| | التاريخ: شباط ٤, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة الشرق الأوسط | | الجنرال الهولندي يقود اجتماعاً «عائماً» قبالة الحديدة والحوثيون أفرجوا عن مسؤول إغاثي وأبقوا رئيسة منظمة بريطانية رهن الاعتقال | عدن: علي ربيع
دفع تعنت الميليشيات الحوثية في محافظة الحديدة اليمنية ورفض ممثليها في لجنة تنسيق إعادة الانتشار حضور الاجتماعات المشتركة مع ممثلي الجانب الحكومي في المناطق الخاضعة للشرعية الجنرال الهولندي باتريك كومارت إلى اختيار سفينة أممية في عرض البحر الأحمر لعقد الاجتماع المشترك أمس.
وأبلغت مصادر حكومية «الشرق الأوسط» بأن ممثلي الحكومة الشرعية كانوا وصلوا إلى متن السفينة السبت قبل أن تتوجه إلى ميناء الحديدة صباح أمس لإقلال ممثلي الجماعة الحوثية لحضور الاجتماع الثالث المشترك للجنة.
ويرجح أن يكون هذا الاجتماع هو الأخير للجنرال الهولندي الذي انتهت مهمته في الحديدة رسمياً، بعدما أعلنت الأمم المتحدة تعيين الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد خليفة له ليترأس بعثة المراقبين الأممية المؤلفة من 75 مراقباً.
ورفضت الجماعة الحوثية أكثر من مرة عقد الاجتماع المشترك للجنة في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية بمزاعم أنها أرض غير خاضعة لسلطات الجماعة الانقلابية، وهو الأمر الذي أدى إلى تأجيل الاجتماعات الرامية إلى الوصول إلى خطة تقنية على الأرض من أجل تنفيذ اتفاق السويد.
وكان الاتفاق نص على انسحاب القوات وإعادة انتشارها في الحديدة في غضون 21 يوماً من وقف النار في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ويتضمن ذلك سحب الجماعة الحوثية لميليشياتها من المدينة والموانئ الثلاثة (الحديدة والصليف ورأس عيسى) غير أن تعنت الميليشيات ومحاولة تفسيرها للاتفاق بما يروق لها حال دون تحقيق أي تقدم. في السياق نفسه، ذكر الموقع الرسمي للأمم المتحدة، بأن الجنرال كومارت صعد السبت على ظهر سفينة تابعة للأمم المتحدة في ميناء الحديدة وأبحر إلى نقطة التقاء بالوفد الحكومي في البحر الأحمر.
وعاد كومارت وأعضاء الوفد على ظهر السفينة إلى ميناء الحديدة، حيث سينضم لهم وفد الحوثيين، وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة: «إن الأطراف ستستأنف المناقشات حول تطبيق اتفاق إعادة انتشار القوات وتيسير العمليات الإنسانية، وفق المتفق عليه في اتفاق ستوكهولم».
وكان أحدث اجتماع مشترك للجنة تنسيق إعادة الانتشار عقد في الثالث من يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل أن تعرقل الجماعة الحوثية المضي في تنفيذ خطة كومارت التي اقترحها وتلتف على الجداول الزمنية التي كان اتفاق السويد أقرها لتنفيذ الانسحاب.
وفضلاً عن الهجوم الإعلامي على الجنرال الأممي من قبل قادة الجماعة الحوثية واتهامه بالانحياز إلى صف الفريق الحكومي، كان موكبه تعرض لإطلاق النار من قبل الجماعة بالتزامن مع تقييد تحركاته في المدينة وإلى مناطق سيطرة القوات الحكومية.
ورفضت الجماعة مع ذلك كل المساعي الأممية الرامية إلى فتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية المتجهة من ميناء الحديدة، وبخاصة الطريق الرابط بين الحديدة وصنعاء، المعروف بـ«كيلو 16» كما رفضت تأمين وصول المراقبين الأمميين ونزع الألغام من الطريق المؤدية إلى صوامع الغلال ومخازن القمح الموجودة جنوب شرقي المدينة.
ورغم الزيارات المتكررة للمبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى صنعاء والحديدة، في سياق مساعيه لإقناع الجماعة بتسهيل المهمة الأممية لتنفيذ اتفاق السويد، فإن إصرار الجماعة على العرقلة كان مستمراً، رغم روح التفاؤل التي دأب غريفيث على إظهارها في تصريحاته.
وتوعد القيادي في الصف الثاني بالجماعة محمد علي الحوثي بتحويل الحديدة إلى «جهنم»، على حد قوله، إذا لم يتم تنفيذ اتفاق السويد وفق التفسير الخاص بجماعته، وهو أن تنسحب القوات الحكومية ويتم تسليم الموانئ والمدينة إدارياً ومالياً وأمنياً للسلطات المحلية التي قامت الجماعة بتنصيبها في المؤسسات الحكومية المختلفة منذ سيطرتها على الحديدة قبل أربعة أعوام.
