| | التاريخ: شباط ١٣, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة النهار اللبنانية | | "داعش" في الكيلومترات الـ 4 الأخيرة والمدنيّون يفرّون من مناطق سيطرته | فر المئات ليل الاثنين - الثلثاء من الكيلومترات الأخيرة الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في شرق سوريا، حيث تواصل "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة المرحلة الأخيرة من هجومها الهادف إلى إنهاء "الخلافة".
وتشن "قسد" منذ أيلول عملية عسكرية ضد التنظيم في ريف دير الزور الشرقي. وقد تمكنت من طرده من كل القرى والبلدات، ولم يعد له وجود إلّا في بقعة صغيرة لا تتجاوز أربعة كيلومترات مربعة تمتد من أجزاء من بلدة الباغوز إلى الحدود العراقية.
وتحدث مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن عن "خروج 350 شخصاً، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات الجهاديين ومن غير السوريين، الثلثاء من الباغوز".
وحصل ذلك بعد ساعات من خروج 600 شخص من البلدة بعد منتصف الليل، كما كان أفاد مدير المركز الاعلامي لـ"قسد" مصطفى بالي.
وفي نقطة قريبة من خط الجبهة، شاهدت مراسلة "وكالة الصحافة الفرنسية" أشخاصاً يتوجهون سيراً إلى نقاط "قسد"، قبل أن ينضم إليهم مقاتلون وفريق من المسعفين من منظمة دولية لمعالجة الجرحى بينهم.
ومن هؤلاء نساء أوكرانيات وروسيات وأطفالهنّ، وزع عليهم المقاتلون الخبز والمياه.
وتحدثت إمرأة من القرم في الـ34 من العمر إلى أوضاع معيشية صعبة في الكيلومترات الأخيرة الخاضعة لسيطرة التنظيم. وقالت: "الأطفال خائفون وجياع. ليس هناك طعام".
ويخضع الخارجون من نقاط سيطرة التنظيم، في منطقة فرز مخصصة لهم، لعملية تفتيش وتدقيق أولي في هوياتهم تقوم بها "قسد" قبل نقل المشتبه في انتمائهم الى التنظيم إلى مراكز تحقيق خاصة، والمدنيين وعائلات التنظيم الى مخيمات في شمال شرق البلاد.
وفي منطقة استقبال الفارين قرب بلدة الباغوز، التي لا يزال التنظيم المتطرف في جزء منها، شاهدت مراسلة "وكالة الصحافة الفرنسية" عشرات العراقيين والسوريين ينتظرون في خيم بعدما أمضوا ليلة في البرد القارس في تلك المنطقة الصحراوية.
وبين الفارين منذ منتصف الليل مواطنون من جنسيات مختلفة روسية وتركية وفرنسية وشيشانية، استناداً إلى المرصد السوري.
وأعلنت "قسد"، وهي تحالف فصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن، السبت بدء هجومها الأخير لطرد مئات الجهاديين المحاصرين في بقعة صغيرة بريف دير الزور الشرقي، بعد توقف استمر أكثر من أسبوع للسماح للمدنيين بالخروج.
وفي نقطة قريبة من خط الجبهة، قال قيادي ميداني من "قسد": "بعد الهجوم المضاد لداعش، اندلعت اشتباكات عنيفة ونحن حالياً نثبت مواقعنا"، موضحاً أن 20 في المئة من بلدة الباغوز لا تزال تحت سيطرة الجهاديين وهي منطقة مليئة بالألغام.
وأسفر هجوم مضاد لـ"داعش" الإثنين عن مقتل 12 رجلاً من "قسد". كما أصيب صحافي ايطالي بجروح لدى تغطيته المعارك، كما كتب زميل له كان يرافقه في حسابه على "تويتر".
وإلى جانب الألغام، تواصل هذه القوات تقدمها ببطء، نتيجة عوائق أخرى كالقناصة والأنفاق التي حفرها الجهاديون. ويضاف إلى ذلك، وجود أسرى من "قسد" لدى التنظيم المتطرف.
وصرح الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل شون راين بأن "التقدم بطيء ومنهجي مع تحصن العدو تماماً، واستمرار مقاتلي التنظيم في شن هجمات معاكسة"، بينما يستمر التحالف في "ضرب أهداف للتنظيم كلما كان ذلك متاحاً".
وقتل 16 مدنياً على الأقل الإثنين بينهم سبعة أطفال جراء غارات للتحالف استهدفت أطراف بلدة الباغوز.
ودفعت العمليات العسكرية أكثر من 37 ألف شخص الى الخروج من آخر مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع كانون الأول، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات الجهاديين، بينهم نحو 3400 مشتبه في انتمائهم الى التنظيم، وقد أوقفوا.
وشاهد فريق "وكالة الصحافة الفرنسية" الإثنين امرأتين فرنسيتين بين الفارين، قالت إحداهما :"لا يزال هناك العديد من الفرنسيين، والعديد من المهاجرين، ويحاول آخرون الخروج لكن التنظيم لا يسمح بذلك".
وتقدر "قسد" وجود أكثر من 600 من مقاتلي التنظيم في المنطقة المحاصرة، كما قال بالي الذي رجح ألا يكون زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي فيها.
ومنذ بدء الهجوم في العاشر من أيلول، وثّق المرصد مقتل 670 من "قسد" مقابل 1298 من التنظيم المتطرف. كما تسببت المعارك والقصف بمقتل 417 مدنياً بينهم 151 طفلاً.
ومني التنظيم الذي أعلن عام 2014 إقامة ما سمّاه "الخلافة الاسلامية" على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبيرة خلال السنتين الأخيرتين. وبات وجوده حالياً يقتصر على مناطق صحراوية حدودية بين البلدين.
وبعد انتهاء المعارك، يبقى أمام "قسد" وحلفائها، في رأي راين، "اجراء عمليات تطهير" بعدما "تعمّد التنظيم ترك عبوات مفخخة خلفه لقتل المدنيين الأبرياء".
وتوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاسبوع الماضي استعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم المتطرف خلال أسبوع. وقال أمام التحالف الدولي في واشنطن إنّ "الجنود الأميركيّين وشركاءنا في التحالف وقوّات سوريا الديموقراطيّة حرّروا على الأرجح كامل المناطق التي يُسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق".
وفاجأ ترامب في 19 كانون الأول حلفاءه الغربيين والمقاتلين الأكراد بإعلانه قراره سحب جميع قواته من سوريا والتي يقدر عديدها بنحو ألفي جندي.
وتخوّف الأكراد من أن يسمح القرار الأميركي لتركيا بتنفيذ تهديداتها بشن هجوم على مواقع سيطرتهم، إذ تخشى أنقرة أن يقيموا حكماً ذاتياً قرب حدودها. | |
|