهائن لاستعمالهم أداة ضغط على سورية وأيضا على لبنان للقبول بما قد يفرض من حلول؟ إن القضية الفلسطينية المستمرة منذ 71 عاما خير شاهد على عبثية ربط العودة بالحلول السياسية، إذ أن ما يلوح في شأنها بعد كل سنوات الانتظار هو محاولة فرض تسوية لإبقاء الفلسطينيين حيث هم وتصفية قضيتهم. يقلقنا أيضا السعي الإسرائيلي لضرب القرار 194 وحرمان الفلسطينيين نهائيا من أرضهم وهويتهم وإقرار قانون "القومية اليهودية لدولة إسرائيل" ونكران حق العودة، مع ما يعني ذلك من سعي لتوطين فلسطينيي الشتات حيث يتواجدون، وللبنان الحصة الأكبر منهم".
"لن نقبل بأي شكل من أشكال التوطين"
ولفت عون الى "ان لبنان يضيق بسكانه، مع قلة موارده وضعف بنيته التحتية ومع جميع مشاكله الاقتصادية والاجتماعية، وهو لم يعد قادرا على استضافة ما يوازي أكثر من نصف مواطنيه، وهو قطعا لن يقبل بأي شكل من أشكال التوطين"، وقال: "إن المساعدات العينية والمادية من المؤسسات الدولية لا زالت تقدم للنازحين مباشرة من دون المرور بالقنوات الرسمية للدولة التي تستضيفهم، وفي هذا تشجيع صريح لهم للبقاء حيث هم والاستفادة من كل التقديمات من دون أن يترتب عليهم أي موجبات، في حين تنوء الدول المضيفة تحت الأعباء المتزايدة عليها، لذلك توجهنا في قمة بيروت الاقتصادية الى المجتمع الدولي وخصوصا الدول المانحة ودعوناها "للاضطلاع بدورها في تحمل أعباء ازمة النزوح وتنفيذ ما تعهدت به من تقديم التمويل للدول المضيفة لتلبية حاجات النازحين ودعم البنى التحتية، وكذلك تقديم المساعدات للنازحين في اوطانهم تحفيزا لهم على العودة، وهنا أود التأكيد على أن دعم الدول المضيفة ضروري جدا لكي تتمكن من الاستمرار، لكن ما يفوقه ضرورة هو تقديم المساعدات للنازحين العائدين في بلدهم، لتشجيعهم على العودة والمشاركة في إعادة الإعمار، عوض أن يبقوا مشردين، يتوقون الى سقف وطن يحميهم وأرض هي عنوان كرامتهم وهويتهم".
وختم عون، مذكرا بما قاله أحد الحكماء: ""إن في الاتحاد قوة"، ونحن اليوم لا نطلب اتحادا ولا وحدة بل أضعف الإيمان، بعض تنسيق وتعاون لمجابهة ما ينتظرنا".
لقاءات
وعلى هامش اعمال القمة العربية في تونس، عقد رئيس الجمهورية، سلسلة لقاءات، حيث التقى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، في حضور الوزراء: جبران باسيل، ريا الحسن، محمد داود وصالح الغريب، فيما حضر عن الجانب الاردني: وزير الخارجية ايمن الصفدي، ومستشار الملك منار الدباس، والسفير الاردني لدى تونس عواد السرحان. وجرى خلال اللقاء، عرض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، اضافة الى التطورات الاخيرة والمستجدات على الساحة الاقليمية. وتطرق البحث ايضاً الى تداعيات القرار الاميركي حول سيادة اسرائيل على القدس والجولان وابعاده الخطيرة على الدول المعنية ومنها لبنان الذي لا يزال يطالب باستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر.
كما تم تبادل الرأي حول ايجاد الحلول المناسبة والسريعة والعملية لعودة النازحين السوريين الى اراضيهم، خصوصاً وان لبنان والاردن يتشاركان عبء هذا الملف الذي بات ملحاً ويهدد استقرار الدول المعنية به، كما وضع الرئيس عون الملك الاردني في اجواء زيارته الى روسيا والموقف الروسي من مختلف المواضيع وبالاخص موضوع النازحين.
من جهته، اعرب الملك عبد الله عن "دعمه وتأييد بلاده للبنان وحكومته، من اجل ثبات الاستقرار وابقاء الامن والسلم في ربوعه"، مشيراً الى انه يتفق مع الرئيس عون على "وجوب توحيد الجهود لموِاجهة الصعوبات التي تحدق ببلدان المنطقة ومنها لبنان والاردن"، ومؤكداً "دعم الاردن وجوب عودة النازحين السوريين الى اراضيهم بشكل آمن".
الرئيس الفلسطيني وبوغدانوف
والتقى عون ايضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجرى تأكيد على "خطورة القرار الاميركي بضم القدس لاسرائيل، ووجوب ترسيخ الوحدة والتضامن بين الفلسطينيين من اجل الصمود لاستعادة الارض وعودة الفلسطينيين الى منازلهم التي هجروا منها بشكل قسري".
