التاريخ: كانون ثاني ٢٨, ٢٠١٩
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
دمشق تشترط انسحاباً تركيّاً لإحياء اتفاق أضنة
أبدت سوريا السبت استعدادها لإحياء معاهدة أضنة الأمنية مع تركيا والتي أدت إلى إقامة علاقات طبيعية بين البلدين طوال 20 عاماً قبل الحرب التي نشبت في 2011، إذا سحبت تركيا قواتها من سوريا وتوقفت عن دعم مقاتلي المعارضة.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية السورية أنها ملتزمة اتفاق أضنة الموقع عام 1998 والذي ألزم دمشق الكف عن إيواء "حزب العمال الكردستاني" المحظور الذي يشن حملة تمرد مسلحة على الدولة التركية منذ عشرات السنين.

وأضاف: "تؤكد الجمهورية العربية السورية أنها ما زالت ملتزمة هذا الاتفاق والاتفاقات المتعلقة بمكافحة الاٍرهاب بأشكاله كافة من قبل الدولتين".

لكن دمشق أوضحت أن احياء اتفاق أضنة والذي أثاره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي، يعتمد على وقف أنقرة دعمها لمقاتلي المعارضة الساعين إلى إطاحة الرئيس بشار الأسد وسحب قواتها من شمال غرب سوريا.

وقال بيان "إن الجمهورية العربية السورية تؤكد أن أي تفعيل لهذا الاتفاق يتم عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين كما كانت، وأن يلتزم النظام التركي الاتفاق ويتوقف عن دعمه وتمويله وتسليحه وتدريبه للإرهابيين، وان يسحب قواته العسكرية من المناطق السورية التي يحتلها، وذلك حتى يتمكن البلدان من تفعيل هذا الاتفاق الذي يضمن أمن وسلامة الحدود لكليهما".

الى ذلك، اعتبر الكرملين أن عمليات تركيا داخل أراضي سوريا بموجب اتفاق أضنة الموقع مع دمشق عام 1998، يجب ألا يؤدي إلى ظهور كيانات إقليمية منفصلة في المناطق الحدودية، وألا تنتهك وحدة سوريا.

وصرح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن "أي عمليات عسكرية تركية داخل الأراضي السورية يجب أن تراعي بدقة وبصرامة سلامة ووحدة التراب الوطني في هذا البلد". وأوضح أن "الأمر الرئيسي هو ألا تؤدي هذه العمليات بأي شكل من الأشكال إلى تشكيل أي كيانات إقليمية شبه منفصلة في المناطق الحدودية، وألا تهدد تالياً السلامة الإقليمية والسياسية لسوريا".

ويستند إردوغان، حصراً الى اتفاق أضنة، لتبرير تدخل قواته في سوريا، ويشدد على ضرورة طرح هذا الاتفاق للنقاش مجدداً، وترد روسيا على ذلك بتذكير الرئيس التركي بأن جميع خطواته يجب أن تتم بالتنسيق مع الحكومة الشرعية السورية.

من جهة أخرى، قال بيسكوف إن أنقرة لم تنفذ "اتفاقاتنا معها حول إدلب لم تنفذ كاملة"، مشيراً إلى أن الوضع هناك لا يزال يثير قلق موسكو ودمشق. ولاحظ أن أنقرة أكدت أن اهتمامها مركز على الوضع في إدلب.

وسبق لوزارة الدفاع الروسية أن رأت أن العسكريين الأتراك لم ينجحوا بعد في تنفيذ كل التزاماتهم بموجب اتفاق المنطقة المنزوعة السلاح في محافظة إدلب عملاً باتفاق الرئيسين بوتين وأردوغان.

أفادت وسائل إعلام أميركية أن واشنطن تحت ضغوط إسرائيلية تدرس إمكان الحفاظ على الوجود العسكري الأميركي في قاعدة التنف بجنوب شرق سوريا.

أميركا ستبقى في التنف

وبعد أكثر من خمسة أسابيع من إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قراره سحب جميع القوات الاميركية من سوريا، كشفت وكالة "بلومبرغ" في تقرير السبت، أن القاعدة الصغيرة الواقعة قرب الحدود السورية - الأردنية - العراقية، صارت أكبر حجر عثرة في خطة الانسحاب، مشيرة إلى أن الجنود الأميركيين قد يبقون فيها حتى بعد تنفيذ هذا القرار.

ونقلت عن مسؤول إسرائيلي وآخرين أميركيين أن الوجود الأميركي في التنف يحمل أهمية حرجة بالنسبة إلى "صد طريق الإمداد من إيران إلى لبنان حيث يعزز حليف طهران حزب الله ترسانته".

وقالت إن الضغط الإسرائيلي الخفي بدأ ينعكس على تصريحات المسؤولين الأميركيين، إذ يلاحظ التراجع أكثر فأكثر عن فكرة الانسحاب السريع لجميع القوات الأميركية من شمال شرق سوريا.

إلى ذلك، نقلت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية في تقرير نشرته الجمعة عن مصادر مطلعة، أن خطة الحفاظ على الوجود العسكري في التنف من أجل التصدي لنفوذ إيران قيد الدرس لدى الحكومة الأميركية.

بيدرسن في مصر

وفي سياق الجهود الديبلوماسية لحل الأزمة السورية، وصل المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا غير بيدرسن، إلى القاهرة حيث التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وأطلع بيدرسن أبو الغيط، استناداً إلى بيان للجامعة العربية، على أهم نتائج الاتصالات الأولية التي أجراها مع الأطراف المعنيين بالأزمة منذ توليه منصبه أوائل السنة الجارية، مبدياً حرصه على التواصل الدائم مع الأمين العام للجامعة للإصغاء إلى رؤيته في هذا الصدد "وبما يكفل التعرف على أبعاد الموقف العربي وتطوراته".

دعوة سوريا الى البرلمان العربي

على صعيد آخر، أعلن رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة أن الأردن دعا رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ إلى حضور مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المقرر عقده في عمان في آذار المقبل.

وقال لدى استقباله نقيب المحامين السوريين عضو مجلس الشعب السوري نزار السكيف والوفد المرافق له: "ندرك أهمية التنسيق والتعاون بين الأردن وسوريا ولا سيما في الشأن البرلماني. لذا جاءت الدعوة لرئيس مجلس الشعب السوري".

ونقلت عنه وكالة الأنباء الأردنية "بترا" تأكيده ضرورة "الدفع بخطوات التعاون إلى الأمام"، مشيراً إلى أنه "لا مصلحة لأي طرف بسوريا مفككة، ممزقة، يرتع فيها الإرهابيون وقوى التدخل الخارجي".