|
|
التاريخ: كانون ثاني ٣٠, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة النهار اللبنانية |
|
ميشال كيلو لـ"النهار": ذاهبون نحو الحرية ولن تقوم لنظام الأسد قائمة |
محمد نمر
يشدد المعارض السوري ميشيل كيلو في حديث لـ"النهار" على أن العودة العربية إلى دمشق "إذا لم تكن معادلاتها مدروسة وتقابلها ضمانات ملزمة للأسدية في شأن تبعيتها لإيران فإن نتائجها ستكون سلبية جداً على من سيقوم بها"، أما عن الفئة اللبنانية التي تطالب بعلاقات مع النظام السوري فيقول: "إنها فئة لم تخرج الأسدية بعد من لبنان في نظرها وارتباطاتها وسيكلف موقفها لبنان غالياً".
وفي ظل حديث محور الممانعة عن انتصارات في سوريا جراء التطورات المتمثلة بعودة دول عربية إلى فتح سفاراتها او بالانسحاب الأميركي، فإن كيلو له قراءته الخاصة التي تخلص إلى أن "سوريا متجهة إلى حالة تقرب الجميع من الحرية ولن يبقى نظام آل الأسد، فهو مات من أول تظاهرة خرجت في سوريا ومات مع سقوط أول شهيد"، ويقول: "لا يوجد قوة على وجه الارض تستطيع ان تتجاهل أن شعبها قدم مليون شهيد من أجل حريته وأن شعبها الاعزل والمضهد وغير المنظم حزبياً وسياسياً قاتل نظاما هو الأسوأ على مر التاريخ لمدة 7 اعوام من دون أن يتمكن من لي ذراع الشعب، وليس هناك قوة في العالم ستقول لنا عودوا إلى ما قبل آذار 2011، بل إن سوريا ذاهبة إلى حريتها"، ولا يعتبر كيلو أن كلامه "شعارات او لرفع المعنويات"، ويوضح: "قد لا نصل إلى كل اردناه مرة واحدة لكننا بالتأكيد قضينا على النظام الأسدي البعثي ولن يبقى ولن تقوم له قائمة والأيام بيننا".
وفي المشهد المقبل، يرى كيلو أن "سوريا تتجه إلى انهاء الحرب الدائرة، وتم وقف اطلاق النار في غالبةي المناطق السورية، لكن ذلك لا يعني وصولنا إلى السلام، فالحرب تنتهي مع حل يتطابق مع متطلبات الثورة، وبالترتيب الدولي بدأ وقف اطلاق شامل وهناك لجنة دستورية ستعمل على تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية مهما كانت هويته، ثم سيتم وضع اجراءات الحالة الآمنة ومن ضمنها أيضا تقليص أجهزة الأمن السورية ليكون هناك جاهزين خارجي وداخلي يتبع لوزارة الداخلية وخاضع لرقابة برلمانية وبعدها ستشهد سوريا الانتخابات، وإذا كانت المعارضة تمثل ما بين 10 إلى 12 مليون وإذا تم تنظيمها للانتخابات فحينها ستأخذ البلد إلى المكان الصحيح".
ويبني كيلو مقاربته على مسودة الدستور الروسية، ويلفت إلى أن "هذه المسودة تحدد أن النظام لن يكون مركزياً على الطريقة البعثية وليس رئاسياً بل غالبيته سيكون برلمانياً الذي سيكون مصدر تشكيل حكومة لا يستطيع رئيس الجمهورية حلها او تسريحها او تعطيل عملها في الوقت نفسه، ستكون صلاحيات الرئيس مقيدة بعكس ما حصل عليه الأسد في الدستور الذي لفقه عام 2012 ولن يبقى من صلاحياته سوى تعيين كبار الموظفين وموقع خاص تجاه الجيش والقوات المسلحة".
ويشير إلى أن "مسودة الدستور تتحدث عن جمعيتين الأولى هي مجلس النواب والثانية جمعية مناطق، وهذه المناطق سيكون لها تمثيل ووضع خاص وربما صلاحيات معينة، ما يعني ادارة لا مركزية موسعة وسيكون هناك وضع خاص بالأكراد".
"مسودة الدستور الروسية مقبولة دولياً" وفق كيلو الذي أيضاً لديه يقين بأن "روسيا تدخلت في سوريا بالاتفاق مع أميركا والأخيرة هي التي وضعت الخطط، واليوم روسيا مكلفة بايجاد الحل السياسي وستكمل مهمتها إلا اذا دخلت أميركا في حرب مباشرة مع إيران وهذا مستبعد"، لافتاً إلى أن "المسودة تتحدث عن تنوع ثقافي واثني واقتصادي، لكننا لا نعلم سيتتم ترجمته".
