|
|
التاريخ: كانون ثاني ٢٣, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
5 ضباط متقاعدين يسعون لخلافة بوتفليقة |
يواجهون شروطاً دستورية لا يقوى عليها إلا مرشحو الأحزاب القوية |
الجزائر: بوعلام غمراسة
أظهر 5 ضباط عسكريين متقاعدين رغبة في أن يصبحوا رؤساء بمناسبة انتخابات الرئاسة التي ستعرفها الجزائر في 18 من أبريل (نيسان) المقبل. وأشهر هؤلاء لواء ستيني تعرض للتهديد بسحب الرتبة منه من طرف رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، بحجة أنه أقحمه في شؤون الحكم عندما دعاه إلى منع الرئيس بوتفليقة من الترشح لولاية خامسة.
ولم يسبق لانتخابات الرئاسة في الجزائر أن شهدت «إقبالاً عسكرياً» ملحوظاً كالانتخابات المنتظرة بعد أقل من 3 أشهر. فمنذ نهاية الصيف الماضي، كشف 5 ضباط متقاعدين عن رغبتهم في خلافة الرئيس بوتفليقة، الموجود في الحكم منذ 20 سنة، عن طريق وسائل الإعلام. وأول هؤلاء العقيد رمضان حملات، الذي اشتهر بتدخلاته في الفضائيات الخاصة والتلفزيون الحكومي كـ«محلل أمني» يتفاعل مع الأحداث الأمنية في البلاد، وفي البلدان المجاورة، خصوصاً مالي وليبيا. وقال حملات، عندما أعلن ترشحه في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، إنه سيخوض غمار المنافسة «متسلحاً ببرنامج إصلاحي شامل عميق»، وتعهد بـ«تحقيق الرفاهية والأمن والحرية والكرامة»، وعد ذلك من أولوياته القصوى، مؤكداً أنه «سيعمل على إصلاح الإدارة الحكومية، وجعلها قريبة من المواطن، وفي خدمته، كما سنعيد الاعتبار للقيم الأخلاقية والاجتماعية الأصيلة التي كانت أساس التماسك الاجتماعي، وسنحاول ما استطعنا أخلقة الحياة السياسية التي أفسدتها وأضعفتها الوصاية الفوقية، والرقابة السلطوية غير الرسمية، وسنعيد الاعتبار للعمل الجمعوي والخيري، ونرفع الرقابة والوصاية عن المجتمع المدني، ونجعله شريكاً حقيقياً في صياغة المشاريع التنموية، وتوجيهها ومراقبتها».
أما الضابط الثاني، من حيث الترتيب الزمني، الذي أعلن نيته الترشح فهو المقدم سليم لطرش، الذي وعد بأنه «سيقضي على مشكلة العنوسة في البلاد» خلال ولايته الأولى (5 سنوات)، إذا منحه الناخبون ثقتهم. وبحسب الضابط المتقاعد، فإن الجزائر تملك موارد مالية تمكنها من الوفاء بحاجيات 200 مليون ساكن، فيما تقول الإحصائيات الرسمية إن عدد الجزائريين بلغ 41 مليوناً حتى نهاية 2016.
وفي سياق هذا الاهتمام اللافت بالترشح من طرف عسكريين سابقين، تعرف الجزائريون على اللواء علي غديري هذا الشهر، عن طريق مقال نشره في إحدى أكبر صحف البلاد، تضمن هجوماً حاداً على الرئيس بوتفليقة الذي حمله مسؤولية «الإخفاق في بناء دولة». ودعا في مقاله قائد أركان الجيش قايد صالح إلى «تحمل مسؤولياته التاريخية بوقف الانحراف»، الذي يتمثل - حسبه - في استمرار بوتفليقة في الحكم، مع أنه لم يعلن بعد عن ترشحه لولاية خامسة. وفيما يشبه التحدي لقايد صالح، أعلن غديري، الأحد الماضي، عزمه دخول المعترك الانتخابي، رافعاً شعار «القطيعة مع ممارسات الماضي».
وفي غضون ذلك، أطل باحتشام طبيب عسكري أحيل إلى التقاعد منذ أعوام معلناً ترشحه. غير أنه يظل غير معروف، وهو يقيم بوهران (كبرى مدن الغرب الجزائري)، زيادة على ضابط خامس برتبة عقيد، ينتظر أن يعرض برنامجه لاحقاً، بحسب أحمد عظيمي، وهو عقيد متقاعد ومتحدث باسم حزب «طلائع الحريات»، الذي يقوده رئيس الوزراء سابقاً علي بن فليس الذي أعلن رغبته في الترشح للمرة الثالثة. وحتى يفوز العساكر الخمسة بأصوات الناخبين، عليهم أن يجمعوا توقيع 60 ألف مواطن يقيمون بـ25 ولاية على الأقل (48 ولاية في الجزائر)، ويشهدون في وثيقة رسمية بأنهم يدعمون المترشح، أو جمع توقيعات 600 منتخب بالبرلمان والمجالس البلدية والولائية، في 25 ولاية على الأقل، وهذا الشرط لا يقوى عليه إلا مرشحو الأحزاب التي تملك وجوداً واسعاً في الهيئات المنتخبة.
من جهة ثانية، قالت الخارجية الجزائرية في بيان لها أمس أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سيقوم بزيارة اليوم إلى الجزائر، بدعوة من نظيره عبدالقادر مساهل لبحث التعاون الثنائي والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. |
|