| | التاريخ: كانون الأول ٢١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | نواب "التشاوري" يتبنون مرشح عون بعد تدخل "حزب الله" والساعات المقبلة تحسم ما تبقى من حقائب الحكومة | بيروت - "الحياة"
هل قضي الأمر وتعلن الحكومة اللبنانية الجديدة اليوم؟
إذا لم يطرأ ما يؤجل الأمر إلى الغد، في اللحظة الأخيرة، في حال تبين أن اللمسات الأخيرة على تركيبتها، والتي تواصلت حتى ليل أمس في شأن توزيع حقيبتين أو ثلاث حقائب وزارية جرى البحث في تبديلها بين وزيرين أو ثلاثة تحتاج إلى جهد إضافي، فإن بعض الأوساط التي تابعت تفاصيل مداولات آخر الليل أشارت ل"الحياة" إلى احتمال إصدار المراسيم مساء اليوم.
فبعد تجاذب بدا أن الكثير منه مفتعل لتأخير ولادتها، واستخدمت فيه حجج مصطنعة حول الأحجام والأوزان في تمثيل الكتل النيابية، فُك أسر حكومة الرئيس سعد الحريري، الذي كان مقصودا إبلاغه رسالة مكتوبة منذ أشهر، بأن مهمته ستكون معبدة بالأشواك والمطبات، لغايات إقليمية ومحلية، متصلة بالصراع الدائر في المنطقة على النفوذ والإمساك بقرارات الدول، لبنان أحد ميادينه.
وغرّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على حسابه عبر "تويتر" باللغة العربية، قائلا: "فرنسا تعمل على ضمان استقرار لبنان واستقلاله". وأعلن أنّه أجرى محادثات مع الرئيسين عون والحريري، آملاً تشكيل حكومة لبنانية في أقرب وقت من أجل تعزيز التعاون بين البلدين".
وكان وزير المال علي حسن خليل قال بعد لقائه الحريري أمس إن "ولادة الحكومة قريبة جدا، أقرب من لمح البصر. والبيان الوزاري هناك تفاهم بشأنه سيكون على قاعدة البيان الوزاري للحكومة السابقة مع بعض الإضافات التي لها علاقة بإصلاحات مؤتمر"سيدر".
كما بشر الأمين العام لحزب "الطاشناق" النائب هاغوب بقرادونيان بعد اجتماعه إلى الحريري، ب "أننا متأكدون ونزف الى الشعب اللبناني اننا وصلنا الى اللحظات الاخيرة، ولا نعتقد انه بقي هناك اي تفصيل حتى نتأخر باستقبال الحكومة الجديدة مع استقبال السنة الجديدة وغدا او بعد غد سيكون لدينا حكومة جديدة".
وانتهى سيناريو الإخراج الذي كلف به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من أجل حلحلة العقدة الأخيرة المتعلقة بمطلب "حزب الله" تمثيل النواب الستة حلفاءه، بأن يتبنى نواب "اللقاء التشاوري" الإسم الذي وقع الخيار عليه كحل وسط، من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بدلا من الأسماء التي كان طرحها ، وهو جواد عدرة، بعد أن كانوا اختلفوا أول من أمس لأن إسمه لم يكن واردا في اللائحة التي تقدموا بها.
واقتضى الأمر أن يجتمع المعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" حسين الخليل ليل أول من أمس، إلى النواب السنة المعترضين على تسمية عدرة، لإقناعهم بأن اقتراح إسمه من قبل عضو كتلة الرئيس نبيه بري النائب قاسم هاشم، لم يكن عن عبث، فعاد المعترضون ووافقوا على تبنيه. ورجحت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن يكون إسم عدرة جاء بإيحاء من فريق الرئيس عون فجرى طرحه عبر النائب هاشم، تسهيلا لولادة الحكومة. فعدرا بديل عن مرشح عون لأحد المقاعد الوزارية السنية (فادي العسلي)، وبالتالي من الطبيعي مراعاة تفضيله لعدرا حتى لو كان سيمثل النواب الستة.
ودفعت وساطة الحزب وتطمينه بأن عدرة سيمثل النواب الستة، عضو "اللقاء التشاوري" النائب جهاد عبد الصمد إلى القول أنّ عدرا "هو أحد الأسماء التي طرحها اللقاء التشاوري وفق التسوية وإذا كان عدرا هو صاحب الحظ السعيد فسيكون هو وزير اللقاء التشاوري".
كما أصدر مكتب النائب فيصل كرامي بيانا أكد أن اللقاء التشاوري اختار عدداً من الاسماء من بينها جواد عدرة ... وأي إسم يتم اختياره من قبل فخامة الرئيس من هذه الأسماء سيكون ممثلا للقاء التشاوري حصرا في حكومة الوحدة الوطنية". وسييجتمع أعضاء اللقاء اليوم صباحا لتكريس تفاهمهم بعد خلافات عصفت بهم نتيجة بروز إسم عدرا.
