التاريخ: آذار ٢٤, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الحياة
"قوات سورية الديموقراطية" تعلن زوال "داعش" وتدعو النظام السوري إلى "تفضيل" الحوار
الباغوز (سورية)، بالم بيتش (فلوريدا) – رويترز، أ ف ب
أعلنت "قوات سورية الديموقراطية" (قسد) اليوم السبت أنها سيطرت على آخر جيب لتنظيم "داعش" في الباغوز شرق سورية، ما ينهي دولة "الخلافة" التي أعلنها التنظيم بعد ستنوات من القتال.

وقال مدير المركز الإعلامي لـ"قسد" مصطفى بالي على "تويتر": "الباغوز تحررت، والنصر العسكري ضد داعش تحقق، ونبشر العالم بزوال دولة الخلافة المزعومة". لكن مراسلاً من "رويترز" في الباغوز قال إن بعض أصوات الأعيرة النارية وقذائف المورتر لا تزال مسموعة في المنطقة.

واستمرت المعركة النهائية لأسابيع مع خروج أعداد ضخمة من المدنيين من الجيب. واكتسب النصر بهجة أكبر لدى مقاتلين أكراد في "قسد"، إذ تزامن مع احتفالهم بعيد النوروز. وعلى رغم أن هزيمة "داعش" في الباغوز تنهي سيطرة التنظيم على الأراضي الشاسعة التي سيطر عليها عام 2014 وقت إعلان دولة "الخلافة"، إلا أن التنظيم المتشدد لا يزال يشكل تهديداً. وهناك بعض مسلحي التنظيم الذين يتحصنون في مناطق نائية في الصحراء السورية كما تواروا عن الأنظار في مدن عراقية حيث يشنون هجمات بإطلاق النار أو عمليات اختطاف في انتظار فرصة للخروج من جديد.

وتعتقد الولايات المتحدة أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي موجود في العراق. وتقول أجهزة مخابرات إن أنصار التنظيم المتشدد في الغرب قد يخططون لشن هجمات جديدة. لكن تبقى السيطرة على الباغوز نقطة تحول كبرى في الحرب على التنظيم المتشدد والتي شنتها قوى محلية وعالمية عديدة، بعضها متصارع، على مدى أكثر من أربع سنوات. وتشكل أيضاً نقطة فاصلة في الحرب السورية المستمرة منذ نحو 8 سنوات، إذ قضت على سيطرة أحد أطراف الصراع الرئيسية على مساحات من الأرض فيما تنقسم البلاد حالياً بين الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا و"قسد" التي يقودها الأكراد.

وتعهد الأسد، بمساعدة حلفائه الإيرانيين، باستعادة السيطرة على كل شبر من سورية، وهددت تركيا بطرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تمثل الفصيل الأساس في "قسد" وتعتبرها أنقرة منظمة إرهابية بالقوة لكن استمرار الوجود الأميركي في شمال شرق سورية قد يحول دون ذلك.

ودعت "قسد" الحكومة السورية إلى الحوار، بعد أيام من تأكيد دمشق عزم الجيش استعادة مناطق سيطرتها بـ"المصالحات" أو عبر "القوة" العسكرية. وقال القائد العام لـ"قسد" مظلوم كوباني في بيان خلال مؤتمر صحافي في حقل العمر النفطي: "ندعو الحكومة المركزية في دمشق إلى تفضيل عملية الحوار، والبدء بخطوات عملية للوصول إلى حلّ سياسي على أساس الاعتراف بالإدارات الذاتية المنتخبة في شمال وشرق سورية والقبول بخصوصية" قواته.

وفي أميركا، عرض الرئيس دونالد ترامب على الصحافيين خريطة تظهر الأراضي التي خسرها "داعش" خلال رئاسته. وكان ترامب أعلن في عدة مناسبات خلال الأسابيع القليلة الماضية إن "داعش" خسر كل أراضيه على رغم استمرار المعارك الطاحنة.

وعرض ترامب خريطة يمتلئ نصفها بنقاط حمراء ومعها كلمة "قبل"، ويبدو النصف الآخر خالياً من اللون الأحمر، وقال "هذه داعش في يوم الانتخابات الأميركية، وهذه داعش اليوم".

ماكرون يشيد بزوال "داعش"

وفي فرنسا، أشاد الرئيس ايمانويل ماكرون اليوم السبت بهزيمة تنظيم "داعش"، واعتبر أن ذلك "أزال خطراً كبيراً" عن فرنسا. وكتب في تغريدتين أشاد فيهما بالتحالف الدولي بعد الاعلان في سورية عن سقوط آخر مربع للتنظيم الارهابي: "زال خطر كبير عن بلادنا. لكن التهديد لازال قائماً والكفاح ضد المجموعات الارهابية يجب أن يستمر". ويشارك 1200 عسكري فرنسي في التحالف الدولي ضد الارهابيين عبر عمليات جوية وقوات خاصة في سورية والمدفعية وتدريب الجيش العراقي. وأضاف ماكرون: "أنا احيي شركاءنا وجيوشنا في التحالف الدولي الذي تشارك فيه فرنسا. لقد قاتلوا الارهابيين بعزم دفاعاً عن سلامتنا. لا ننسى ضحايا داعش (...) إنها خطوة هائلة".

من جهته اعتبر نائب المبعوث الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي وليام روباك السبت أن انتهاء "خلافة" تنظيم "داعش" تشكل حدثاً "حاسماً" في المعركة ضد الارهابيين. وقال روباك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحافي عقدته "قسد" في حقل العمر النفطي شرق سورية: "نهنئ الشعب السوري وخصوصاً قوات سورية الديموقراطية على تدميرها الخلافة المزعومة لداعش"، معتبراً أن "هذا الحدث الحاسم في القتال ضد التنظيم يشكل ضربة استراتيجية ساحقة ويؤكد الالتزام الثابت لشركائنا المحليين والتحالف الدولي في هزيمة داعش".