|
|
التاريخ: كانون ثاني ٣٠, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الحياة |
|
الراعي لـ "سيدة الجبل": الأزمة في لبنان دستورية ولا يحق للسياسيين حرماننا من حكومة لمصالحهم |
"المستقبل: النظام السوري يتقدم الصفوف الأمامية للكيانات الإرهابية |
بيروت - "الحياة"
أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أمام "لقاء سيدة الجبل" ان "الأزمة في لبنان في نظري دستورية لأن السياسيين وضعوا الدستور جانبا يعني الضياع، لان الدستور هو الطريق، اذا اخذته وصلت، فلن نصل الى حلول من دون الدستور، وهذا يقتضي ان يكون لديكم في "سيدة الجبل" دراسات علمية دستورية حول هذا الموضوع".
وكان وفد من "لقاء سيدة الجبل" برئاسة النائب السابق فارس سعيد زار بكركي والتقى البطريرك الذي خاطبهم قائلا: "لقد عبرتم دائما عن الحس الوطني كلما شعرتم بالخطر واجتمعتم في "سيدة الجبل"، وتوجه الى سعيد بالقول: "في كلمتك، ذكرت ان بكركي تشكل اساسا، نعم يجب ان تكون اساسا يرتفع فيه ومن خلاله وفوقه الوطن وشعبه".
وأضاف: "كلمتك غنية بكل مضامينها وسأنطلق منها لأقول فعلا لا يمكن ان نبقى صامتين امام الحالة المزرية التي وصل اليها وطننا الحبيب بعدما كان دولة لها قيمتها، منظمة على المستوى الاجتماعي والحضاري، وكان يلقب في الستينات بسويسرا الشرق واليوم بتنا في مؤخر هذه الدول، وهذا يدفعنا الى عدم رمي سلاح الحقيقة، سلاح الكلمة والرجاء، سلاح ايماننا بوطننا وخصوصا اذا عرضنا المراحل السابقة قبل تكوينه وبعد تكوينه، مر لبنان بظروف صعبة، ولكنه استطاع بتكاتف ابنائه وروح المسؤولية وتضامنهم انقاذ الوطن واستمر".
وتابع: "هذا الوطن دفعت ثمنه دماء شهداء ماتوا في سبيل حمايته، "ماتوا لنحيا" وهناك ناس قدموا انفسهم على خط النار وحملوا اعاقات الحرب وتركوا الوطن. وهذا يقتضي ان نكون على مستوى الاوضاع الراهنة فلا يحق لنا العيش كيفما كان والتفريط بهذه التضحيات الكبيرة التي قدمت. يجب الا نيأس ونبقى متشبثين بلبنان وقيمته ودوره وحضارته ورسالته وثقافته التي ورثناها من ابائنا واجدادنا".
وتوجه الى الوفد قائلا: "انكم تتنادون كضمير الوطن وتطرحون الامور مع ان لا شيء في اليد ولكن الامور لا تذهب سدى. فنحن في حاجة الى اشخاص يقولون الحقيقة ليكشفوا الجرح ويضعوا الاصبع عليه ويقدموا الدواء لانه اذا وصلنا الى وقت ولم نعد نتجرأ على قول الحقيقة وبتنا نخفيها فمن يخفي مرضه يموت فيه".
واثنى على "عمل "لقاء سيدة الجبل" وشجاعته وتضحياته"، وقال:" انا سعيد ان نكون معا لنحمل هم وطننا وللمجاهرة بالامور التي يجب ان نحاصر بها والمطالبة بها ونقول للسياسيين: لا يحق لكم ألا يكون عندنا حكومة. لا يحق لكم من اجل مصالحكم الفردية والفئوية والمذهبية والحزبية ألا يكون عندنا حكومة. لا يحق لكم ان يموت الوطن اقتصاديا ماليا اجتماعيا ومعيشيا لأنكم تتسلون بشؤونكم الخاصة. لا يحق، لا يحق، سنبقى نرددها كما كان يقول يوحنا المعمدان لهيرودس، وكانت هذه الكلمة تجعله يرتجف".