وفي شأن حال إيران وعلاقتها مع روسيا، يعتبر كيلو أن "هناك اختلافاً جذرياً بني الطرفين. روسيا دخلت سوريا كقوة احتلال وتبحث عن مواقع نفوذ كانت سابقا للاتحاد السوفياتي ولن تسمح بمنافس لها، أما إيران فأجندتها تعتمد بناء محور شيعي وهدفها دمج سوريا بها على اسس طائفية ومذهبية وافقاد سوريا استقلالها وهويتها العربية وكيانها كدولة وشعب مستقل، محاولة ادخال سوريا في تجاذب دولي لا مصلحة لنا به وهو تجاذب داخل العالم الإسلامي"، وبناء على اختلاف الأهداف والسياسيات والأسلوب، فإن كيلو لا يستبعد أن "تنفجر العلاقة بين إيران وروسيا خصوصاً كلما اقتربنا من الحل، لأن حينها سيكتشف الإيرانيون أن حصتهم في سوريا أقل بكثير من طموحهم لتحقيق مشروعهم، واعتراضهم على الروس حينها سيفجر الوضع بينهما واليوم يمكن وصف العلاقة بالصراع التصاعدي".
"وتشهد سوريا خلال الأشهر الأخيرة محاولة واضحة لتحجيم دور إيران إلى حين اتمام الاستعدادات الكاملة التي تقوم بها أميركا والدول العربية وتركيا واسرائيل من أجل اخراجها وإعادتها إلى حدودها لتكون العلاقة معها على اساس دولة".
وعن إدلب، لا يرى كيلو أي "تغيير في وضعها، فهي عوملت بطريقة استثنائية بين مناطق خفض التوتر، كما أن هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) حظيت بتعامل استثاني يختلف عن بقية التنظيمات المتهمة بالارهاب". ويعيد بقاء وضع إدلب وثباته إلى أهمية تركيا الاستثانية بالنسبة إلى روسيا، ويقول: "بعد الانهيار السوفياتي لا نفوذ لروسيا في أميركا اللاتينية وفنزويلا في حال انهيار وخرج الاتحاد من أفريقيا التي كانت 70% منها تعيش في صداقة مع الروس، كما أن أوروبا تحررت من روسيا وبقيت أسيا حي ثالصين التي هي باتت دولة كبيرة وأهم من روسيا من ناحية انتاجها وحتى لديها جيشها وقوتها العسكرية ومشروعها، وليس هناك سوى سوريا لتأخذ روساي نفوذا فيها"، ويضيف: "كسبت روسيا العلاقة مع تركيا من خلال الصراع الروسي، وهو ما يمكن اعتباره أهم حدث في تاريخ روسيا الحديثة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ولأن وجود تركيا في إدلب محوري فلن يمس أحد إدلب، إلا اذا قامت الساعة بين روسيا وتركيا وأيضا بين الأخيرة وأميركا وأن يقرر الطرفان اخراج تركيا مثلما تتم الان عملية اخراج ايران من سوريا. لكن تركيا وضعت نفسها في الوسط والاثنان بأمس الحاجة إليها".
أما عن مستقبل هذه البقعة الجغرافية التي تعتبر خزان المعارضة، فيلفت إلى أن "التصور المطروح يقوم على انتخاب مجالس محلية التي بدورها ستنتخب هيئة تمثيلية، ومن ناحية ثانية سيتم حل كل الفصائل ودمجها ضمن مكون واحد تحت اشراف تركيا بما يشبه الادارة المدنية". ماذا عن هيئة تحرير الشام؟ يجيب كيلو: "تركيا ليست في وارد اضعاف جيشها بتصادم مع الهيئة وستعالج الموضوع بترتيب غير عسكري".
أما في شأن قرار الانسحاب الأميركي من سوريا، فليفت كيلو إلى "تصريحات أميركية قديمة وجديدة تؤكد أن الوجود الأميركي العسكرية في سوريا ليس مرتبطاً بألفي جندي في شرق الفرات، وانسحابهم لا يعني انهم خرجوا من سوريا، بل هناك أشكال أخرى للوجود العسكري، كما أنه ليس واضحاً إذا سيتم الانسحاب أم لا".
ويعيد أسباب الانسحاب، إلى أن "أميركا لا تبحث عن صراع عسكري، وهناك من يتحدث عن تعويض لهذه القوات من القوة الأميركية في العراق، إذ هناك راي يعتبر أن لا حاجة لوجود ألفي جندي أميركي في وسوريا طالما هناك نحو 12 ألف جندي في العراق مع قواعد عسكرية وعتاد كامل يمكنها من الانتقال إلى سوريا متى تشاء، كما لديها في المنطقة ومحيطها نحو ألف طائرة وتستطيع أن تلعب الدور العسكري كما تريد، فضلاً عن دور لقوات "قسد" في هذا الاتجاه". |
|