التاريخ: شباط ١, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الحياة
تركيا تتهم دولاً بدعم «النصرة» لتعطيل الاتفاق الروسي - التركي حول إدلب
موسكو - سامر إلياس
اتهمت تركيا دولاً في التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بدعم «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) في إدلب من أجل احباط الاتفاق الروسي - التركي للهدنة، وتعطيل تشكيل اللجنة الدستورية.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن «بعض الشركاء في التحالف يدعمون «تحرير الشام» من أجل إلحاق الضرر باتفاقية إدلب أولاً، وثانياً لأن هذه الدول تبذل جهوداً كبيرة لمنع تشكيل اللجنة الدستورية في سورية»، وزاد في تصريح لصحيفة «حرييت» التركية، أن «هذه الدول تحرض تحرير الشام على انتهاك اتفاق إدلب بتقديم الدعم المالي لها»، مشيراً إلى أن لدى «الروس اقتراحاً لعملية مشتركة لإخراج الإرهابيين من هناك». وكشف أن القمة الرابعة لقادة البلدان الضامنة لاتفاق آستانة تركيا وروسيا وإيران ستعقد في 14 شباط (فبراير) الجاري في سوتشي جنوب روسيا.

وبعد قرار واشنطن الانسحاب من شرق الفرات، طالبت روسيا الولايات المتحدة بسحب قواتها من منطقة التنف جنوب شرقي سورية وتسليمها للنظام، وفي حين أعلنت الأمم المتحدة أنها سترسل قافلة مساعدات لمخيم الركبان الواقع قرب المنطقة، قالت روسيا إنها تأمل في عدم تكرار الأخطاء السابقة أثناء توزيع المساعدات السابقة على سكان المخيم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ومع اشارتها الى وفاة عشرات الاطفال الرضع في مخيم «الهول» شمال شرقي سورية، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من أوضاع صعبة لنحو 33 ألف نازح من مناطق القتال مع «داعش».

وفي إحاطة إعلامية، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «ندعو واشنطن الى سحب قواتها من منطقة التنف وتسليمها للسلطة السورية القادرة على الاهتمام بمواطنيها، ونحن نرى أنها قادرة على فعل ذلك». ومع إشارتها إلى أن الأمم المتحدة تحضر لتسيير قافلة ثانية من المساعدات الإنسانية لسكان مخيم الركبان، وإنه: «يجري تنسيق جميع المعايير مع الحكومة السورية».

وأعربت زاخاروفا عن أملها أن «لا يسمح العاملون في مجال المساعدات الإنسانية التابعون للأمم المتحدة بتكرار أوجه القصور التي حدثت خلال القافلة الأولى في تشرين الثاني (نوفمبر) 2018، وأنهم سيؤمنون القافلة والنقل لتسليم وتوزيع الشحنات».

ولفتت إلى «محنة سكان مخيم الركبان للنازحين داخلياً»، والذي يقع داخل المنطقة الأمنية التي يبلغ طولها 55 كيلومتراً، لكنها أكدت أن «الوضع المحبط في المخيم يقع على الولايات المتحدة، التي تحتل هذه المنطقة بطريقة غير قانونية وتنشر قاعدتها العسكرية هناك، وتقوم بتنظيم دعم مادي وتقني بانتظام، في حين أنها لا تساهم في إيصال الغذاء والدواء لسكان المخيم. من الضروري اتخاذ تدابير فورية لإعادة توطين المخيم».

وجاءت تصريحات المسؤولة الروسية بعد تأكيد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك أن الأمم المتحدة حصلت على «موافقة شفوية» من النظام السوري لإدخال 100 شاحنة إلى مخيم الركبان، وأوضح المسؤول الدولي أن الشاحنات ستصل بدءاً من يوم الثلثاء 5 شباط (فبراير) المقبل بعد ضمانات أمنية من روسيا والولايات المتحدة التي تتمركز قواتها في المنطقة.

ويعيش نحو 40 ألف نازح من مناطق شرق الفرات وريف حمص والبادية في ظروف مأسوية في المخيم الواقع قرب المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق، ويعاني السكان في المخيم من ندرة المساعدات، وغلاء المواد الغذائية، إضافة إلى عدم وجود خدمات طبية ما أدى إلى وفاة عشرات الأطفال والمرضى.