كما رفض الحوثي المساعي الأممية لفتح الطرق أمام مرور المساعدات الإنسانية، وقال في تغريدة على «تويتر» عقب مغادرة غريفيث صنعاء الأسبوع الماضي: «أبلغنا المبعوث بأننا مع فتح الطريق إلى المطاحن عندما تكون الظروف تسمح وآمنة».
وفي الوقت الذي كان غريفيث بحث في صنعاء مع قادة الجماعة تسهيل دخول البعثة الأممية بقيادة الجنرال الدنماركي إلى الحديدة ومنحهم التأشيرات، يتوقع أن يصل الأخير هذا الأسبوع إلى عدن ومن ثم صنعاء قبل تولي المهمة خلفاً لكومارت في الحديدة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعلن تعيين الجنرال لوليسغارد رئيساً للجنة تنسيق إعادة الانتشار وبعثة الأمم المتحدة لدعم تطبيق اتفاق الحديدة، التي أنشئت وفق قرار مجلس الأمن 2452.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن لوليسغارد، وهو ممثل الدنمارك لدى الناتو منذ مارس (آذار) 2017. يتمتع بخبرة تمتد لثلاثين عاماً في مجال الخدمة العسكرية على المستويين الوطني والدولي.
وكان لوليسغارد قائد قوات بعثة الأمم المتحدة في مالي (2015 - 2016). كما تقلد منصب مساعد المستشار العسكري في بعثة الدنمارك الدائمة لدى الأمم المتحدة.
ويسود الأوساط السياسية اليمنية حالة متسعة من اليأس لجهة أن تعيين الجنرال الدنماركي خلفاً للهولندي لن يكون - حسب اعتقاد الكثيرين - مبعثاً على التفاؤل لجهة أن الحوثيين يبيتون نية عدم تنفيذ الاتفاق منذ البداية وليسوا مستعدين لتسليم الحديدة وموانئها للحكومة الشرعية.
وكان مكتب غريفيث أفاد عقب زيارته الأحدث إلى صنعاء، بأنه هدف من خلال زيارته إلى مناقشة التنفيذ السريع والفعال لاتفاق ستوكهولم، وتعزيز موظفي الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة.
وأعرب المبعوث الأممي الخاص عن تفاؤله بالتجاوب الذي أبداه الحوثيون، مؤكداً على أهمية تحقيق تقدم ملموس فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق ستوكهولم، كما رحب بالانخراط الإيجابي والالتزام الذي أظهرته كل الأطراف.
وشدد غريفيث خلال لقائه الجنرال الهولندي ومسؤولين حوثيين في الحديدة، على أهمية التنفيذ السريع لاتفاق الحديدة ولا سيما إعادة الانتشار السريع وفقاً لخطة تضعها لجنة تنسيق إعادة الانتشار داعياً، كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتخفيف التوتر في الحديدة وأيضاً في شتى أنحاء اليمن. وقال إنه «حصل على تأكيدات من الرئيس هادي والتحالف خلال زيارته إلى الرياض، حول التزامهم المستمر باحترام اتفاق ستوكهولم والتنفيذ الكامل له».
وأعرب عن تقديره لإبداء الأطراف المرونة اللازمة وحسن النية فيما يتعلق بالجداول الزمنية لتنفيذ الاتفاق، والتعامل مع التحديات الفنية التي يتعين حلها على أرض الواقع.
وتتهم الحكومة اليمنية الأمم المتحدة بالتراخي مع الحوثيين وتطالب بتحديد جداول زمنية واضحة ومحددة لإجبار الجماعة على تنفيذ الانسحاب من الحديدة وموانئها وتسلميها إلى السلطات المحلية التي كانت قائمة قبل الانقلاب تحت قيادة الحكومة الشرعية.
وبلغت خروق الميليشيات لوقف إطلاق النار قريباً من ألف خرق شملت الهجمات وإطلاق الصواريخ والقذائف والقنص، منذ 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهو ما أدى وفق ما تقوله الحكومة الشرعية إلى مقتل وجرح نحو 500 مواطن، فضلاً عن الأضرار المادية.
ويرى مراقبون يمنيون أن الجماعة الحوثية نجحت في التقاط أنفاسها في الحديدة بعد توقف الضغط العسكري عليها وهو ما ساعدها خلال الهدنة على إقامة المزيد من التحصينات بما فيها حفر الأنفاق والخنادق، إلى جانب استقدام المزيد من مسلحيها إلى كافة مناطق الحديدة، تحضيراً لمهاجمة القوات الحكومية وإفشال مساعي السلام.
وأثارت عملية عقد الاجتماع المشترك للجنة تنسيق إعادة الانتشار على متن السفينة الأممية ردود فعل ساخرة في أوساط الناشطين اليمنيين، إذ اعتبر بعضهم أن الأمم المتحدة عجزت عن إلزام الحوثيين على اليابسة بتنفيذ الاتفاق فكيف ستقنعهم بتنفيذه في البحر.
