| | التاريخ: آذار ١٢, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة الشرق الأوسط | | «الائتلاف» المعارض يدعم «حراك الشجعان» في درعا | عمان - لندن: «الشرق الأوسط»
نوّه «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بـ«الحراك الشعبي لأبناء محافظة درعا في وجه نظام الأسد»، واصفاً هذا الحراك بأنه «حراك الشجعان»، ومؤكداً في الوقت ذاته وقوفه الكامل إلى جانبهم في «مواجهة آلة النظام وأجهزته القمعية».
جاء ذلك بعد المظاهرات التي خرجت في مدينة درعا الأحد الماضي، بالقرب من الجامع العمري، وطالب المتظاهرون فيها بالحرية وإسقاط النظام، ورفعوا لافتات كتب عليها: «الموت ولا المذلة» و«درعا ترتدي ثوب الحرية».
وقال «الائتلاف الوطني» في بيان له مساء الأحد: «لقد جدد أبطال حوران عهدهم مع مطالب الثورة في ذكراها الثامنة، مؤكدين وفاءهم لتضحيات الشعب السوري»، وأكد أن «النظام الفاقد للشرعية لن يتمكن من فرض نفسه على ضمائر السوريين الأحرار». وشدد على أن «نضال الشعب السوري ضد الاستبداد والقمع والظلم واجب وطني»، ولفت إلى أن السوريين «مستمرون في نضالهم بكل الوسائل المتاحة وصولاً إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية تساهم في بناء الحضارة الإنسانية، وترفض أن تكون نموذجاً للعنف والقمع والإجرام والاستهتار بحياة المواطنين وكرامتهم، ولا تقبل أن تظل مركزاً لإنتاج الإرهاب وتصديره».
وتضامن أهالي مدينة الباب شرق محافظة حلب، مع أبناء درعا، وخرج العشرات من أبناء المنطقة دعماً للاحتجاجات التي خرجت ضد النظام في مدينة درعا، كما أطلق ناشطون سوريون حملة: «رح_يقع» باللهجة المحكية، على مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيراً عن دعمهم تلك المظاهرات.
وانتشرت التغريدات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، مرفقة بالصور من مناطق مختلفة من سوريا، وقال ناشطون إن «شعلة درعا لن تنطفئ»، وأكدوا على الاستمرار بمبادئ الثورة حتى إسقاط النظام.
وكان مئات السوريين احتجوا في مدينة درعا الأحد الماضي على إقامة تمثال جديد للرئيس الراحل حافظ الأسد؛ والد الرئيس السوري بشار الأسد، بعد نحو 8 أعوام على إسقاط التمثال الأصلي في بداية الحرب الأهلية السورية. وقال متظاهرون وشهود إن السكان خرجوا إلى شوارع الحي القديم بالمدينة، الذي دمرته الحرب، داعين لإسقاط الأسد قبل أيام من الذكرى الثامنة لبدء الصراع. وهتف المتظاهرون: «سوريا لينا مو لدار الأسد» وذلك في الوقت الذي أغلقت فيه قوات الأمن المنطقة لمنع انضمام سكان من مناطق أخرى بالمدينة للمظاهرة.
وكانت درعا مهداً لاحتجاجات سلمية على حكم أسرة الأسد في عام 2011، وهي الاحتجاجات التي قابلها النظام السوري بقوة مفرطة مما أدى إلى سقوط قتلى، قبل انتشارها في أنحاء سوريا. واستعاد الجيش السوري، بدعم جوي من روسيا وبدعم من جماعات مسلحة إيرانية، السيطرة على درعا من قبضة المعارضة المسلحة في يوليو (تموز) الماضي في إطار سعيه لاستعادة السيطرة على معظم أنحاء سوريا. لكن سكاناً في درعا قالوا إن مشاعر الاستياء تزداد بينهم منذ ذلك الحين بسبب تعزيز الشرطة السرية التابعة للأسد سيطرتها مجدداً على المدينة.
وأعلنت الحكومة الأحد الماضي عطلة لموظفيها ولتلاميذ المدارس لحضور تجمع موالٍ للحكومة احتفالاً بنصب تمثال برونزي جديد لحافظ الأسد في مكان التمثال السابق نفسه الذي أسقطه المحتجون.
وقال شاهد إن هذ التجمع انفض بعد أن أثار إطلاق نار من مكان قريب من الميدان ذعراً بين الحضور.
ورفعت مجموعة من الشبان يحتجون في الحي القديم في درعا لافتة تؤكد أن التمثال الجديد سيسقط لأنه ينتمي إلى الماضي، وأنهم لا يرحبون بنصبه في هذا المكان.
وقال المحامي والناشط عدنان المسالمة: «الناس اجتمعت دون تنظيم للتظاهر سلمياً حول مطالب محقة».
وبعد سيطرة قوات الحكومة على درعا الصيف الماضي اختار سكان كثيرون البقاء فيها بدلاً من الذهاب إلى مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال سوريا حيث تجمع عشرات الآلاف من النازحين الآخرين من مناطق استردتها الحكومة. وكُتب على لافتة أخرى: «البلد دمرت وبدل الإعمار تنصب تذكاراً».
وأعادت السلطات السورية نصب تماثيل ضخمة كثيرة للأسد الأب بعد الانتصارات العسكرية التي أدت إلى استعادة الأسد الابن معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة قبل ذلك.
ويشكو سكان كثيرون في محافظة درعا من عدم عودة الخدمات بشكل كامل ومن انقطاع مزمن للكهرباء، في حين يخشى شبان كثيرون من قيام السلطات بحملة تجنيد عسكري لقتال ما تبقى من قوات المعارضة.
ويقول بعض السكان إن فصائل محلية مسلحة مدعومة من إيران تهيمن الآن على جنوب سوريا الذي يحتل موقعاً استراتيجياً ويجاور الأردن ومرتفعات الجولان السورية المحتلة إلى الغرب، وإن هذه الفصائل تتصرف دون خوف من عقاب لأن الحكومة المركزية أضعف من فرض سلطتها على تلك المنطقة. | |
|