التاريخ: شباط ٤, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
إردوغان: تركيا تبقي اتصالات على مستوى منخفض مع سوريا
لجنة تشكيل الدستور {تجتمع خلال أيام}
أنقرة: سعيد عبد الرازق
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الأحد)، إن حكومته أبقت على اتصالات «على مستوى منخفض» مع النظام السوري عبر جهاز الاستخبارات، رغم أن أنقرة هي من أشد منتقدي هذا النظام.

وصرح إردوغان في مقابلة مع تلفزيون «تي آر تي» الرسمي، أن «السياسة الخارجية مع سوريا تتم على مستوى منخفض». وهذه أول تصريحات تكشف فيها تركيا عن اتصالات مباشرة منخفضة المستوى مع دمشق.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنه سيتم خلال بضعة أيام تشكيل اللجنة الدستورية السورية.

وقال جاويش أوغلو: «خلال الأيام القليلة المقبلة سنشكل اللجنة الدستورية السورية، بمشاركة ممثلي المجتمع المدني والنظام السوري والمعارضة، وسنقدم المساعدة في صياغة مشروع الدستور السوري».

وأضاف جاويش أوغلو، في كلمة خلال اجتماع في إسطنبول أمس (الأحد)، أن جهود تركيا مع الدول المعنية تركز على إنشاء لجنة لصياغة دستور جديد لسوريا، وتنسيق الانسحاب الأميركي من سوريا. وتابع بأن تركيا تعمل على ترسيخ وقف لإطلاق النار في المنطقة، من خلال حماية اتفاق سوتشي المبرم مع روسيا في سبتمبر (أيلول) الماضي بشأن إدلب السورية، بالتوازي مع اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الإرهاب.

وأضاف أن الجهود تنصب على تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد لسوريا، وإحياء مؤتمر جنيف، بالتوازي مع الحفاظ على مساري آستانة وسوتشي. ومن ناحية أخرى، نحاول التنسيق مع الولايات المتحدة حول ما سنفعله في شمال سوريا بعد الانسحاب الأميركي.

وأضاف وزير الخارجية التركي، أن الحديث في هذه الآونة يجري حول كيفية إدارة عملية الانسحاب الأميركي، وتحقيق الاستقرار الدائم في سوريا، من خلال التنسيق مع الدول المجاورة والمعنية، بما في ذلك روسيا وإيران.

وفي وقت سابق، قال جاويش أوغلو، إن قمة ثلاثية، روسية تركية إيرانية، ستنعقد في مدينة سوتشي الروسية في 14 فبراير (شباط) الجاري لبحث التطورات في سوريا وجهود التسوية السياسية، والانسحاب الأميركي، والمنطقة الآمنة المقترحة، إضافة إلى الوضع في إدلب، ومسارات التسوية، والحفاظ عليها.

ومن المقرر أن تسبق هذه القمة الجولة الجديدة من اجتماعات آستانة، التي ينتظر أن تركز على تشكيل لجنة صياغة الدستوري السوري.

وخلال الأيام الأخيرة، بحث وفد روسي رفيع في كل من أنقرة وطهران سبل تشكيل اللجنة الدستورية السورية في أقرب وقت. كما اختتم وفد تركي من وزارتي الخارجية والدفاع مباحثات في موسكو، أمس، استغرقت أياماً عدة، حول الملف السوري بجميع أبعاده.

في السياق ذاته، أكد جاويش أوغلو أهمية دعم اللاجئين السوريين الذين بدأوا بالعودة إلى بلادهم، قائلاً إن تركيا تتحدث مع جميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، من أجل توفير الدعم المطلوب.

وأشار إلى أن تركيا سوف تنظم مؤتمراً مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم 14 مارس (آذار) المقبل، من أجل مناقشة آليات الدعم الواجب تقديمه للاجئين السوريين.

وتستضيف تركيا نحو 3.6 مليون لاجئ سوري، فيما غادر نحو 300 ألف منهم إلى المناطق التي تم تطهيرها في شمال سوريا، من خلال عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، اللتين نفذهما الجيشان: التركي و«السوري الحر».

على صعيد آخر، انتهت السلطات التركية من بناء أول مستشفى ميداني عند معبر كاراكاميش الحدودي، بولاية غازي عنتاب المتاخمة للأراضي السورية. وبدأت فرق الإنقاذ الطبي الوطني، بتعليمات من وزارة الصحة التركية، إقامة مستشفيات ميدانية في ولايتي هطاي وغازي عنتاب.

وبإمكان المستشفى الميداني الجديد، تقديم الإسعافات الأولية لـ10 مرضى في آن واحد. ويوجد بالمستشفى، المقام في خيمة، طبيب مختص بالإسعافات الأولية، وممرضة، وفنيون مختصون بحالات الطوارئ؛ حيث يحال المصابون بعد إجراء الإسعافات الأولية إلى مستشفيات غازي عنتاب.

وتقام في المنطقة الحدودية بين شانلي أورفا وماردين، ويتزامن إنشاؤها مع تحركات من جانب تركيا بشأن عملية عسكرية محتملة في مناطق شرق الفرات، التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تشكل «وحدات حماية الشعب الكردية» المدعومة من واشنطن والتي تعتبرها تركيا تنظيماً إرهابياً غالبية قوامها، والحديث عن إنشاء المنطقة الآمنة التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد إعلانه عزم بلاده سحب قواتها من سوريا بشكل كامل، بعد الانتهاء من المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي.

ودفع الجيش التركي، خلال الأسابيع الأخيرة، بتعزيزات مكثفة من الآليات والجنود والقوات الخاصة، إلى ولاية هطاي على حدود محافظة إدلب، التي شهدت اشتباكات بين «هيئة تحرير الشام» وفصائل معارضة.