| | التاريخ: كانون ثاني ١٦, ٢٠١٩ | المصدر: جريدة الحياة | | طهران ترد من بيروت على زيارة هيل: وجودنا في سورية لا يحتاج إذنا من أحد | بيروت - "الحياة"
لم تتأخر طهران في الرد على الهجوم الذي شنه وكيل وزارة الخارجية الأميركية السفير ديفيد هيل خلال زيارته لبنان عليها وعلى وجودها في سورية وعلى "حزب الله"، فأصدرت سفارتها في بيروت بيانا أكد أن "وجودنا الإستشاري العسكري في سورية، لا يحتاج إلى إذن من أحد"، فيما زار السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ليطالب الولايات المتحدة بالخروج من سورية.
وبينما سلم الحريري للسفير الايراني مذكرة موجهة للرئيس الإيراني الدكتور حسن روحاني تطالبه بالافراج عن السجين اللبناني نزار زكا، أكد السفير فيروزنيا ردا على سؤال أن زيارته الحريري تأتي للرد على زيارة هيل قائلا: "طبعا. ما يهمنا بالدرجة الأولى هو العلاقات الثنائية البناءة والمميزة بين لبنان وإيران ونركز على هذا الامر اكثر من اي شيء".
وووصفت السفارة الإيرانية زيارة هيل، الذي كان غادر بيروت لتوه، بأنها "في إطار الزيارات الإستفزازية والتحريضية لعدد من المسؤولين الأميركيين في بعض الدول والتي تتقاطع مع مستجدات إقليمية أظهرت إنتكاسة سياسات الإدارة الأميركية وفشلها وخيباتها المتكررة". واعتبرت سلسلة المواقف التي أطلقها هيل، بأنها "لا تندرج إلا في إطار التدخل السافر في شؤون الغير وإملاء القرارات"، واصفا تصريحاته بأنها "مستفزة للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
ورأت أن "الاستراتيجية الأميركية في ظل هذه الإدارة المتعجرفة والمتخبطة والناهبة لثروات شعوب المنطقة والخارجة عن القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والمبنية على التهويل والترويع والتهديد والتدخل في شؤون الدول، تسعى الى تغيير مسار سياسات مصالح الدول بحسب مزاجها ومصالحها الإقليمية والعالمية، ولتكريس الإحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والمسلمين والمسيحيين في القدس الشريف. وتقوم هذه الإستراتيجية على اختلاق الحروب وإيجاد الفتن بين الدول ومكونات الشعب الواحد".
واتهمت هيل بأنه "يتجاهل أن بلده كان الحاضن الأكبر والداعم الأساسي للحركات المتطرفة الإرهابية ومنها "داعش" التي أحرقت الأخضر واليابس بدعم مالي ولوجستي إقليمي وأميركي للقضاء على محور المقاومة في المنطقة ولولا حكمة وصمود وتضحيات المتحالفين وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وجه أميركا لكانت العديد من دول المنطقة تعيش تحت رحمة الإرهابيين والتكفيريين"، معتبرة أن "أميركا تبحث عما يعوض هزائمها".
ورأت أن "وجودنا الإستشاري العسكري في سورية جاء بطلب من الحكومة السورية الشرعية".
وذكرت أنه "كون المبعوث الأميركي عمل سابقا في لبنان، يعلم جيدا كيف وقفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب لبنان، حكومة وشعبا، في مسعاه الى تحرير أراضيه عندما كانت ترزح أجزاء كبيرة منها تحت نير الإحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي كانت (تقف) أميركا متفرجة، وداعمة للكيان الصهيوني، فالحرص على الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله وعزته وكرامته لا يكون من خلال التغاضي عن التهديدات الإسرائيلية المتكررة للبنان".
ورأت السفارة الإيرانية أن "لبنان أصبح بفضل قيادته الحكيمة وحكومته وشعبه وجيشه ومقاومته المسؤولة، رقما صعبا في المعادلات الإقليمية بحيث لا يسمح لأي طرف بأن يملي عليه القرارات الخاطئة".
وأكدت أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية "وفي إطار العلاقات الثنائية مع الحكومة اللبنانية والتعاون المشروع مع كل الأحزاب والتيارات السياسية والإجتماعية، تواصل دورها لتكريس الإستقرار والأمن في لبنان... ولن تدخر جهدا لأي تعاون مع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني والمقاومة المفتخرة".
أما السفير فيروزنيا فقال بعد لقائه الحريري أنه بحث معه "العلاقات الثنائية والتطورات الاقليمية، ونحن ندعم كل الجهود الرامية الى التسريع في تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة برئاسة الرئيس الحريري، ونأمل ان تبصر النور في أسرع وقت". وشدد على "توثيق العلاقات السياسية والاقتصادية والامنية، ولطالما تعاونا مع الدولة اللبنانية سابقا وحاليا الاتجاه الذي يرسخ الهدوء والامن والاستقرار في البلد". ورأى أن الولايات المتحدة الاميركية تروج لنفسها على انها دولة غيورة على مصلحة هذه المنطقة وشعوبها، وهذا المنطق لا يصدقه أحد"، مشيرا إلى أن "الإدارة الحالية لطالما نقضت الكثير من التعهدات والالتزامات الدولية". وقال إن دول المنطقة "تدفع اثمانا باهظة نتيجة السياسات الأميركية الخاطئة، خاصة في ظل حكم الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب". واعتبر أن "الظرف الامثل لهذه المنطقة ، ليس فقط عندما تسحب الولايات المتحدة الاميركية قواتها العسكرية من الأراضي السورية، بل أن تلملم نفسها وتخرج بشكل نهائي من كل هذه المنطقة، وأن تكف عن الدعم المطلق للكيان الصهيوني المحتل".
وإذ تحدث عن وقوف بلاده إلى جانب دول المنطقة رأى أن "شعوبها تعرف الوقائع والحيثيات بشكل جيد، وتدرك حقيقة التصرفات والنوايا الاميركية المبيتة لدول وشعوب المنطقة وهذا يجعلها لا تراهن على هذا الفرس الخاسر".
وحين سئل كيف ستساعد إيران لبنان على التسريع في تشكيل الحكومة لان البعض يعتبر أنكم تاخذون الحكومة رهينة في صراعكم مع الولايات المتحدة، أجاب: "اعلنت اكثر من مرة والجمهورية الإسلامية الايرانية تؤكد ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ،ولا اعتقد انه ينبغي ربط هذه المسألة بالعوامل الخارجية". | |
|