وشكر الرئيس عباس الرئيس عون والدولة اللبنانية على استضافتها اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدا "اصرار القيادة الفلسطينية على عدم التفريط بحق العودة".
كما التقى عون ممثل الرئيس الروسي الى الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، في حضور باسيل. ونقل بوغدانوف تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشادته بنجاح القمة اللبنانية - الروسية التي انعقدت في موسكو.
واستكمل خلال اللقاء، البحث في عدد من النقاط التي تم الاتفاق عليها خلال اعمال القمة، وسبل المساعدة التي يمكن ان تقدمها روسيا للبنان في مجالات عدة، ارساء للمناخ الايجابي الذي ساد اللقاءات التي ارادها رئيس الجمهورية في العاصمة الروسية.
والتقى كذلك نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي في سلطنة عمان والممثل الخاص للسلطان قابوس الأمير أسعد بن طارق آل سعيد. وتم خلال اللقاء عرض العلاقات الثنائية بين البلدين واهمية تفعيلها، وتعزيز سبل التعاون القائمة. كما تم تقويم الاوضاع التي تشهدها المنطقة في ظل التطورات الاخيرة. وشرح عون موقف لبنان من المستجدات الاقليمية.
وبعد مشاركته في الغداء التكريمي الذي أقامه الرئيس التونسي، على شرف رؤساء الوفود المشاركة في القمة والمسؤولين الضيوف الذين حضروها.
الحريري يدعو الى شد الأحزمة: هناك قرارات صعبة على الجميع مسؤولية اتخاذها
رأى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ان "جميع الفرقاء السياسيين يتحملون مسؤولية حلّ المشكلات التي يعاني منها البلد"، معلنا "ان الإصلاحات والإجراءات التي سنقوم بها سيتأثربها الجميع، ولكن اقل واحد سيتأثر بها هو المواطن اللبناني وأكثر من سيتأثر بها هي الإدارة اللبنانية لأن علينا ان نشد الاحزمة وان نحارب الفساد والهدر وننفذ مشاريع الكهرباء كما وعدنا المواطنين وكل هذه الأمور أدرجت في البيان الوزاري".
وقال الحريري خلال استقباله مساء اليوم في بيت الوسط مواطنين وشخصيات وزارية ونيابية ونقابية واجتماعية وفاعليات هنأته بالسلامة بعد عملية القسطرة في أحد شرايين القلب التي خضع لها الأسبوع الفائت في باريس: "اشكركم على عاطفتكم وتمنياتكم والحمد لله كانت عملية بسيطة وان شاء الله كل الأمور ستعود كما كانت ونستأنف العمل غدا (الاثنين) لان البلد يواجه صعوبات كثيرة وهي بحاجة الى العمل الجدي وعلينا ان نواجهها، فهناك قرارات يجب ان نتخذها وهي تصب في مصلحة المواطن اللبناني، اكان في ما يتعلق بـ"سيدر" او بالإصلاحات التي يجب ان نقوم بها. انا متأكد ان كل الفرقاء السياسيين يريدون مصلحة البلد الذي يجب علينا جميعا ان نضحي من اجله، وهذا الامر يجب ان يحصل في أسرع وقت ممكن وبدءا من الغد، فان ملفات الكهرباء والموازنة وكل ما له علاقة بالإصلاحات سنبدأ بالعمل عليها وهذا وعدي لكم، هذه حكومة الى العمل وانشاء الله نقوم بهذا العمل جميعا".
أضاف: "انا على ثقة اننا كلبنانيين، لا ينقصنا شيء سوى ان نعرف ما هي مصلحة البلد وان هناك قرارات يجب ان نتخذها خاصة في ما يتعلق بالشأن الاقتصادي، ويجب ان لا نحمل بعضنا بعضا مسؤولية تلك المشكلات التي حصلت في البلد. فكل منا يتحمل جزءا كبيرا من حلّ هذه المشاكل التي يعاني منها البلد. لذلك علينا جميعا ان ننجز الحلول مع بعضنا بعضا، وإذا كان هناك فريق سياسي يعتقد ان في استطاعته ان يحمل الاخرين كل المشاكل في البلد فهو مخطئ. فهذه المشاكل متراكمة منذ زمن ومن بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
ولفت الحريري الى ان "الخلافات بيننا في الماضي ادت الى انقسام البلد، الى ان تمكّنا من الوصول الى تفاهم وخلطنا الأوراق بانتخاب الرئيس ميشال عون. لذلك فالمسؤولية تقع على كل الافرقاء السياسيين الذين يجب عليهم جميعا ان يتحملوا مسؤولية اجراء الإصلاحات، التي يجب ان لا يتحملها فريق سياسي واحد. هناك خطة وافقنا عليها جميعا في البيان الوزاري وهي واضحة حيال ما نريد ان نقوم به في ما يتعلق بالموازنة، والأرقام التي نصبو اليها، وماهية مؤتمر "سيدر" واصلاحاته وسبل محاربة الفساد والهدر لأنه فعليا هناك فساد، ولكن هناك هدر أيضا، والفساد أدى الى الهدر".