وكانت آخر قافلة مساعدات دخلت مخيم الركبان في الفترة بين 3 و8 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعد تسعة أشهر منع خلالها النظام السوري والجهات المحاصِرة للمخيم من دخول المساعدات إلى النازحين المحاصرين داخله.

وعلى صعيد اوضاع النازحين الصعبة، قالت منظمة الصحة العالمية إن أنباء وردت عن وفاة ما لا يقل عن 29 من الأطفال وحديثي الولادة في مخيم الهول شمال شرقي سورية في الأسابيع الثمانية الماضية أغلبهم نتيجة انخفاض درجة الحرارة. وحذرت المنظمة من أن الوضع أصبح «خطيراً» بالنسبة الى ثلاثة وثلاثين ألف شخص يعيشون في برد قارس من دون خيام أو أغطية أو تدفئة. وأضافت أن كثيرين ساروا لأيام بعد فرارهم من القتال في دير الزور. وأوضحت المنظمة في بيان أن «كثيرين ممن وصلوا حديثاً يعانون من سوء التغذية والإرهاق بعد سنوات عاشوها في ظروف بائسة تحت حكم تنظيم داعش... العراقيل البيروقراطية والقيود الأمنية تحول دون وصول المساعدات الإنسانية للمخيم والطرق المحيطة».

وتزامناً مع محادثات يجريها وفود من وزارة الدفاع التركية مع نظرائهم الروس في موسكو لبحث الاوضاع في إدلب والمنطقة الآمنة شرق الفرات، جددت زاخاروفا قلق موسكو من «تقارير عن محاولات الإرهابيين القيام باستفزازات باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في سورية»، وزادت أنه «وفقاً للمعلومات المتوافرة لدينا، فإن مجموعة من نشطاء ما تسمى بالمنظمة الإنسانية الخوذ البيض زودت بعض المستشفيات في إدلب بالأجهزة اللازمة لتصوير مثل تلك الاستفزازات»، وأشارت زاخاروفا إلى أن «التوترات حول منطقة تخفيض التصعيد لا تتراجع. وأن مسلحي هيئة تحرير الشام المتواجدين هناك، يقصفون يوماً المناطق السكنية المجاورة وكذلك يزيدون حشد قواتهم قرب خط التماس مع القوات السورية».

وفي مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيف لو دريان، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على «التزام روسيا بتطوير العملية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254 وقرارات المؤتمر الوطني للحوار السوري».

وذكر بيان للخارجية الروسية أن «الوزيرين بحثا بالتفصيل تطورات الأوضاع في سورية وما حولها، مع التركيز على آفاق إطلاق اللجنة الدستورية، وأبلغ لافروف نظيره الفرنسي بالجهود الروسية الرامية إلى استقرار الوضع في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك المساعدات الإنسانية».

وفي حين أكد موقع «فرات بوست» المتخصص بأخبار شرق الفرات قيام قادة الصف الأول في تنظيم «داعش» بإصدار قرار بإتلاف وحرق جميع الوثائق والمستندات في الدواوين المدنية والعسكرية في الجيب الاخير للتنظيم في ريف دير الزور الشرقي، قال مدير المكتب الإعلامي في «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) مصطفى بالي أن المعارك ضد «داعش» في ريف دير الزور ستنتهي في غضون أيام، وزاد في تصريحات أن «تسليم مقاتلي التنظيم أنفسهم لقواتنا دليل على أنه انهزم»، مشيراً إلى أن «المعارك ضد داعش في ريف دير الزور دامت طويلاً وكانت مليئة بالمفاجئات». وذكرت مواقع معارضة أن رتلاً مكوناً من مدنيين وعناصر من «داعش» خرج باتجاه مناطق سيطرة «قسد» وبحمايتها. وذكر موقع «سمارت نيوز» المعارض أن «الرتل مكون من قرابة 250 سيارة تضم نساء وأطفال وعناصر من التنظيم واتجهوا من قرية الباغوز إلى قرية بريها على مرأى من دوريات أميركية».