|
|
التاريخ: كانون ثاني ٢٦, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
مصر تعزز من تأمين الميادين في ذكرى {ثورة 25 يناير} |
تشدد وحسم ازاء محاولات الخروج عن القانون |
القاهرة: وليد عبد الرحمن
عززت الأجهزة الأمنية في مصر أمس من وجودها بمحيط مؤسسات الدولة والمنشآت الحيوية أمس، تزامناً مع الذكرى الثامنة لثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت نظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2001، وبمناسبة احتفالات عيد الشرطة. ونشرت وزارة الداخلية مجموعات أمنية في الشوارع، وقوات التدخل والانتشار السريع، وكثفت انتشار الارتكازات المسلحة بجميع المحاور المرورية والمناطق المهمة والحيوية للحفاظ على الأمن.
وشهدت الشوارع انتشاراً أمنياً مكثفاً. ورصدت «الشرق الأوسط» عشية ذكرى الثورة وجودا لقوات التدخل السريع في ميدان التحرير (الذي شهد شرارة الثورة)، بينما لم يتم غلق الميدان الذي شهد سيولة مرورية. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم مراجعة خطط التأمين، والدفع بدوريات أمنية للتصدي لأي محاولة للخروج على القانون، والتعامل بحسم مع أي عناصر تحاول إفساد فرحة المصريين بعيد الشرطة والثورة». مضيفاً أن «الأجهزة الأمنية تواصل جهودها أيضاً لتوجيه الضربات الاستباقية للعناصر والتنظيمات الإرهابية، واستهداف البؤر الإجرامية والتشكيلات العصابية وضبط عناصرها بجميع محافظات مصر وتنفيذ الأحكام القضائية».
وخيم الهدوء أمس على جميع الميادين الرئيسية في القاهرة والمحافظات، ووجه اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، التهنئة إلى جميع أعضاء هيئة الشرطة بمناسبة عيد الشرطة الـ67. كما وجه التحية إلى أسر شهداء الشرطة الأبطال. وقال وزير الداخلية في تصريحات صحافية أمس، إن «عيد الشرطة مناسبة ملحمة بطولية خالدة، قادها رجال الشرطة في وجه المحتل»، مُعتبراً أنها «رسخت معاني عطاء لا ينقطع من رجال الشرطة الأوفياء الذين يحملون رسالة الأمن، ويسطرون بدمائهم بطولات مشرفة، حفاظاً على أمن الوطن والمواطنين، لتحيا مصر دائماً آمنة مستقرة. بينما احتفل رجال الشرطة في ربوع البلاد أمس بالنزول إلى الشوارع وتقديم الهدايا للمواطنين بمناسبة تلك الذكرى».
في غضون ذلك، أكدت دار الإفتاء المصرية أن أحد أهم إنجازات الثورة المصرية في 25 يناير تتمثل في كشف حقيقة الجماعات الوصولية التي تنتهز الفرصة لتتسلق على أكتاف الآخرين لتحقيق مصالحها وأهدافها الضيقة الشخصية، بعيداً عن المصالح الأوسع للوطن.
كما كشفت الثورة أن الشعب المصري بفطرته السليمة ووعيه التاريخي يلفظ جماعات الظلام مهما حاولت خداعه والتلبيس عليه باسم الدين والوطنية.
وأضافت الدار أن الثورة جسدت التلاحم الحقيقي بين الجيش المصري وجموع جماهير الشعب المصري بمختلف فئاته وطبقاته، لافتة إلى أن المواقف الوطنية للجيش المصري وميراثه التاريخي برزت في اصطفافه إلى جانب الشعب المصري، موضحة أن وعي الشعب والجيش في ثورة 25 يناير وأد مخطط حمامات الدماء، وأن هذا التلاحم بين قطاعات الشعب المصري وقف حائط صد قوياً أمام قوى الظلام التي حاولت جر مختلف الأطراف إلى بحور الدم وإيقاع الوطن في حرب أهلية لا تنتهي.
وأكدت الإفتاء أن الوطن هو الحاضنة الأم التي تمنع تنظيمات الظلام والعنف من السيطرة على رقاب العباد، وهو صمام الأمان للشعوب والأفراد، وأن رفعة الوطن هي رفعة لكل فرد فيه، غير أن نصوص الجماعات الظلامية المتطرفة تحض حضاً على كره الأوطان والانتقام منها والنيل من استقرارها؛ بل يعتبرون الأوطان نوعاً من الأصنام التي يجب أن تهدم كي يصل الفرد إلى التوحيد وفق منهجهم السقيم، الذي يعتبر أن من يؤمن بهذا الوطن فقد كفر بالله، ويستحق القتل.
ودعت الإفتاء إلى ضرورة الحفاظ على مكتسبات الثورة والوقوف صفاً واحداً في مواجهة أعمال التخريب وبث الفتنة بكل أشكالها، التي تحاول التنظيمات الإرهابية إشعالها في كل مكان على أرض مصر. |
|