"كفانا انانيات ومناطقية وشعبوية"
وتابع: "علينا ان نتكل على الله سبحان وتعالى وكفانا القاء اللوم على بعضنا بعضا، فكلنا لبنانيون وجميعنا اهل هذا البلد، فكفانا انانيات ومناطقية وشعبوية. فالحلول وخطة العمل واضحة وهذه الحكومة ستعمل على تعزيز الوضع الاقتصادي لتثبيت شبابنا وشاباتنا في البلد لأنه بالفعل كل العمل الذي نقوم به هو من اجل أولادنا وشبابنا، فهذا المنطق الذي يجب ان نفكر فيه كما يجب ان نعي ان التحديات من حولنا كبيرة وقاسية جدا، فجميعنا يسمع المواقف التي تصدر وهي مواقف غريبة عجيبة، من الاعتراف بالقدس الى ضم الجولان وغيرها، فالمهم هو وحدتنا كلبنانيين واكمال المشروع الذي نطمح اليه مع بعضنا بعض".
وتمنى على "جميع الافرقاء السياسيين ان يضعوا مصالحهم السياسة جانبا ونعمل لمصلحة الوطن والمواطنين. في موضوع الفساد فلا يوجد حزب سياسي في لبنان الا وقد يكون في صفوفه بعض الفاسدين وقلت فلنبدأ من تيار المستقبل فاذا كان فيه فاسدون فليلاحقوا امام القضاء، فالقضاء هو الأساس لكي نضع حدا للفساد. وإذا استمرينا في الجدل البيزنطي بيننا وبالانشغال بالمؤتمرات الصحافية لرشق الاخرين بتهم الفساد فهذا لا يؤدي الى محاربة الفساد بل الى حماية الفساد والضالعين فيه".
وختم شاكرا "كل من اطمأن الى صحتي، والحمد لله انا بصحة جيدة و" قلبي كبير"والله سبحانه وتعالى هو من يحمي ويحفظ وايماننا به كبير جدا، وما اطلبه هو العمل معا للنهوض بالبلد ونحن في الحكومة سنعمل ليل نهار وعلينا ان نوقف خطاباتنا النارية ورشق بعضنا بالاتهامات المتبادلة فهذا يؤخر بدل ان يقدم".
الراعي يرى أن المجتمع الدولي حريص على لبنان أكثر من السلطات السياسية... الغارقة في مصالحها
طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي "المسؤولين في الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي بوضع الاصبع على الجرح بشكل فعلي لا كلامي". وقال: "من غير المقبول إطلاقا التمادي في عدم البدء بالإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدولي الحريص على لبنان أكثر من السلطات السياسية فيه، الغارقة بكل أسف، في نزاعاتها حول مصالحها وحساباتها وأرباحها. من غير المقبول عدم بت قضية الكهرباء وإيقاف الهدر المالي اليومي على كهرباء من دون كهرباء. من غير المقبول التلكؤ عن القرار الشجاع في إعادة النظر في القوانين الخاصة بأجور موظفين ومتقاعدين وخدمات تثقل الخزينة وتميل بها إلى الإفلاس. من غير المقبول عدم إنجاز موازنة 2019 وضبط نفقات الوزارات... هذه كلها خطايا ضد الشعب والدولة".
واضاف في قداس الأحد في الصرح البطريركي في بكركي: "عندما تكثر الخطايا الشخصية، ولا أحد يتوب عن خطاياه، تتراكم هذه الخطايا في المجتمع وتتسع لتشمل الكثيرين، فتصبح عيشا في "هيكلية خطيئة" كما يسميها البابا يوحنا بولس الثاني. أليس هذا واقعنا في لبنان، عندما نرى تدني القيم الأخلاقية والفضائل المسيحية والدينية؟ وعندما نسمع المسؤولين من وزراء ونواب يتشكون من الفساد المتفشي في الوزارات والإدارات العامة؟ وعندما نشهد كيف يسرق المال العام، ويهدر، ويسلب، بشتى الطرق؟ وعندما نرى شبيبتنا متهافتة على المخدرات بسبب عدم السهر الكافي من الوالدين والسلطات المدنية، وبسبب دعم المروجين والتجار، على الرغم من نشاطات الأجهزة المعنية مشكورة. فلا بد من أفعال توبة من قبل الجميع، فكما أننا نعيش في "هيكلية خطيئة"، يجب أن نخرج منها والوصول إلى "هيكلية توبة" تجدد كل شيء".
وقال الراعي: "لقد وصلت البلاد إلى شفير الهاوية الإقتصادية والمالية، فيجب على السياسيين والمؤسسات العامة والشعب اللبناني بأسره، وعلى كل واحد وواحدة منا، العيش في حال تقشف منظم تستفيد منه خزينة الدولة". وسأل: "هل عندنا مسؤولون جريئون على اتخاذ الخطوة اللازمة في هذا الإطار؟ نأمل ذلك ونصلي. إن مخلع كفرناحوم هو اليوم لبنان بكيانه وشعبه ومؤسساته. والرجال الأربعة هم المسؤولون في الدولة أولا وفي الكنيسة والمجتمع كمعاونين". | |
|