التاريخ: نيسان ١, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
ليبيا: حفتر يتحدث عن «حل وشيك» وحكومة واحدة
القاهرة: خالد محمود
توقع المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني الليبي»، حدوث ما وصفه بـ«انفراجة وشيكة في الأزمة السياسية في البلاد»، قائلاً إنه «خلال الشهر الجاري سيكون أمام الليبيين حكومة واحدة»، ودون أن يكشف المزيد من التفاصيل.

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، أكد حفتر خلال كلمة ألقاها مساء أول من أمس، أمام «الملتقى الأول لمستقبل شباب ليبيا بمدينة بنغازي»: «عودة العاصمة طرابلس قريبا لاحتضانها جميع الليبيين»، وشدد على «أهمية تمكين الشباب من الإدارات والمناصب القيادية، وأن يكون لهم دور في مستقبل الأجيال القادمة».

وقال مكتب حفتر في بيان إنه «استمع خلال حضوره إحدى جلسات الملتقى الذي ضم مختلف شرائح الشباب من غرب البلاد وشرقها وجنوبها إلى رؤى وأفكار الشباب وتطلعاتهم لبناء ليبيا المستقبل ومشاركتهم في عملية البناء كونهم عماد الوطن ومستقبله».

ومثّل الملتقى ظهوراً لافتاً سياسيا وإعلاميا لـ«الصديق» النجل الأكبر لحفتر، الذي لعب دورا بارزا في التحضير لفعالياته، كما التقى للمرة الأولى مع المشاركين والتقط الصور الفوتوغرافية معهم. وعُرف عن ابن حفتر عزوفه عن الظهور الإعلامي، على الرغم من أنه يعتبر من أبرز مساعديه لكن من دون منصب رسمي. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد اعتبر أن «ثمة مؤشرات على أن حفتر وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس، قد يتوصلان لأول مرة إلى حل الخلاف بشأن السيطرة على الجيش وسط جهود للتغلب على الصراع المستمر منذ ثماني سنوات في البلاد».

وقال غوتيريش للصحافيين عندما سُئل عما إذا كان بإمكان الزعيمين التوصل لاتفاق بشأن مسألة القيادة المدنية للجيش: «نرى مؤشرات على أن التناقضات التي لاحظتها يمكن التغلب عليها للمرة الأولى».

وتحاول الأمم المتحدة التوسط إلى اتفاق لتقاسم السلطة بين حفتر والسراج، حيث تتمثل إحدى العقبات الرئيسية فيما إذا كان حفتر بإمكانه قيادة جيش ليبي موحد تحت قيادة مدنية ستشكل جزءا من حكومة وطنية جديدة.

لكن «قوات الجيش الوطني» واصلت مع ذلك إرسال إشارات بشأن اعتزامها التحرك باتجاه تحرير العاصمة الليبية طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة، إذ أكدت الكتيبة 155 مشاة التابعة للجيش الوطني أن عناصرها «جاهزة لتحرير العاصمة طرابلس»، بينما نشرت شعبة الإعلام الحربي لقطات مصورة لدخول الجيش إلى مدينة غريان التي تبعد 80 كيلومتراً جنوبي طرابلس.

وتحدث عميدا بلدية الكفرة، وسبها في تصريحات صحافية عن احتمال أن «يكون دخول الجيش إلى المدينة بترتيب مسبق مع السراج، في إطار الاتفاق غير المعلن تفاصيله بينهما في أبوظبي الشهر الماضي». وعقد بعض قادة الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس اجتماعا مغلقا مساء أول من أمس، بينما قالت قوة حماية طرابلس التي تتكون من أربع ميليشيات مسلحة موالية لحكومة السراج، إن تصريحات المبعوث الأممي غسان سلامة بخصوص ملف الفساد، أكدت «المطالب السابقة للقوة فيما يتعلق بمحاسبة المسؤولين عن الفساد وبإنهاء الفترات الانتقالية، عبر الذهاب مباشرة إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال العام الجاري».

ومن المقرر وفقا لما أعلنه رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فقّي أنّ يعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية الليبية في يوليو (تموز) المقبل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بهدف «إخراج البلد الغارق في الفوضى من أزمته».
وأشار، خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع حول ليبيا إلى أنّ ندوة المصالحة الليبية «تمثّل فرصة لليبيين»، واعتبر أنّ «الوقت حان لكي يناقش الأطراف (السياسيون الليبيون) مصير بلدهم».

إلى ذلك، حثت اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية، الناخبين على التصويت بكثافة في انتخابات البلديات المقبلة، بعدما انتهت عملية الاقتراع ضمن المرحلة الأولى من الانتخابات والتي شملت 9 بلديات، بدعم من بعثة الأمم المتحدة.

وأوضحت اللجنة التي وجهت أمس رسالة شكر إلى كل الشركاء المحليين والدوليين، أن نسبة التصويت في الانتخابات بلغت 33 في المائة وفقا لما أعلنه موقعها الإلكتروني الرسمي.

لكن رئيس اللجنة سالم بن تاهية قال في مؤتمر صحافي له عقب إغلاق مراكز الاقتراع إن نسبة الإقبال بلغت 38 في المائة تقريبا، مشيراً إلى أن اللجنة المركزية تنتظر انتهاء عمليات الفرز والعد التي تشرف عليها اللجان الفرعية في المناطق المختلفة لإظهار النتائج.

وقال إنه سيتم إجراء انتخابات محلية كل سبت إلى أن يجري 33 مجلسا انتخاباته ثم يتم مواصلة العمل بعد انتهاء شهر رمضان وبذلك يكون قد تم انتخاب كل المجالس. وسجلت المراكز الانتخابية تفاوتا في إقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم، في أول انتخابات محلية نادرة تشهدها البلاد منذ خمس سنوات، لكن لم ترد تقارير عن أعمال عنف أو تخريب. بدورها أبدت بعثة الأمم المتحدة ارتياحها لكون عملية الاقتراع جرت بسلام في تسع بلديات، واعتبرتها إشارة قوية بالتزام الليبيين بانتخاب مجالسهم المحلية بطريقة ديمقراطية.

وأشادت البعثة في بيان لها أمس بالجهود التي بذلتها اللجنة المركزية للانتخابات البلدية في إعداد هذه الانتخابات، معربة عن تطلعها للعمل مع المجالس المنتخبة.