التاريخ: كانون ثاني ٥, ٢٠١٩
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
رغم عامين على تحريرها... شعارات «داعش» ما زالت تغزو شوارع سرت الليبية
القاهرة: جمال جوهر
رغم مرور عامين على تحرير سرت الليبية من تنظيم داعش، فإن آثار «دولته المزعومة» لا تزال موجودة في شوارع المدينة، وعلى واجهات محالها، مع أن قوة أمنية تشن حملة لإزالة بعضها، في وقت رصدت فيه مركبات للتنظيم، أمس، تحوم على أطراف سرت، المطلة على ساحل البحر الأبيض.

وعبر كثير من مواطني سرت عن غضبهم لبقاء الأسماء والأختام التي وضعها «داعش» على واجهات بنايات، كان قد اتخذها مقاراً «لدولته»، على وضعها حتى الآن، منذ أن طردته قوات عملية «البنيان المرصوص»، التابعة لحكومة الوفاق الوطني، من المدينة في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2016، مشيرين إلى أن «المنازل المهدمة التي استغلها التنظيم ما تزال على وضعها منذ هزيمة (داعش)، والحكومة لم تعوّض الأهالي عن خسائرهم».

وقسم التنظيم الإرهابي، الذي كان يؤسس لدولة مزعومة في ليبيا، بعض البنايات هناك إلى «دواوين للحكم»، وأطلق عليها عدة أسماء، أبرزها: «ديوان التسليح العام»، و«الجند والعسكري العام»، و«الهجرة والحدود». ومع ذلك، لم تقم الأجهزة المحلية في المدينة بمحوها طوال العامين الماضيين.

وقال سالم الأميل، الناطق باسم وحدة نزع الألغام بسرت، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أطل علينا عام 2019 وأختام (داعش) ما تزال موجودة على واجهات المحال في الشوارع، رغم التنبيه بضرورة إزالة هذه الآثار»، مشيراً إلى أن «قوة حماية وتأمين سرت قامت، بالتعاون مع بعض الأجهزة، بإزالة بعض من هذه الأختام» مساء أول من أمس.

بدوره، قال الشاب الليبي سليمان الرويدي إن «كثيراً من المنازل والأسواق التجارية تحمل شعارات «داعش»، ولم تتم إزالتها بعد»، لافتاً إلى أن بعض البنايات التي دمرت في الحرب على التنظيم تحتاج للصيانة، والبعض الآخر للبناء».

وأضاف الرويدي أن «الحكومة لا تفي بوعودها بتعويض أصحاب المنازل المتضررة، وقد دفعتهم للاحتجاج أكثر من مرة»، منوهاً بأن التنظيم يتربص بالليبيين، سواء على أطراف سرت أو في جنوب البلاد.

كان عشرات المواطنين في سرت قد نظموا وقفة احتجاجية نهاية الأسبوع الماضي، للتنديد بما سموه «إهمال الحكومة لمطالبهم، والبطء في منحهم تعويضاتهم لإعادة بناء منازلهم المهدمة»، محذرين من أنهم سيضطرون إلى إغلاق الطريق الساحلي، ومحطة الخليج البخارية، ووقف خط الغاز الذي يمر من المدينة، حال تجاهل مطالبهم.

ومن وقت إلى آخر، يظهر التنظيم على أطراف مدينة سرت، فينصب أكمنة ليلية لتفتيش المارة، والتعرف على هويتهم، قبل أن يغادر مواقعه إلى الحدود الصحراوية، مخلفاً وراءه حالة من الذعر بين المواطنين.

وأضاف الأميل لـ«الشرق الأوسط» أمس: «تلقينا معلومات عن تجول سيارات تابعة لـ(داعش) جنوب سرت متجهة إلى شرق البلاد».

وتوعد فتحي باش آغا، وزير الداخلية في حكومة الوفاق، بـ«محاربة الإرهاب أينما وجد»، وشدد في حفل تخريج الدفعة الثانية للتدريب التخصصي في قيادة وصيانة الزوارق البحرية، أول من أمس، على ضرورة «تكاتف جميع الجهود الأمنية للقضاء على الإرهاب، والسير قدماً بالأداء الأمني، من خلال إقامة كثير من دورات التدريب والتأهيل، مع ضرورة الاستفادة من جميع البرامج التدريبية في الداخل والخارج».

ومع نهايات العام الماضي، كثف التنظيم «الإرهابي» من عملياته الانتقامية وسط وجنوب ليبيا، مخلفاً قتلى وجرحى. لكن قوات الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، وجهت ضربة لفلوله بمحيط منطقة غدوة، 70 كيلومتراً جنوب سبها، فقتلت عدداً من عناصره، وحررت 20 مخطوفاً.