|
|
التاريخ: آذار ٢٧, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة النهار اللبنانية |
|
لبنان: المبادرة الروسية لإعادة النازحين لا تزال تتعثّر |
نصر الله: لم أجد جملة صادقة في بيان بومبيو |
على رغم الايجابيات التي طبعت زيارة الرئيس ميشال عون لموسكو ولقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فان البيانات التي تلت الزيارة لم تفصح عن "مفاجأة جيوسياسية" كان توقعها السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين في حديث إلى وكالة "المركزية". وفي حين رفض زاسبكين الافصاح عن تفاصيل "المفاجأة"، لمّحت مصادر في "التيار الوطني الحر" الى "اتّفاق عسكري ما قد يخرج به الاجتماع"، غير ان قريبين من وزير الخارجية جبران باسيل لم يستبعدوا ان يتمكّن الوفد اللبناني برئاسة الرئيس عون من انتزاع انجاز اقتصادي بالاستناد الى علاقة الصداقة الجيدة بين باسيل ونظيره الروسي سيرغي لافروف".
وأفادت المعلومات التي عممتها مصادر الوفد اللبناني المرافق للرئيس عون، أن أبرز نتائج محادثاته مع الرئيس الروسي تمثلت في الاتفاق على تفعيل العمل اللبناني - الروسي - السوري المشترك لتسهيل عودة النازحين السوريين من لبنان الى سوريا وان خطوات ملموسة عدة ستبرز في المرحلة المقبلة. وأدرجت المصادر ضمن هذا الإطار التعميم الذي أصدرته أمس تحديداً وزارة الداخلية السورية تزامنا مع الزيارة، وطلبت فيه من قادة الوحدات العسكرية والأمنية السورية على الحدود معاملة النازحين العائدين الى سوريا بالحسنى بعدما كانت تطلب من الوحدات إحالة النازحين على الأجهزة الامنية.
وأعرب الرئيسان عون وبوتين عن تأييدهما للجهود الرامية الى تطبيق مبادرة روسيا لتأمين عودة اللاجئين السوريين والمهجّرين داخلياً، معتبرين أن حلّ هذه المشكلة يعتمد مباشرة على تهيئة الظروف المؤاتية في سوريا، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، من خلال اعادة الاعمار بعد الصراع. كما دَعَوا المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات الانسانية الى تأمين كل المساعدة الممكنة لهذه العملية.
وفي هذا الاطار، قالت مصادر سياسية متابعة لـ"النهار" ان موسكو تحبذ قيام الوزير باسيل بزيارة رسمية لدمشق للقاء الرئيس بشار الاسد ونظيره السوري وليد المعلم والاتفاق على خطوات عملية في ملف اعادة النازحين بالرعاية الروسية. لكن العقبات أمام العودة ليست سياسية فحسب، ذلك ان موسكو القادرة على تقديم الضمانات السياسية لا تملك، ومعها الدولة السورية، الامكانات المالية لاعادة الاعمار قبل العودة، في ظل امتناع المجتمع الدولي عن المساهمة في هذه العملية، وهذا ما يحيط الزيارة "المرغوب فيها" بكثير من الشكوك حول نتائجها، بل انها قد تولد ارتدادات عكسية على صعيد علاقات لبنان الخارجية في ظروف اقتصادية ومالية مأزومة لا يمكن لبنان مواجهتها وحيداً، على رغم تصريح الرئيس عون عن جهوزية لبنانية لمقاومة اقتصادية لم تتضح اسبابه الحقيقية.
والى أزمة النزوح، حضر التعاون الاقتصادي وتعزيز العلاقات التجارية بين لبنان وروسيا في برنامج الزيارة الروسية، من خلال اللقاءات التي عقدها رئيس الجمهورية والوفد المرافق له مع رجال أعمال روس، خصوصاً ان موسكو باتت شريكاً أساسياً في التنقيب عن النفط والغاز في لبنان وهي وقّعت عبر شركة "روسنفط" في كانون الثاني الفائت عقد تشغيل وخدمة من أجل تأجير سعة تخزينية في منشآت النفط في طرابلس.