واضاف: "من الضروري ان يسمع السياسيون كلمة لا يحق لهم، ويبقى الضمير الوطني الذي نخاطبه، ونحن ككنيسة وبكركي قوتنا في قول الحقيقة ومخاطبة الضمائر. واشكر الله ان بكركي حرة والكنيسة حرة من اي مصلحة ولون وارتباط وتستطيع ان تقول الحقيقة".
وتابع: "يؤلمنا جدا ان تفصلنا سنة ونصف عن الاحتفال بمئوية لبنان الكبير وهناك تشرذم. واقترح على "لقاء سيدة الجبل" اخذ المبادرة مع الجامعات واصحاب الارادات الطيبة، فيجب ألا تذهب المئوية الاولى في حياة وطني سدى، انما علينا الاحتفال بها، فلبنان مفخرة لكل واحد منا، ولبنان، كما قال البابا يوحنا بولس الثاني، اكبر من بلد انه رسالة. ننتمي الى وطن الرسالة النموذج في هذا الشرق الاحادي، احادي الدين، الحزب، والراي والفكر، احادي التطلع فنكون وطنا تعدديا في الدين والثقافة والاحزاب والحضارة والاراء، شرط التعددية في الوحدة. فوطننا وطن تحبه الاسرة الدولية والاسرة العربية ومحترم، والاجانب يدركون قيمة لبنان اكثر من القيمين فيه".
سعيد
والقى سعيد كلمة قال فيها: "نعتبر هذا الصرح مرجعنا الاعلى وكنفنا الاغلى على الصعيدين الوطني والروحي. فنحن، وكما تعلمون غبطتكم، لقاء تأسس منذ 19 عاما على اهتمام سياسي وطني، ولكنه تأسس ايضا وخصوصا على التزام اخلاقي وروحي مثلت تعاليم الكنيسة ابرز مرجعياته. وقد علمتنا نصوص المجمع البطريركي الماروني لعام 2006 ان اختيارنا لبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه، على نصاب الحرية والعدالة والعيش معا متساوين ومختلفين، هذا الخيار لم يكن مجرد سعي الى الحصول على كيان خاص، بل كان قبل ذلك قرارا بالشهادة لايماننا في بيئة انسانية تعددية، وذلك اعظم الشهادات للايمان. ونعتقد ان هذا الخيار الايماني التأسيسي تضاف اليه وبفضله ازمان من الازدهار اللبناني، هو ما اتاح للبنان ان يكون اكثر من بلد، ان يكون رسالة في محيطه والعالم، بحسب يوحنا بولس الثاني. ولقد جاءت شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة، التي اصدرتموها قبل سنوات قليلة، لتجسد تلك التوأمة التاريخية بين الوطني والسياسي والايماني".
وأضاف: "صاحب الغبطة، مجد لبنان اعطي لك ولأسلافك العظام، ولمن يأتي من بعدك، في هذه السلسلة الذهبية التي لم تنقطع ولن تنقطع باذن الله، كما قال سلفكم الطيب الذكر، البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وهذا سبب جوهري لحضورنا بين يديكم، في وقت يلف السواد واقع هذا الوطن ومصيره، كما بينتم وحذرتم، بأفضل ما يكون البيان والتحذير، في كلمتكم الاخيرة لنواب الامة المنتخبين من الموارنة". وقال: "الموارنة للبنان، وليس لبنان للموارنة، ولا ينبغي ان يكون لأي جماعة في هذا الوطن الرسالة، وعلى هذا اتينا اليكم".