الحوثيون أفرجوا عن مسؤول إغاثي وأبقوا رئيسة منظمة بريطانية رهن الاعتقال
الرياض: عبد الهادي حبتور
قالت مصادر دبلوماسية غربية إن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يتابعان حادثة اختطاف الميليشيات الحوثية قبل أيام موظفي جمعية إغاثة بريطانية في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات.
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن أحد المختطفين تم إطلاق سراحه، فيما لا تزال رئيسة الجمعية الإغاثية البريطانية في اليمن محتجزة لدى الميليشيات الحوثية.
وقال مصدر دبلوماسي غربي، رفض الإفصاح عن هويته: «نحن نتابع الحادثة، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على تواصل مع الحوثيين، ونأمل أن تحل المشكلة قريبا». وتابع: «نعتقد أنه تم إطلاق سراح واحدة من المختطفين، بينما لا تزال رئيسة جمعية الإغاثة البريطانية محتجزة لدى الأجهزة الحوثية».
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أدان اختطاف جهاز الأمن الوقائي التابع لميليشيا الحوثي الانقلابية، مديرة شؤون اليمن بالإنابة في منظمة «سيفر وورلد» البريطانية أوفى النعامي، ومدير البرامج بالمنظمة الحسن القوطري، بعد استدعائهما الاثنين الماضي، واقتحام مكتب المنظمة بصنعاء ومصادرة أجهزة الكومبيوتر والوثائق وإغلاقه.
وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن «اختطاف المديرة بالإنابة للمنظمة العالمية التي تعمل من أجل بناء حياة آمنة، عمل إرهابي يعكس الظروف الخطرة التي تعمل فيها المنظمات في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية»، لافتاً إلى أن «الميليشيات الحوثية لا تقيم أي وزن للقوانين والأعراف ولا للأوضاع الإنسانية التي تمر بها بلادنا بسبب الانقلاب». وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بإدانة «هذه الجريمة الإرهابية بوضوح، والضغط على الميليشيات الحوثية لسرعة إطلاق جميع المختطفين». ودعا المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية الانقلابية إلى سرعة المغادرة ونقل برامجها للعاصمة المؤقتة عدن وعدم البقاء رهينة ابتزاز وإرهاب الميليشيا.
في سياق متصل، أدان عدد من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية بأشد العبارات الممكنة الاحتجاز غير القانوني لمديرة شؤون اليمن بالإنابة في منظمة «سيفر وورلد» البريطانية أوفى النعامي، ومدير البرامج بالمنظمة الحسن القوطري، من قبل الحوثيين، داعية لإطلاق سراحهما فوراً ودون شروط.
وبحسب بيان أصدرته هذه المنظمات، «فهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها استجواب مديرة شؤون اليمن في منظمة (سيفر وورلد) البريطانية، حيث تعرضت في الأشهر الأخيرة للتهديد والترهيب، في جزء من حملة منسقة قادتها الميليشيات الحوثية ضد العاملين في مجال التنمية الإنسانية باليمن».
وفاة نائب رئيس الأركان اليمني متأثراً بجراح «العند»
عدن: «الشرق الأوسط»
نعت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة اليمنيتان نائب رئيس هيئة الأركان القائد اللواء الركن صالح الزنداني الذي وافاه الأجل أمس الأحد، متأثراً بجراحه التي أصيب بها في الحادثة الإجرامية بالطائرة المسيرة المفخخة على قاعدة العند العسكرية التي أطلقتها الميليشيات الحوثية منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقالت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة في بيان تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه: «لقد كان للشهيد رحمه الله إسهامات جليلة في خدمة الوطن ووحدته كواحد من أكفأ ضباط القوات المسلحة، وعرف بمهنيته ونشاطه وانضباطه العسكري ومعرفته الواسعة بمتطلبات عمله وتخصصاته، وهو ما مكنه من ممارسة أدوار مختلفة في عدد من المناصب القيادية العسكرية». وأضاف البيان «أن القوات المسلحة وهي تنعي اليوم واحداً من أبرز قاداتها البواسل الذين ظلوا أوفياء لشرفهم العسكري، لتؤكد أنها ماضية في استعادة ما تبقى من مؤسسات الدولة التي لا تزال تحت سيطرة ميليشيا التمرد والإرهاب، انطلاقاً من واجبها الوطني، ووفاءً لدماء الشهداء الأبرار، وكل من قضى نحبه وفياً مخلصاً لخدمة وطنه وشعبه».
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أجرى أمس اتصالاً مع المعتمد صالح الزنداني عزاه وإخوته وأفراد أسرته في وفاة والدهم، وأشار الرئيس إلى مناقب الفقيد ومواقفه «التي اجترحها خلال مشوار حياته الحافل في الدفاع عن الوطن ومكتسباته وقيادته مع رفاق دربه في معارك تحرير عدن، وهزيمة ودحر الميليشيا الانقلابية الحوثية الإيرانية». | |
|