وسجلت أوساط متابعة عدم لقاء الوفد اللبناني بطريرك موسكو وكل الروسيا كيريل.
من جهة أخرى، رد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على "مضبطة الاتهام" لوزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، ومع أبدائه ارتياحه الى الموقف اللبناني الرسمي، واعتباره ان البلد تجاوز محاولات إحياء حرب أهلية بين أبنائه، إلّا أن السيد نصرالله اعتمد أكثر على أجواء ديبلوماسية نقلها أكثر من مصدر ومفادها ان "أحداً غير راغب في الذهاب قدماً نحو تفجير الأوضاع المستقرة حالياً في لبنان، وان التصعيد لن يتجاوز الموقف السياسي الشديد اللهجة في هذه المرحلة". وبدا واضحاً ان نصرالله لا يريد الانجرار الى "فخاخ" يراد منها توريط الحزب ربما في حروب لا يحدد زمانها ومكانها في ظل وضع اقليمي شديد الحرج.
وخلص الى ان "الرهان على الاميركي رهان خاسر"، وانه "يجب الحفاظ على الوحدة الداخلية، وتجاوز خلافاتنا من خلال تدوير الزوايا (...)، ونحن اشد التزاماً للسلم الاهالي والعيش المشترك (...)، وان نوظف كل صداقاتنا لمصلحة لبنان وليس على حساب لبنان، وان كل تلك المواقف (الاميركية) تم تجاوزها بقضل شجاعة المواقف".
نصر الله: لم أجد جملة صادقة في بيان بومبيو
الحل الوحيد أمام الجميع هو المقاومة
أكد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ان "الخيار الوحيد امام السوريين واللبنانيين والفلسطينيين هو المقاومة لاستعادة اراضيهم المحتلة". وفي سياق آخر، رد على مواقف وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو واصفاً بيانه المكتوب الجمعة الفائت من وزارة الخارجية بـ"الاكاذيب".
استهل نصر الله كلمته المتلفزة أمس بالحديث عن تداعيات قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل، معتبرا ان "الخيار الوحيد أمام السوريين ليستعيدوا الجولان، أمام اللبنانيين ليستعيدوا مزارع شبعا وكفرشوبا والغجر ويحصلوا على حقهم الكامل في الموارد المائية والنفطية والغازية، وأمام الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه هو المقاومة (...)".
وأفرد حيزاً كبيراً للرد على بومبيو، وفنّد مواقفه بنداً بنداً ليخلص الى ان "الوزير الاميركي ادلى بأكاذيب".
وقال: "يسعدنا أن يعتبر بومبيو أن حزب الله هو عقدته، لكنني لم أجد في النص الذي قرأه جملة صحيحة وصادقة".
أما عن مشاركة "حزب الله" في القتال في سوريا فأكد أن "الجميع في لبنان يعرف كيف كان يمكن ان تكون الاوضاع في لبنان لولا تدخل الحزب".
واضاف: "ان اكبر ارهابي في العالم جاء يتحدث عن ارهاب حزب الله، وان دعوته اللبنانيين الى مواجهة الحزب هي دعوة الى الفتنة".
ووصف تأييد واشنطن عودة النازحين السوريين بـ"الكذب".
وشكر الامين العام لـ"حزب الله" رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري،
وخصّ وزير الخارجية جبران باسيل بالشكر الخاص، مقدرا موقف رئيس الحكومة سعد الحريري، وإن لم يسمّه.
وخلص الى ان "الرهان على الاميركي خاسر، ويجب الحفاظ على الوحدة الداخلية وتجاوز خلافاتنا من خلال تدوير الزوايا(...) نحن أشدّ التزاماً للسلم الاهالي والعيش المشترك، ويجب أن نوظف كل صداقاتنا لمصلحة لبنان وليس على حسابه، وان كل تلك المواقف (الاميركية) تم تجاوزها بفضل شجاعة الموقف". |
|