| | التاريخ: شباط ١, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة الشرق الأوسط | | رئيس وزراء الجزائر «يلمّح» إلى قرب الإعلان عن ترشح بوتفليقة للرئاسة وأعلن دعمه | الجزائر: بوعلام غمراسة
هاجم أحمد أويحيى، رئيس وزراء الجزائر، خصوم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قائلا إن مستقبل البلاد بالنسبة لبعض السياسيين «هو التغيير (اختيار رئيس آخر بمناسبة الرئاسية المنتظرة بعد شهرين ونصف)، وأنا أقول إن مستقبلنا هو الاستمرارية (بقاء الرئيس في الحكم)، لأننا بلد ما زال يبني نفسه، وهو بصدد ترتيب شؤون بيته».
وكان أويحيى يتحدث أمس بالعاصمة، بمناسبة اجتماع أطر الحزب، الذي يرأسه «التجمع الوطني الديمقراطي»؛ حيث دافع عن «إنجازات» الولاية الرابعة للرئيس، التي تنتهي قانونا في 17 من أبريل (نيسان) المقبل. كما دافع عن كل سنوات حكمه العشرين، بقوله: «إذا كنا تجنبنا العودة إلى سنوات الثمانينات، وتجنبنا اللجوء إلى صندوق النقد الدولي من جديد، فالفضل في ذلك يعود إلى حكمة رئيس الجمهورية والقرارات التي اتخذها»، في إشارة إلى التسديد المبكر للديون الخارجية عام 2005، وهو القرار الإيجابي الوحيد الذي اتخذه الرئيس في مجال الاقتصادي، بحسب بعض خبراء الاقتصاد. فيما يتمثل فشل سياسات الرئيس الاقتصادية، حسب نفس الخبراء، في عجزه عن فك البلاد من تبعيتها المفرطة لأسعار النفط. وكان أويحيى، نفسه، قد صرح الصيف الماضي بأن الحكومة الجزائرية «ستعجز عن تسديد أجور ملايين الموظفين في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2018، إذا لم تطبع كمية كبيرة من الأوراق النقدية»، بسبب تقلص مداخيل بيع المحروقات.
وحول الجدل الذي يثيره ترشح بوتفليقة، من عدمه لولاية خامسة، قال أويحيى كما لو أنه ينقل بشرى للعشرات من كوادر حزبه: «لقد بدأنا نرى ضوء الشمعة»، وفهم من كلامه أن مؤشرات صدرت عن الرئيس، أو من محيطه القريب، تفيد بأنه يرغب في تمديد حكمه. علما بأن صديق شهاب، المتحدث باسم «التجمع الوطني»، سبق له أن صرح قبل يومين بأن بوتفليقة سيعلن ترشحه في الأسبوع الأول من فبراير (شباط) الجاري.
وهاجم أويحيى خصوم بوتفليقة، من دون ذكر أحدهم بالاسم، وتحدث عن «دعاة القطيعة» بنبرة استهجان، وكان يقصد بذلك اللواء المتقاعد علي غديري، مرشح الرئاسية الذي تعهد بـ«القطيعة مع ممارسات النظام»، في حال اختاره الجزائريون رئيسا للبلاد. كما انتقد أويحيى، ضمنا، رئيس الحكومة سابقا مولود حمروش، الذي صرح لصحيفة محلية بأن «الدولة تواجه تهالكا»، وكان يقصد بكلامه سياسات الرئيس بوتفليقة.
وأفاد أويحيى، وهو يشجع كوادر حزبه ومناضليه على الاستعداد للحملة الانتخابية، بأن التقدم الذي حققته الجزائر في جميع الـميادين «أفرز متطلبات جديدة بعد نصف قرن من الاستقلال، وعقب عشريتين من البناء الوطني. وقد باتت هذه المستجدات تتأكد في جميع المجالات، وأبرز مثال على ذلك هو تطلعات شبابنا. وبفضل الله، فإن الشباب لم يشهد السنوات الأليمة للمأساة الوطنية (فترة الاقتتال الدامي مع الجماعات الإرهابية) والتعديل الهيكلي»، في إشارة إلى إجراءات فرضها صندوق الدولي مطلع التسعينات، مقابل منح قروض للجزائر، لكن كانت لها تداعيات مؤلمة على الصعيد الاجتماعي، ونجم عنها تسريح آلاف العمال من الشركات المفلسة بعد غلقها.
وأضاف أويحيى موضحا: «إن شبابنا يعيش في عالم لا يعرف حدودا مع التكنولوجيات الجديدة للاتصال... والجزائر بحاجة إلى تعبئة سائر قواها بكل تنوعها، على نحو يتيح بناء توافق على أوسع نطاق ممكن حول التغييرات الضرورية».
يشار إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي، التي لمح لها أويحيى في خطابه، تشهد مراقبة أمنية شديدة. كما تم سجن العشرات من الناشطين، بسبب انتقادات على هذه الشبكات، عدت «مسيئة» لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وكذا رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، الذي سجن العام الماضي جنرالا متقاعدا يدعى حسين بن حديد، لأنه تجرأ وهاجمه في برنامج إذاعي. | |
|