|
|
التاريخ: كانون ثاني ١٨, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
ارتفاع ضحايا اشتباكات طرابلس... والأمم المتحدة تجدّد دعمها للسراج |
القاهرة: خالد محمود
باتت العاصمة الليبية طرابلس على صفيح ساخن مجددا، بعدما ارتفعت حصيلة الاشتباكات التي شهدتها أول من أمس إلى 5 قتلى و20 جريحا، وفقا لإحصائية رسمية قدمتها وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، في خرق واضح للهدنة التي رعتها الأمم المتحدة منذ أربعة أشهر.
وفى غياب أي تعليق رسمي من السراج، الذي أعلن مكتبه أمس أنه تلقى دعوة لزيارة بلغاريا من رئيس حكومتها بويكو بوريسوف لمناقشة قضية الناقلة الليبية المحتجزة هناك، قالت وزارة الصحة في بيان لها، مساء أول من أمس، إن وزير الصحة تفقد جرحى الاشتباكات التي دارت جنوب العاصمة طرابلس.
في غضون ذلك، استضافت البعثة الأممية، أمس، اجتماعا مفاجئا ضم فتحي باش أغا، وزير الداخلية بحكومة السراج، وممثلين عن الوزارة الداخلية، وسفراء المجتمع الدولي، حيث استعرض أغا رؤيته وخطة العمل لتطوير وتمكين الإدارات الأمنية في الوزارة، والاحتياجات المطلوبة لتنفيذ هذه الخطة.
وبحسب بيان للبعثة، فقد قال أغا مخاطبا سفراء المجتمع الدولي في الاجتماع: «لا تنقصنا الموارد المادية في ليبيا. لكن ما نطلبه من المجتمع الدولي هو التدريب المتطور، والتقنية والتجهيزات اللازمة للمراقبة، والرصد ومكافحة الجريمة والإرهاب»، مشيرا إلى أن أبرز التحديات التي تواجه وزارته هي التشكيلات المسلحة، وانتشار السلاح خارج سيطرة الدولة، والجريمة المنظمة والإرهاب و«داعش»، والهجرة غير الشرعية. بالإضافة إلى حظر استيراد السلاح، وما وصفه بالانقسام السياسي وانقسام المؤسسات الأمنية.
بدوره، اعتبر غسان سلامة، رئيس البعثة الأممية، أن «هذا الاجتماع ضرورة لأن هناك قرارا حاسما من قبل الحكومة والوزير باش أغا أن تمارس الوزارة كل المهام المنوطة بها، وبسط سلطة الدولة. وهذا الاجتماع يعد رسالة واضحة لدعم المجتمع الدولي القوي لهذا القرار».
لكن أغا قال لاحقا في بيان وزعته وزارة الداخلية، إن الاجتماع الذي حضره سفراء دول بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وتركيا، وعدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدة لدى ليبيا، ورؤساء المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في ليبيا، استعرض آلية عمل وزارة الداخلية الجديدة، «الأمر الذي يتطلب مزيدا من الجهد والعطاء للوقوف ضد من تسول له نفسه المساس بحرية وكرامة وأمن الشعب الليبي».
كما لفت أغا خلال الاجتماع إلى ما تعانيه ليبيا من انفلات أمني في كل ربوع الوطن، الأمر الذي جعلها أرضاً خصبة للظواهر السلبية كافة، التي أصبحت تهدد الأمن القومي للبلاد. داعيا سفراء الدول الشقيقة والصديقة بإبلاغ دولهم بأن ليبيا «مستعدة لجميع أوجه التعاون، وخاصة ما يخص الجانب الأمني»، معتبرا أن «ليبيا أصبحت مصدر قلق لكل دول العالم دون استثناء، بسبب تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر قوارب الموت مروراً بليبيا في اتجاه أوروبا».
في المقابل، صعّدت «قوة حماية طرابلس» موقفها تجاه المجلس الرئاسي لحكومة السراج، وانتقدت أمس في بيان هو الثالث من نوعه، سياسات وزير الداخلية، وقالت إنه «لا طاعة لهذا المجلس المتصارع إلا عندما يكون مجتمعاً، وتصدر قراراته بكامل أعضائه التسعة، إلى حين انتخاب رئيس للدولة وسلطة تشريعية، وعدا ذلك فإننا نعتبر ما يحدث وسيحدث عبثاً ممنهجاً بالعاصمة وأهلها خاصة، وسكان ليبيا عامّة».
وأدان اللواء السابع على لسان سعد الهمالي، المتحدث باسمه، تصرفات الميليشيات المعتدية على مواقعه التي تتحصن بالعاصمة والميليشيات، والتي تتخذ من منطقة ورشفانة مقرا لـ«فسادها». |
|