|
|
التاريخ: آذار ١٥, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
الليبيون يواكبون بالتشكيك وعوداً بعقد الملتقى الجامع |
انقسام حول من يحق له الحضور... ومطالب بـ «ضمانات قوية» لإنجاحه |
القاهرة: جمال جوهر
تترقب الأوساط السياسية في ليبيا لحظة إعلان البعثة الأممية في البلاد عن موعد انعقاد الملتقى الوطني الجامع، الذي من المقرر أن يسبق إجراء انتخابات رئاسية ونيابية في البلاد، وسط تشكيك كبير في احتمالية عقده، ووصفه بـ«عدم الوضوح»، فضلاً عن ظهور مطالب بتأمين «ضمانات قوية» لإنجاحه.
وفيما يسعى المبعوث الأممي الدكتور غسان سلامة لاستطلاع آراء «الأطراف الفاعلة» في البلاد حول المؤتمر، الذي وعد بعقده خلال الشهر الجاري، ربط أمس عضو مجلس النواب إبراهيم أبو بكر لـ«الشرق الأوسط» نجاح الملتقى المترقب بـ«تحقيق شروط عدة».
وقال أبو بكر إن «ما يهمنا ليس عقد المؤتمر بقدر اهتمامنا بمخرجاته، ومن سيُدعى إليه، ومن أي فكر أو جهة أو جماعة ينتمي... وما مدى تأثيرهم سواء في محيطهم الاجتماعي أو السياسي».
ويعتبر «الملتقى الوطني الجامع» المرحلة الثانية من الخطة الأممية، التي عرضها سلامة على الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويضمن إتاحة الفرصة لضم «المنبوذين دون إقصاء»، وفي مقدمتهم أعوان نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، ويستهدف الوصول لتفاهمات حول إنهاء الأزمة الراهنة بالبلاد.
وفي تصريحات تلفزيونية سابقة، أكد سلامة أن البعثة الأممية ستعلن عن موعد انعقاد الملتقى خلال أيام، مشيراً إلى أنها تعمل في الوقت الراهن على إنهاء بعض الترتيبات اللوجيستية الضرورية في هذا الشأن.
وتابع النائب أبو بكر موضحا «الكل مثقل ومحمل بالآراء والأفكار الجهوية، وهي نفس أفكار من يوجدون في المشهد السياسي الراهن... أنا لست متفائلاً بنتائج الملتقى، اللهم إلا إذ استوردنا شعباً جديداً»!
في موازاة ذلك، دعا عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق، إلى «عدم إقصاء أي فصيل في البلاد عن التمثيل في الملتقى»، وتحدث عن «عدم الوضوح» في الرؤية حياله، مبرزا «ضرورة وجود ترتيبات كثيرة، أبرزها ألا يتم إقصاء أحد عنه، وأن ينتج سلطة تنفيذية جديدةـ تتولى المشهد من دون أي أجسام سياسية موازية أو منافسة لها».
ونقلت فضائية (218) الإخبارية الليبية عن غوقة قوله أول من أمس إن «الأجسام السياسية في ليبيا تعتبر بلا شرعية دستورية، وبعضها غير معترف به»، موضحا أن أحد أوجه الأزمة في البلاد «وجود بعض الأجسام المفروضة على الليبيين، ترفض مغادرة الساحة طوعاً منذ عام 2012. وجميعها تنزع الشرعية عن بعضها الآخر».
بدورهم، نقل بعض النواب أن البعثة الأممية لم تخاطب البرلمان حتى الآن بشأن موعد الملتقى الجامع، في وقت عقد فيه المجلس الأعلى للدولة جلسته الرسمية أول من أمس بالعاصمة طرابلس، حيث تطرقت مناقشة الأعضاء إلى وضع تصور مجلسهم بخصوص الملتقى الجامع، الذي تم خلاله إبراز أهم ما توصلت إليه اللجنة عبر تواصلها مع الأطراف الليبية الفاعلة من أحزاب سياسية، وبلديات ومنظمات مجتمع مدني في مختلف المدن الليبية.
