|
|
التاريخ: كانون ثاني ٥, ٢٠١٩ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
غارات على جنوب إدلب... واقتتال الفصائل يحتدم غرب حلب |
بيروت - عمان - لندن: «الشرق الأوسط»
هزت انفجارات الريف الجنوبي لإدلب وسط استمرار الاقتتال بين فصائل معارضة و«هيئة تحرير الشام» التي تضم «فتح الشام» (النصرة سابقا) في أرياف إدلب وحماة وحلب.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «هزت عدة انفجارات فجر الجمعة القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، ناجمة عن ضربات جوية نفذتها طائرات حربية، حيث استهدفت بغارة مناطق في بلدة التمانعة، وبغارتين اثنتين مزرعة المنظار بأطراف مدينة خان شيخون، الأمر الذي تسبب بسقوط جرحى، فيما تأتي الضربات هذه بعد أيام قليلة على ضربات جوية أخرى استهدفت القطاع الغربي من محافظة إدلب»، إذ كان «المرصد» أشار إلى انفجارات عدة بالقطاع الغربي من ريف إدلب بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، ناجمة عن استهداف طائرات حربية أماكن في بلدتي مرعند والزعينية بريف مدينة جسر الشغور الغربي غرب محافظة إدلب، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات استهدفت مقرات سابقة للفصائل في المنطقة، وسط معلومات أولية عن خسائر بشرية.
وكانت الغارات هي الأولى التي يستهدف فيها الطيران محافظة إدلب منذ اتفاق المنطقة منزوعة السلاح، المطبق منذ الـ17 من سبتمبر (أيلول) باتفاق ثنائي بين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، كما تعد هذه الضربات اليوم على ريف إدلب الجنوبي، هي الثالثة من نوعها ضمن مناطق اتفاق بوتين - إردوغان، بعد الاستهداف الجوي على ضواحي حلب الغربية في الـ25 من نوفمبر (تشرين الثاني).
وسيطرت «هيئة تحرير الشام»، الجمعة، على أبرز معاقل حركة «نور الدين الزنكي» في ريف حلب الغربي، وهي بلدة «عنجارة». وقالت «شبكة إباء» التابعة لـ«الهيئة»: إن «(تحرير الشام) دخلت بلدة (عين جارة) بريف حلب الغربي المعقل الرئيسي لحركة (الزنكي)، بعد اتفاق مع أهالي البلدة».
وفي ذات السياق، ذكر قادة في «الهيئة»، أن «تحرير الشام» سيطرت بالكامل على البلدة، وبالتالي فتحت الطريق الواصل من ريف حلب الغربي إلى ريف حلب الشمالي عندان وما حولها، بحسب «الدرر الشامية».
من جانبها، لم تعلق «الزنكي» حتى الآن على ما أعلنته «تحرير الشام» من السيطرة على بلدة «عنجارة» أبرز معاقل الحركة.
يشار إلى أن بلدة عنجارة تعتبر أبرز المناطق التي كانت تحت سيطرة حركة «الزنكي».
وقال مسلحون من المعارضة السورية وسكان إن اشتباكات بين فصائل معارضة متناحرة احتدمت في شمال غربي سوريا في أحدث مواجهات بين خصوم الرئيس السوري بشار الأسد.
وطالما عصف الاقتتال بالمعارضة المسلحة في سوريا منذ بدء الانتفاضة على الأسد في عام 2011. وساعدت المعارك بين الفصائل المتناحرة الرئيس السوري، مع حلفائه الإيرانيين والروس، على استعادة الكثير من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.
وقال مقاتلون من المعارضة المسلحة وسكان لـ«رويترز» عبر الهاتف إن هيئة تحرير الشام، التي كانت تنتمي لتنظيم القاعدة في السابق، شنت هجوما يوم الثلاثاء على بلدات خاضعة لسيطرة حركة نور الدين زنكي المنضوية تحت لواء الجبهة الوطنية للتحرير.
وقالت الجماعة الإسلامية، التي انتزعت السيطرة الأربعاء على مدينة دارة عزة في محافظة حلب، إن الهجوم رد على كمين أدى إلى مقتل خمسة من مقاتليها. وألقت باللوم على حركة نور الدين زنكي.
وتفصل الخلافات الأيديولوجية المقاتلين الإسلاميين المتشددين عن جماعات وطنية في الجيش السوري الحر تجمعت تحت لواء الجبهة الوطنية للتحرير التي حصلت على دعم تركيا.
وقال مصدر بالمعارضة إن انتزاع السيطرة على مدينة دارة عزة سيعزز موقف الجماعة الإسلامية في محادثات سرية مع تركيا التي لها وجود عسكري قوي في المنطقة الشمالية وتريد تشديد قبضتها على المنطقة لتأمين حدودها.
وذكر دبلوماسي غربي كبير يتابع الشأن السوري عن كثب وطلب عدم نشر اسمه أن هدف المتشددين الإسلاميين هو خلق ممر من الأراضي في المناطق التي يسيطرون عليها شمالي إدلب قرب الحدود التركية إلى معاقل في ريف حلب.
وفي تصاعد للاقتتال، قال سكان ومقاتلون من المعارضة إن قوات الجبهة الوطنية للتحرير هاجمت معاقل ونقاط تفتيش لهيئة تحرير الشام في محافظة إدلب.
وقالت الجبهة الوطنية للتحرير في بيان «نحمل هيئة تحرير الشام مسؤولية كافة التبعات الخطيرة والكارثية التي سوف تترتب على تصعيدها الأخير في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد وندعو عقلاءهم إلى إيقاف القتال والحفاظ على ما تبقى من الثورة».
وأفاد سكان بأن الجبهة الوطنية للتحرير لم تحقق تقدما يذكر في طرد الإسلاميين من سراقب وهي إحدى المدن الرئيسية الخاضعة لسيطرتهم في محافظة إدلب.
لكن المخاوف زادت من أن القتال، الذي كان بعيدا عن المناطق المدنية بشكل كبير حتى الآن، قد يمتد إلى مناطق مكتظة بالسكان.
وقال مقاتلو معارضة إن عشرات سقطوا قتلى وأو جرحى حتى الآن. ورغم أن الإسلاميين أقل عددا من الجبهة الوطنية للتحرير فإنهم أكبر جماعة في إدلب ويسيطرون فعليا على معظم المحافظة وهي آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة.
ونظم عشرات المدنيين في مدينة معرة النعمان، الخاضعة لسيطرة الجبهة الوطنية للتحرير، مسيرة ضد تحرير الشام يوم الأربعاء واتهموا الجماعة وزعيمها أبو محمد الجولاني بخدمة الأسد بالهجوم الأخير.
وامتدت الاشتباكات بين فصائل المعارضة إلى أطمة وهي بلدة على حدود محافظة إدلب مع تركيا. وتضم البلدة الآن عشرات آلاف السوريين الذين نزحوا خلال سنوات الحرب والذين يعيشون في خيام مؤقتة.
وقال أحد السكان في المخيم ويدعى عبد العزيز يونس لـ«رويترز» إن عدة مدنيين قتلوا عندما تبادل مسلحو المعارضة القصف. |
|