| | التاريخ: آذار ١٦, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة النهار اللبنانية | | جيفري لـ"النهار": "داعش" نتاج سلوك النظام السوري وإيران قوّة مزعزعة للاستقرار | موناليزا فريحة
في مرور ثماني سنوات على الحرب السورية، باتت طموحات الادارة الاميركية في سوريا بحجم العسكريين الـ400 الذين ستبقيهم في هذا البلد. ومع أنها ترى أن النظام السوري وسلوكه حيال شعبه من الاسباب الرئيسية لصعود وهبوط موجات اللاجئين، فإن لا خطط واضحة لديها للتعجيل في العملية السياسية في ما عدا "مواصلة الضغط" على الرئيس السوري بشار الاسد لاجباره على تغيير سلوكه.
غداة الاجتماع الوزاري لمؤتمر المانحين الذي نظمه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في بروكسيل، تحدث المبعوث الاميركي الخاص لسوريا السفير جيمس جيفري في مؤتمر صحافي عبر دائرة تلفزيونية شاركت فيه "النهار" عن التعهدات الكبيرة التي قدمت في المؤتمر، فضلاً عن الالتزام الذي أظهره المشاركون لا لدعم الجهود الانسانية فحسب، وإنما أيضاً لمواصلة عملية خفض التصعيد الحربي واطلاق عملية سياسية في رعاية الامم المتحدة ودعم المبعوث الدولي الجديد غير بيدرسن.
أول ما قاله الديبلوماسي الاميركي هو أن لا جدول زمنياً للانسحاب الاميركي من سوريا. الا أنه توقع بقاء قوة أقل عدداً بلا عمليات قتالية في المستقبل "كون المعركة النهائية ضد داعش على وشك الانتهاء".
وفي تقديره أنه لم يبق في الباغوز، الجيب الاخير لـ"داعش" في سوريا، الا بضع مئات من المسلحين في أقل من كيلومتر مربع من الاراضي. ومع ذلك، يؤكد أن المعركة ستستمر للقضاء على ايديولوجية التنظيم وخلاياه وضمان استقرار المناطق التي أرهبها هذا التنظيم سنوات، في كل من سوريا والعراق. وقدر بما بين 15.000 و 20.000 عدد أتباع التنظيم في خلايا نائمة في سوريا والعراق. ومع أن التنظيم لم تعد لديه لا خلافة ولا أراض، ولم يعد يحظى بجيش منظم، حذر جيفري من أن "داعش" يستطيع التحرك كمنظمة إرهابية وكتمرد في العراق، وهو ما يقلق بلاده وحكومة بغداد.
لكن واشنطن تتطلع الى حلفائها لمشاركتها في عبء محاربة ايديولوجيا التنظيم وخلاياه النائمة المفترضة، وهي تقول إنها تلقت رداً إيجابياً من بعض الدول، الا أن جيفري أوضح أن أحداً لم يتخذ بعد قراراً نهائياً لان المهمات المطلوبة والحاجات العسكرية الضرورية لا تزال قيد الدرس.
وفي كلام جيفري يأس واضح من الاسد، وإن يكن يخلو أيضاً من أي التزام واضح لتحريك العملية السياسية، ويكتفي بأن واشنطن والمجتمع الدولي ملتزمان مواصلة الضغط على الرئيس السوري في شأن العملية السياسية المنصوص عليها في قرار مجلس الامن 2254 .
واعتبر أن "داعش هو نتاج الصراع السوري. إنه نتاج الاسلوب الذي تعامل به نظام الأسد مع شعبه، لأن مواطنيه هم الأشخاص الذين تحولوا إلى داعش في المقام الأول. لذلك لا يمكنك حل مشكلة داعش بشكل نهائي وحاسم من دون حل المشكلة الأخرى المتمثلة في الطريقة التي يعامل بها نظام الأسد شعبه".
لكن عندما سئل عن خطط أميركية للتعجيل في العملية السياسية، أجاب بأنها تحصل من خلال الشعب السوري وفي رعاية الامم المتحدة وبدعم من الولايات المتحدة ودول أخرى، و"ليست مهمة أميركا قيادة هذه العملية".
ومع 400 جندي تنوي ابقاءهم في سوريا، تنوي الولايات المتحدة أيضاً مواجهة ايران. وفي رأي جيفري أن دور ايران المزعزع للاستقرار لا ينحصر في سوريا وحدها، وإنما يشمل المنطقة كلها بما فيها لبنان والعراق واليمن وأفغانستان.
فقد نجحت طهران في انقاذ الأسد، الا "أنها أدخلت لاحقاً أنظمة أسلحة بعيدة المدى كما نرى في اليمن ولبنان، الامر الذي يهدد اسرائيل ويدفعها الى قصف بعض المواقع الايرانية في سوريا".
ويعتقد جيفري أن تحقيق ذلك يكمن في "تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية". ويضيف إن "جزءاً من تلك الأزمة إلى جانب سلوك نظام الأسد هو سلوك إيران وسياساتها. وجزء من سياستنا هو انهاء الوجود الايراني في سوريا". ويبدو متفائلاً بأنه "مع حل سياسي في سوريا نعتقد أن دمشق نفسها ستدعو إيران إلى الرحيل".
وفي مواضيع أخرى سئل عنها، أفاد أن لا اتفاق بعد مع أنقرة في شأن المنطقة الامنة في شمال سوريا، وإن يكن قال إن بلاده تتفهم الهواجس الامنية لتركيا، كما تحرص على سلامة حلفائها الاكراد. | |
|