"لبنان القوي": سيكون لنا موقف آخر اذا لم تشكل الحكومة هذا الأسبوع
أمل تكتل "لبنان القوي" "في أن تبصر الحكومة النور هذا الأسبوع، وكل العمل أنجز من ضمن مبادرة رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، التي تعتمد أفكارا واضحة وتحترم معايير التمثيل وصحته". وقال وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل، خلال تلاوته بيان التكتل بعد اجتماعه الأسبوعي: "نحن نرى أن في ظل الأفكار الواضحة التي حددت معايير واضحة للتمثيل وللتنازلات المتبادلة، يمكن أن تبصر الحكومة النور هذا الأسبوع، وإذا لم تبصر الحكومة النور هذا الأسبوع بعد كل هذا العمل، سيكون لنا الأسبوع المقبل حديث آخر وموقف آخر، لأن عندها تكون قد اتضحت الرؤية أن هناك نية لتعطيل التأليف".
واضاف: "نحن ضد التعطيل على المستويين النيابي والحكومي، ونحن مع العمل النيابي من ضمن سقف الدستور والقوانين المرعية الإجراء، وكل ذلك لاستمرارية الدولة والحياة في الإدارة العامة".
وأوضح أنّ "موضوع مكافحة الفساد أخذ حيّزًا واسعًا يف اجتماعنا، بحيث أظهر تعاون الوزارات ومنها العدل والاقتصاد والطاقة والداخلية، عملًا جديًّا لمكافحة الفساد وضبط التفلّت في أمور عدّة، على غرار موضوع المولدات، لافتًا إلى أنّه "عندما تكون النية والإرادة ويكون التعاون بين الوزارات والأجهزة المعنية، تكون النتيجة جيّدة ويلمسها المواطنون وتعود بالمنفعة على الجميع".
"في حال التعطيل كل الخيارات متاحة"
الى ذلك اشار عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ادي معلوف الى "اننا بصدد متابعة التطورات التي ستحصل في اليومين المقبلين وهي حتى الساعة ايجابية، على امل ان يحصل ايجابيات بالملف الحكومي". وقال: "الوزير باسيل كان واضحا انه في حال تم تعطيل تشكيل الحكومة كل الخيارات متاحة، وسنسمي كل الامور بأسمائها، ونحن اليوم امام ساعات حاسمة ويجب ان نتفاءل بالخير لان البلد بحاجة الى حكومة اكثر من التعطيل".
عون يأمل باستمرار التعاون مع الأمم المتحدة جنوبا وكارديل تتمنى حوارا وطنيا لاستراتيجيا الدفاع قريبا
نوه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون بـ"التعاون القائم بين لبنان والامم المتحدة ولا سيما في ما يتعلق بحفظ الامن والاستقرار على الحدود الجنوبية"، متمنيا ان "يستمر هذا التعاون خدمة للمبادئ التي يؤمن بها لبنان والامم المتحدة".
كلام عون جاء خلال استقباله المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان برنيل كارديل التي زارت قصر بعبدا، في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهماتها في لبنان التي استمرت 14 شهرا.
واشاد عون بـ"الجهود التي بذلتها كارديل لتعزيز العلاقات بين لبنان والامم المتحدة"، متمنيا لها "التوفيق بالمسؤوليات الجديدة التي ستتولاها".
بدورها، عبرت المنسقة الخاصة للامم المتحدة عن امتنانها للدعم الذي لقيته من رئيس الجمهورية في خلال اداء مهماتها في لبنان، وقالت بعد اللقاء: "لقد انهيت للتو لقائي الاخير بالرئيس ميشال عون، وهو شرف دائم لي لقاء رئيس الجمهورية في خلال عملي لمدة 14 شهرا قبل انتهاء مهمتي منسقة خاصة للامم المتحدة بالانابة في لبنان. وخلال اللقاء، شكرت الرئيس عون على حسن الضيافة والشعور بمقومات الصداقة والشراكة منذ وصولي، وقيادته للعلاقة بين لبنان والامم المتحدة. وشكرته ايضا على التزامه التطبيق الكامل لقرار مجلس الامن الرقم 1701 وهو في اعتقادي، اساس لتعزيز الاستقرار وتأكيد بقاء لبنان على المسار الصحيح لتثبيت السلام والامن. وستواصل الامم المتحدة العمل لتحقيق وقف دائم للنار بين لبنان واسرائيل، من خلال التطبيق الكامل للقرار 1701. وجددت تقديري لالتزام الرئيس عون الدعوة الى حوار وطني من اجل الاستراتيجية الدفاعية، وآمل ان يعقد هذا الحوار قريبا".
