التاريخ: كانون الأول ٢٤, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
تعزيزات للنظام ولقوات روسية نحو ريف دير الزور الشرقي
لندن: «الشرق الأوسط»
تشهد الأراضي السورية تحركات واسعة بين القوات العاملة على الأرض التي تتسابق لملء الفراغ الذي سيخلّفه انسحاب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا، بحسب ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس.

وتحدث موقع «دير الزور 24»، الذي تشرف عليه مجموعة من الناشطين في شرق سوريا، عن وصول تعزيزات روسية جديدة إلى حي الحويقة في مدينة دير الزور، بالإضافة إلى تعزيزات أخرى وصلت إلى المدينة الرياضية، بالقرب من مشفى الأسد عند المدخل الجنوبي لمدينة دير الزور.

ووصل رتل عسكري روسي مدعوم بآليات ومنازل متنقلة إلى البادية السورية، وتحديداً منطقة ظاظا جنوب شرقي البلاد، في تحرك اعتبر مقدمة لإنشاء تمركز أو قاعدة عسكرية في المنطقة التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن قاعدة التنف، الواقعة قرب الحدود العراقية والأردنية، وتضم قوات أميركية وبريطانية وعناصر من المعارضة المسلحة المدعومة من التحالف الدولي.

وتأتي أهمية المنطقة من موقعها الرابط بشكل مباشر بين البادية السورية ومدن وبلدات القلمون الشرقي، بالإضافة إلى محاذاتها الطريق الدولي بين دمشق وبغداد.

وقال الصحافي في شبكة «فرات بوست» السوري صهيب جابر، لـ«سكاي نيوز عربية»، إن التحرك الروسي انطلق من مطار دير الزور العسكري، وشمل أيضا إرسال رتلين عسكريين، أحدهما إلى مدينة البوكمال، والآخر إلى مدينة الميادين في دير الزور، في إطار ترتيبات عسكرية جديدة تهدف إلى التمركز محل ميليشيات إيرانية في المنطقة.

وبالتوازي، شهدت بلدتا خشام ومراط (شرقي دير الزور) وجوداً مكثفاً للقوات الروسية، بحسب وسائل إعلام محلية، ذكرت أن وحدات من الجيش السوري توجهت نحو ريف دير الزور الشرقي لبدء عملية عسكرية في شرقي سوريا. وقال موقع «أوقات الشام الإخبارية» إن الجيش السوري سحب جزءاً من قواته من محيط محافظة إدلب باتجاه المنطقة الشرقية.

من جهته، ذكر المكتب الإعلامي لقوات الطراميح التابع لـ«قوات النمر» في الجيش السوري، أن «فوج الطراميح» تلقى إشعارات بالتوجه من جبهات ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي إلى دير الزور. وأشار المكتب إلى أن سحب القوات يأتي لبدء عملية عسكرية شرق الفرات، ضد تنظيم داعش الذي ينتشر في جيوب بالمنطقة.

وذكر مصدر عسكري سوري لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أن حشوداً عسكرية مسلحة بعربات المدفعية والدبابات وحاملات الجنود وسيارات دفع رباعي، بدأت بالوصول تباعاً إلى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، شمال شرقي سوريا على الضفة الجنوبية لنهر الفرات.

كما تحدث موقع «فرات بوست» عن إرسال ميليشيا الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني، الموجودة في مدينة البوكمال وريفها، تعزيزات عسكرية إلى ريف الرقة الغربي وريف دير الزور الغربي «شامية».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر، نقلاً عن عدد من المصادر الموثوقة، أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى ريف دير الزور الشرقي، وأن قوات النظام وحلفاءها استقدمت الآلاف من عناصرها والمسلحين الموالين لها إلى غرب نهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، قبالة الجيب الأخير لتنظيم داعش، الواقع عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وأضاف أن القوات هذه تمركزت في أهم مدينتين على طريق طهران – بيروت، وهما مدينة البوكمال ومدينة الميادين، اللتان تسيطر عليهما القوات الإيرانية و«حزب الله» اللبناني والميليشيات العسكرية العراقية والإيرانية والأفغانية والآسيوية.

وأكدت المصادر، أن مئات العناصر ومن ضمنها «قوات النمر» التي كان يجري قبل أسابيع التحضير لتسريح 8 آلاف منهم، جرى نقلهم برفقة معدات عسكرية وعتاد وذخيرة وأسلحة ثقيلة، وسط ترقب لعملية عسكرية قد تشنها قوات النظام في المنطقة للسيطرة على أجزاء منها.