التاريخ: شباط ٥, ٢٠١٩
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
كلام ترامب عن مراقبة إيران من العراق يستفز بغداد ويُجدِّد المطالبة بانسحاب الأميركيّين
أثار كلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن نيته البقاء في العراق من أجل "مراقبة ايران" استياء بغداد، ودفع مسؤولين عراقيين الى المطالبة بانسحاب القوات الاميركية من بلادهم. وقال الرئيس برهم صالح إن "الدستور العراقي يرفض اتخاذ العراق قاعدة لضرب دول الجوار أو الاعتداء عليها"، مضيفاً أن "وجود القوات الاميركية هو ضمن سياقات قانونية وباتفاق بين البلدين وأي عمل خارج الاتفاق غير مقبول".

وبعيد بث شبكة "سي بي إس" الاميركية للتلفزيون مقابلة مع الرئيس الاميركي صرح فيها بأنه يريد إبقاء قوات اميركية في قاعدة عين الاسد لـ"مراقبة ايران" المجاورة، علّق النائب صباح الساعدي من كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بأن "قانون إخراج القوات الأميركية من العراق أصبح ضرورة وطنية بعد تصريحات ترامب".

وكان الساعدي قدم أخيراً اقتراح قانون في هذا الصدد. ويؤكد العراق رسمياً ان واشنطن لا تملك أي قاعدة على أراضيه، ويقتصر الامر على مدربين ينتشرون الى جانب القوات العراقية في قواعد عراقية.

وشدد النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي على أن "العراق لن يكون منطلقاً لضرب أو مراقبة اية دولة، وعلى الجميع التحرك لانهاء الوجود الاميركي". وقال في بيان: "مرة أخرى يتجاوز ترامب العرف القانوني والدستوري للدولة العراقية بعد زيارته السابقة لقاعدة عين الاسد، حيث طلع علينا اليوم باستفزاز آخر بتصريح يؤكد فيه بقاء القوات الاميركية داخل البلاد للعدوان على بلد جار".

وقال النائب حسن سالم الذي ينتمي الى كتلة "الحشد الشعبي" القريبة من ايران، مخاطباً ترامب إن "العراق ليس ضيعة لأبيك ولن نسمح ببقاء اية قوات اجنبية على أراضينا". وغرّد النائب الكردي المعارض سهرهوت شمس الدين على "تويتر": "العراق ليس ساحة لأي دولة أجنبية ضد الآخرين. نحن نتوقع من الولايات المتحدة أن تحترم مصالحنا المتبادلة وتتجنب دفع العراق إلى صراع إقليمي". ولفت إلى أن "مهمة الجيش الأميركي في العراق هي مساعدة قوات الأمن العراقية ضد الإرهاب، وليس مراقبة الآخرين". ومنذ اجتياح القوات الاميركية للعراق عام 2003، يثير هذا الوجود جدلاً. ووصل عدد الجنود الاميركيين المنتشرين على الاراضي العراقية الى 170 ألفاً قبل أن ينسحبوا نهاية 2011.

لكن واشنطن ارسلت قوات بعدها في اطار التحالف الدولي للتصدي لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) الذي تشكل في 2014. وقال ترامب في المقابلة التلفزيونية إن الجنود الألفين المنتشرين في سوريا للتصدي للتنظيم "بدأوا" مغادرة البلاد تنفيذاً للقرار الذي اتخذه في كانون الأول. وأوضح أنه "حين نستعيد السيطرة على ما تبقى من أرض +الخلافة+، سينضمون إلى قاعدتنا في العراق، وفي النهاية سيعودون إلى الوطن". وأضاف: "لقد سيطرنا حالياً على 99 في المئة" من المناطق التي سبق للجهاديين أن احتلوها، و"سنعلن قريبا السيطرة على مئة في المئة من أرض +الخلافة+"، على أن يتطرق إلى ذلك اليوم في خطابه السنوي عن حال الاتحاد.

ويلتقي وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء في واشنطن نظراءه في التحالف الدولي ضد "داعش" في العراق وسوريا. ويهدف اللقاء إلى تنسيق الانسحاب مع حلفاء عقّد القرار موقفهم مثل المقاتلين الأكراد الذين سيجدون أنفسهم عرضة لهجوم تركي تهدد به أنقرة، أو أيضاً باريس التي تواجه معضلة مصير الجهاديين الفرنسيين المحتجزين لدى الأكراد في سوريا.

وبعدما أعلنت الاستخبارات الأميركية أن "داعش" لا يزال يضم آلافاً من المقاتلين، أقر ترامب بانه "لا تزال هناك جيوب" مقاومة، لكننا لن نبقي جيوشاً على الأرض بسبب حفنة من الأفراد". وقال: "سنعود إذا كان ذلك ضرورياً، يمكننا العودة سريعاً جداً... نحن لا ننسحب، لدينا قاعدة في العراق" ستستخدمها واشنطن لمواصلة "ضرب" الجهاديين في موازاة انسحاب "بطيء" من سوريا.