واضافت: "كان من دواعي سروري خلال مهمتي، معاينة التنوع في لبنان وقدرة هذا البلد على ادارته بشكل سلمي، وهو امر اعتقد انه يمكننا جميعا تعلمه من هذا البلد، وآمل ان تساهم روح التسوية والوحدة الوطنية في تسهيل تشكيل حكومة جامعة في وقت قريب. وجددت امتناني للشعب اللبناني على كرمه وحسن الضيافة في استقبال اللاجئين بأعداد غير مسبوقة في القرن الحالي، وهو امر يستحق التنويه والدعم الدوليين، ويشكل شهادة اضافية على نموذج لبنان الفريد في الانفتاح والعيش المشترك".
وجددت كارديل "التزام الامم المتحدة الثابت في العمل مع السلطات اللبنانية لدعم استقرار لبنان وسيادته وسلطة الدولة فيه، ولمساعدة المؤسسات الرسمية على تقديم ادارة اكثر فاعلية بشكل ملموس للجميع، ولتعزيز حقوق الانسان وسيادة القانون".
"المستقبل: النظام السوري يتقدم الصفوف الأمامية للكيانات الإرهابية
أعلن تيار "المستقبل" أن تاريخه "الوطني والقومي أشرف وأطهر من أن تلوثه تصنيفات وحملات نظام دموي، حكم عليه التاريخ بالسقوط الأبدي في هاوية الاجرام والتدمير والتهجير"، في تعليقه على خبر نشره أحد المواقع السورية عن لائحة تضم 100 مؤسسة وحزب وجمعية من جنسيات عدة على أنها مصنفة من قبل الحكومة السورية إرهابية بينها "المستقبل" وشركة "ألفا" للاتصالات الخلوية...
وذكر الموقع الإلكتروني أن هذه القائمة صدرت في شهر كانون الأول (ديسمبر) المضي. وتضم القائمة حزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم، "حزب الأمة" الكويتي، حركة "النهضة" في تونس، منظمة "ميرسي كور" الإغاثية الأميركية، و"الهلال الأحمر الإندونيسي"...
وجاء في بيان تيار "المستقبل" أن "أحد المواقع الاخبارية السورية نشر قوائم تتحدث عن تصنيف الحكومة السورية مائة كيان سياسي وشركة ومؤسسة على لائحة الارهاب".
أضاف: "بغض النظر عن الأهداف السياسية المريبة التي ترمي اليها السلطات السورية من وراء تلك المروحة الواسعة من التصنيفات، فان قيادة "تيار المستقبل" ترى في إدراج إسم التيار وإسم شركة ألفا للاتصالات في القوائم المزعومة، أمرا يثير السخرية وهي ترده الى نحور أصحابه سواء صدر عن أعلى السلطات في النظام السوري أو عن أي جهة أمنية أو قضائية تعمل في خدمة هذا النظام".
ورأى "المستقبل" أن النظام السوري "بكل الصفات التي يحملها أدنى من أن يتطاول على "تيار المستقبل" وقيادته، ولن تشفع له اية تصنيفات يفبركها بحق اللبنانيين ورموزهم، وسيبقى في الموقع الذي اختاره لنفسه، يتقدم الصفوف الامامية للكيانات الإرهابية مهما حشدوا له من براءات ذمة سياسية وعمليات تطبيع لن تبدل من طبيعته البشعة". |
|