وطالب المجلس الأعلى في بيان نشره عبر صفحته على «فيسبوك» بما أسماه «ضمانات قوية» لنجاح الملتقى الجامع، مشيراً إلى أن رئيسهم خالد المشري تحدث مع وفدين من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي حول الملتقى.
وأضاف المشري أن «المجلس هو الجسم الوحيد الذي تعامل بجدية وإيجابية مع هذا الطرح، وقد شكل لذلك لجنة مختصة. إلا أن المخاوف كثيرة من فشل هذا اللقاء بسبب عدم وجود ضمانات قوية، ولوجود معرقلين، الأمر الذي يعوق الانتخابات واستقرار الدولة».
وانتهى المجلس في بيانه إلى «ضرورة العمل على منع التدخلات الخارجية التي يعانيها الشعب الليبي».
في سياق قريب، ذهب محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إلى أن الملتقى الجامع لن يتمكن من حل الأزمة في البلاد بشكل كامل، وقال في لقاء مع فضائية «ليبيا الأحرار»، مساء أول من أمس، «للأسف مهما تحدثنا عن استقرار نسبي في بعض المناطق من البلاد، فإنه لا يوجد مستقبل للعملية السياسية في ليبيا في ظل استمرار الانقسام» بين الأفرقاء.
وكانت البعثة الأممية لدى ليبيا قد حثت الأطراف الليبية على عدم التعامل مع الأخبار غير الرسمية المتعلقة بانعقاد الملتقى الجامع، وقالت في بيان سابق «لقد انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار عديدة عبر بعض المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الإعلامي حول تفاصيل، تتعلق بالملتقى الوطني، والذي تعتزم البعثة عقده قريباً، بما فيها المكان والزمان وغيرهما من التفاصيل»، مشيرة إلى عدم صحة هذه الأخبار.
ومضت تقول «مثل هذه الأخبار تهدف عن قصد أو غير قصد إلى التشويش على الجهود الدؤوبة والصادقة، الهادفة إلى جمع الليبيين حول رأي غالب لإنهاء الانسداد السياسي والمضي قدماً نحو بناء الدولة القوية القادرة والفاعلة».
السراج يعين قائداً جديداً لرئيس أركان قواته
وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية مع المشير حفتر في سرت
القاهرة: خالد محمود وسوسن أبو حسين
وسط مخاوف من اندلاع مواجهات في مدينة سرت الساحلية بين قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات تابعة لفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، نصّب أمس السراج الفريق ركن محمد الشريف رئيساً للأركان العامة للجيش الليبي، والفريق ركن سالم جحا مساعدا له.
وحذر اللواء محمد الغصري، المتحدث باسم قوات عملية (البنيان المرصوص)، الموالية لحكومة السراج في سرت، أمس، من إقحام المدينة في حرب جديدة، وقال إن «الجميع سيكون خاسرا فيها». معتبرا أن أي محاولة اعتداء على سرت «هي بمثابة إعلان حرب وستكون عواقبها كارثية، ونحن مستعدون لها».
ورأى الغصري أن مدينة سرت باتت «تنعم بالأمان» بعد أن حررتها قواته من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، معربا عن رفض هذه القوات لأي جهة تستغل صفة الجيش لخدمة مآرب سياسية.
وقال الغصري إنه «من غير المقبول الحديث عن خضوع مؤسسة غير موجودة على أرض الواقع أصلا للسلطة المدنية»، موضحا أن هذه المسألة يحسمها الدستور لا أطراف، فيما وصفه بـ«الصراع السياسي المتماهي مع أطراف خارجية».
