التاريخ: كانون ثاني ٢٩, ٢٠١٩
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
إيران تعمّق علاقاتها بسوريا وتحذّر إسرائيل
خطت دمشق وطهران أمس خطوة اخرى نحو تعميق علاقاتهما الاستراتيجية، إذ وقعتا اتفاقاً اقتصادياً بعيد المدى يتيح للجمهورية الاسلامية المشاركة في إعادة إعمار سوريا، وقت تهدد إسرائيل بمنع إيران من تثبيت وجودها العسكري على الاراضي السورية.

ووقع الاتفاق رئيس الوزراء السوري عماد خميس ونائب الرئيس الإيراني اسحق جهانغيري، الذي يقوم بزيارة رسمية لدمشق، عقب انتهاء أعمال الاجتماع الـ14 للجنة الحكومية الإيرانية - السورية العليا للتعاون الاقتصادي، الذي تخلله أيضا توقيع تسع مذكرات تفاهم في مجالات عدة بينها سكك الحديد وبناء المنازل والاستثمار ومكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، إلى التعليم والثقافة.

وفي تصريحات أدلى بها عقب مراسم التوقيع، اعتبر رئيس الوزراء السوري خلال مؤتمر صحافي مع نائب الرئيس الإيراني أن الاتفاقات التي ووقعها الحكومة السورية مع إيران "دلالة على جدية دمشق الى حد كبير في تقديم التسهيلات للشركات الإيرانية العامة والخاصة للاستثمار وإعادة الإعمار".

وأضاف أنها تجري "استكمالاً للاتفاقات الموقعة سابقاً، لكن اتفاق التعاون الاقتصادي الطويل الأمد هو أهم اتفاق ووصف التوقيع بأنه "لحظة تاريخية" في العلاقات بين البلدين.

وتعهد نائب الرئيس الإيراني أن تقف طهران إلى جانب سوريا في مرحلة إعادة الإعمار مثلما كانت في فترة الحرب، معلناً أن بلاده ستبني في الأراضي السورية محطات كهربائية عدة.

وقال جهانغيري، خلال المؤتمر الصحافي، إن إيران ترى أن "انتصار سوريا هو انتصار لها"، وإن على المجتمع الدولي "ضمان أمن هذه المنطقة". وخلص الى أنه "لولا السياسات الناجحة لمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق لكان الإرهاب في أوروبا الآن".

وأوضح أن زيارته شهدت توقيع اتفاقات "مهمة جداً" مع السلطات السورية في شأن التعاون في قطاع المصارف.

وسجلت زيارة جهانغيري لدمشق بعد هجوم إسرائيلي على أهداف إيرانية في سوريا الأسبوع الماضي، هو الأحدث في سلسلة هجمات استهدفت الوجود الإيراني في هذا البلد دعماً لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وأمس، نقل التلفزيون الايراني عن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني البريغادير جنرال حسين سلامي: "نعلن أنه إذا اتخذت إسرائيل أي إجراء لشن حرب علينا ، فسيؤدي بالتأكيد إلى القضاء عليها وتحرير الأراضي المحتلة".

وتعتبر إسرائيل البرامج النووية والصاروخية الباليستية لايران تهديداً لوجودها. وتقول إيران إن عملها النووي له أغراض سلمية.

اجتماع عربي في الاردن

في غضون ذلك، يعقد وزراء الخارجية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت ومصر والأردن الخميس اجتماعا على شاطئ البحر الميت غرب المملكة الادوية للبحث في أزمات المنطقة.

وقال مصدر في وزارة الخارجية إن "وزراء خارجية السعودية والإمارات والكويت والبحرين ومصر والأردن سيعقدون لقاء تشاوريا الخميس في منطقة البحر الميت للبحث في ازمات المنطقة". وأفاد أن "وزراء خارجية هذه الدول أكدوا حضورهم" اللقاء الذي سيعقد في قصر الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في المنطقة.

وتشهد منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة نزاعات وأزمات في العراق وسوريا واليمن وغيرها إلى جانب النزاع الأقدم بين اسرائيل والفلسطينيين.

ويأتي ترتيب لقاء البحر الميت وسط جدل قائم حالياً في حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية، خصوصا مع رجحان كفة الجيش السوري على الارض، واستعادته مناطق كبيرة من المسلحين الجهاديين والمعارضين.

وتستضيف تونس القمة العربية السنوية المقبلة في 31 آذار 2019.

محاصرة "داعش"

ميدانياً، أعلن قائد عمليات "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) في منطقة هجين هفال روني، أن قواته تحاصر حالياً تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في منطقة تبلغ مساحتها أربعة كيلومترات مربعة قرب الحدود العراقية وتستعد لمهاجمته. وقال :"من ناحية جغرافية لم يبق تحت سيطرة الدواعش سوى أربعة كيلومترات من الباغوز وصولا إلى الحدود العراقية".

وأشار القيادي الذي يستخدم اسمه العسكري، ان قواته تنتظر "إتمام التحضيرات اللازمة" للتقدم في آخر بقعة ينتشر فيها الجهاديون.