| | التاريخ: شباط ٢٦, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة الحياة | | تركيا تصر على «دور قيادي» في المنطقة الآمنة على الحدود مع سورية | موسكو- سامر إلياس
رداً على عرض موسكو نشر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية في «المنطقة العازلة» على الحدود بين سورية وتركيا، شددت أنقرة على أن يكون لها الدور القيادي في المنطقة الآمنة، لكنها أكدت أنها ستواصل العمل على الأجهزة الأمنية والعسكرية في روسيا للوصول إلى تفاهمات مشتركة.
ومع تأكيد العراق تسلّم 280 من مقاتلي «داعش» من «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) تضاربت الأنباء حول وجود مقاتلين أجانب ضمن الدفعتين اللتين تسلمهما العراق، وجدد الأكراد دعوة المجتمع الدولي للمساعدة في توفير الأدوية والمستلزمات الضرورية لعشرات آلاف المدنيين النازحين من آخر جيوب «داعش» شرق الفرات، وأعلنوا أن المعركة لاجتثاث التنظيم الإرهابي لن تبدأ قبل إنهاء عملية إخراج المدنيين من آخر نصف كيلومتر مربع يتحصن فيه مقاتلو «داعش». وفي تعليق لوكالة «نوفوستي» الروسية على عرض نظيره الروسي سيرغي لافروف إمكانية نشر قوات شرطة عسكرية روسية في «المنطقة العازلة» على الحدود التركية - السورية، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: «إن المنطقة الآمنة خلف حدودنا مباشرة، لذا يجب أن تقود تركيا هذه العملية»، مستدركاً: «نعمل دائماً مع روسيا وسنواصل العمل، بما في ذلك مع الأمن والجيش الروسيين».
وأوضح جاويش أوغلو أن تركيا تعمل على إنشاء منطقة آمنة «لم تحدد مساحتها بعد، نحن نعمل مع روسيا والولايات المتحدة والشركاء بصيغة آستانة»، كاشفاً أن فرقاً فنية روسية وتركية التقت مرات لبحث هذا الموضوع، معرباً عن تقديره بأن روسيا «تتفهم مخاوف تركيا الأمنية، ونحن مستمرون في العمل».
وكان الرئيس المشترك لمجلس سورية الديمقراطية (مسد) رياض درار رفض المقترح الروسي وقال إنه متأخر، وشدد في اتصال مع «الحياة» على أن «قوات حفظ سلام دولية هي الأفضل للمنطقة، ولا تحتاج إلى العودة إلى شيء اسمه المنطقة العازلة، فهي يمكن أن تنتشر على الحدود لتأمين عدم التدخل من أي طرف (تركيا وقسد)».
ومع تأكيده أن «التصعيد التركي كان هدفه دائماً دفع مجلس سورية الديمقراطية إلى الارتماء في حضن النظام عبر التنسيق بين روسيا وتركيا وإيران»، بيّن درار أن «المجلس يرغب في استمرار التفاوض»، معرباً عن ثقته بأنه «يمكن الوصول إلى تسوية وفق مبدأ اللامركزية للمناطق السورية في حال كان النظام جاداً، وهو يمكن أن يفتح على تأمين مناطق شرق الفرات، ويكون بداية للحل السياسي في سورية».
وفيما أكد الجيش العراقي في بيان تسلمه 280 محتجزاً من مسلحي «داعش» من «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) ذات الغالبية الكردية والمدعومة أميركياً، موضحاً أنه تسلم 130 مقاتلاً سابقاً يوم الأحد إضافة إلى 150 يوم الخميس، نفى بيان الجيش تستلّم أي مقاتل أجنبي، ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري يقود قوات الجيش قرب الحدود السورية وقريب من عملية التسليم، قوله إن بين المجموعة التي تضم 280 فرداً نحو 14 فرنسياً وستة عرب لم تحدد جنسيتهم. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر حكومي عراقي تسلّم العراق المقاتلين الفرنسيين، من دون أن يؤكد ما إذا كان هؤلاء سيحاكمون في العراق أو سيعادون إلى بلدهم الأصلي. ميدانياً، توقّع مدير المكتب الإعلامي لـ «قسد» مصطفى بالي «خروج عدد كبير من المدنيين أمس من الجيب المحاصر داخل بلدة الباغوز»، الذي تبلغ مساحته نحو نصف كيلومتر مربع، آملاً بأن تكون «الدفعة الأخيرة». ووفق بالي، فإن «نحو خمسة آلاف شخص لا يزالون في الداخل»، استناداً إلى معلومات جمعتها من الذين تمّ إجلاؤهم أخيراً. ومعلوم أن نحو خمسة آلاف شخص خرجوا على دفعتين الأربعاء والجمعة من الباغوز. | |
|