وأشار الغصري إلى استمرار حالة النفير والطوارئ بين قواته، التي استدعت جميع الوحدات الاحتياطية من قوة حماية وتأمين سرت، موضحا أن هذه القوات قامت بتسيير دوريات على بعد 90 كيلومترا جنوب وشرق المدينة، والتزمت بمواقعها المكلفة تأمينها.
وكانت هذه القوة قد أعلنت مؤخرا حالة الاستنفار بين صفوفها، عقب ظهور وحدات تابعة للجيش الوطني الليبي على تخوم مدينة سرت الساحلية، لكن دون حدوث أي مواجهات حتى الآن بين الطرفين.
وقرر السراج باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، أمس، ترقية اللواءين الشريف وجحا إلى رتبة فريق ركن، وأكد خلال مراسم عسكرية أقيمت في العاصمة طرابلس على دور المؤسسة العسكرية في ترسيخ قيم ومبادئ الوطنية، والتزامها بعقيدة الولاء للوطن ووحدته وسلامة أراضيه.
واعتبر السراج وفقا لبيان وزعه مكتبه، أمس، أن ما تمر به البلاد من مصاعب «يتطلب من الجميع بذل وتكاثف كل الجهود من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار».
بدوره، عبر رئيس الأركان العامة الجديد عن اعتزامه العمل مع قيادات الجيش لتطوير القدرات، وبناء جيش ليبي موحد، يحمي الوطن ويؤمن حدوده، ويصون كرامة مواطنيه، كما أكد أهمية استيعاب التشكيلات المسلحة، وإتاحة الفرصة أمامها لخدمة بلدها من خلال المؤسسة العسكرية.
وبعدما تحدث عن استعداد الجيش لدعم مؤسسات وزارة الداخلية لاستتباب الأمن، أشار رئيس الأركان الجديد لأهمية التعاون والتنسيق مع دول الجوار لتأمين الحدود المشتركة، ومكافحة التنظيمات الإرهابية.
وكان الفريق الشريف قد تسلم مهام عمله رئيسا لأركان الجيش، كما تسلم الفريق جحا أيضا عمله معاونا له، وفقا لما أعلنه المكتب الإعلامي لرئاسة الأركان بالجيش الليبي.
وتفقد السراج أمس سير العمل في عدد من المرافق والمشروعات، التي يجري تنفيذها بمدينة طرابلس، حيث شملت جولته زيارة الأعمال الجارية لصيانة رصيف طريق الشط «الكورنيش»، كما تفقد الأعمال الجارية بفندق الشيراتون (بوابة الأندلس) واطلع على مراحل الإنجاز به.
في غضون ذلك، أطلع غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، السراج خلال اجتماعهما أمس بطرابلس، على نتائج مشاوراته في إطار جهوده لإنجاح المسار الديمقراطي، وبحثا مستجدات الوضع السياسي والأمني في البلاد. كما أجرى سلامة أمس اتصالاً بالأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، استعرض فيه آخر تطورات الأوضاع في ليبيا، والجهود المبذولة لدفع المسار السياسي، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية.
وقال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن أبو الغيط وسلامة اتفقا خلال الاتصال الهاتفي على أهمية مواصلة الجهود بغية توحيد الرؤى بين الأشقاء الليبيين حول الخطوات، والاستحقاقات المتبقية، وصولاً إلى تنظيم وإتمام الانتخابات التي يتطلع إليها الشعب الليبي.
وأضاف المتحدث أن أبو الغيط جدد بهذه المناسبة التزام الجامعة العربية الكامل بالاستمرار بمرافقة الأشقاء الليبيين في هذه المسيرة، ومواصلة تعاونها الوثيق مع الأمم المتحدة في هذا الاتجاه، بما في ذلك عمل المجموعة الرباعية، التي تجمعهما أيضاً مع الاتحادين الأوروبي والأفريقي، وهي المجموعة التي ستجتمع قريباً لبحث الدور المشترك، الذي يمكن أن تقوم به دعماً لجهود التسوية في البلاد. |
|