في موازاة ذلك علمت "الحياة" أن اتصالات الساعات الأخيرة ولقاءات عدة عقدت من أجل الانتهاء من توزيع الحقائب دارت على النقاط الآتية:
- في الوقت الذي فهم من كلام الصمد وكرامي أن عدرة يمثل "التشاوري" ويعود إليه في التصويت داخل مجلس الوزراء، فإن فريق الرئيس عون يعتبر أن عدرة يفترض أن يكون إلى جانبه وإلى جانب وزراء "التيار الوطني الحر". وتردد أن هذا كان موضوع اجتماع بين اللواء ابراهيم ورئيس"التيار" الوزير جبران باسيل مساء أمس.
- أن حصة رئيس المكلف سعد الحريري بالحقائب الوزارية هي الأقل إذ اقتصرت على حقائب الداخلية (تردد إسم محمد مكاوي مع إمكان تسمية غيره) والاتصالات (محمد شقير) والتنمية الإدارية يبقى له وزيري دولة من حصة الستة،بمن فيهم هو، بينما لكل من الفرقاء الآخرين وزير دولة واحد. وقال مصدر وزاري من غير فريق الحريري ل"الحياة" إن رئيس الحكومة أكثر الذين ضحوا من أجل ولادة الحكومة. وتردد أن بحثا جرى بإمكان حصول أحد وزراء الحريري على حقيبة رابعة، والأمر كان مدار بحث بينه وبين الرئيس عون، سيتواصل اليوم.
- أن من حصة الرئيس نبيه بري وزارة الإعلام التي لا يحبذها ويطالب باستبدالها، وسط تأكيد مصادر مطلعة ل"الحياة" أن الأمر ليس عقدة.
إلا أن مصدرا منغمسا باتصالات التأليف قال ل"الحياة" ليلا أن كل هذه النقاط "غير جدية ولن تقف عثرة أمام إعلان الحكومة بين اليوم والغد فالأمور لم تعد تحتمل التأخير".
ورجحت مصادر مقربة من الرئاسة، أن تبصر الحكومة النور عصر اليوم، "، وقالت: "إن عقارب ساعة ولادة الحكومة تسير بسرعة، ولم يعد يفصلنا عن صدور المراسيم سوى هذه الليلة (أمس، ليلة الخميس - الجمعة). ومع أن أي موعد لم يكن قد تحدد ليل أمس لزيارة نواب "اللقاء التشاوري" القصر الجمهوري اليوم، فإن المصادر إياها توقعت رجحت أيضا أن تتم الزبارة اليوم وفق اخراج، للقائهم مع الرئيس الحريري، برعاية الرئيس عون في اطار مبادرة خماسية البنود تولى اللواء ابراهيم تنفيذها بتكليف واشراف من رئيس الجمهورية".
ومن اتصالات "الحياة" مع مصادر متعددة أمكن رسم صورة تقريبية للتشكيلة الحكومية كالآتي:
"المستقبل" وحلفائه 6 وزراء: محمد شقير للاتصالات، محمد مكاوي للداخلية، (مع ترددت معلومات ليلا عن إمكان استبداله)، مصطفى علوش وزير دولة، الخبير الاقتصادي عادل أفيوني (واختياره جاء باقتراح من الرئيس نجيب ميقاتي) يصبحون 5 سنة مع الحريري، وفيوليت خير الله الصفدي زوجة الوزير السابق محمد الصفدي عن الروم الأرثوذكس.
الرئيس عون و"تكتل لبنان القوي": جبران باسيل للخارجية، بيار رفول وزير دولة للرئاسة، ابراهيم كنعان للعدل والثلاثة من الطائفة المارونية، الياس بوصعب للدفاع وداليا داغر للإعلام وكلاها من الطائفة الأرثوكسية، وندى البستاني من الطائفة الكاثوليكية. جواد عدرة من الطائفة السنية وسيكون محسوبا على الرئاسة والنواب السنة حلفاء "حزب الله"، وصالح الغريب وزير دولة وهو الدرزي المحسوب على حصة الرئاسة والنائب طلال أرسلان العضو في التكتل، وأواديس كيدنيان عن الأرمن الأورثوذكس ممثلا "الطاشناق" العضو في التكتل أيضا. يضاف إليهم وزير كاثوليكي.
"القوات اللبنانية": غسان حاصباني نائبا لرئيس الحكومة ووزيرا للشؤون الاجتماعية، عن الأرثوذكس، كميل أبوسليمان للعمل، مي شدياق للثقافة، وكلاهما عن الطائفة المارونية، ريشار قيومجيان عن الأرمن.
حركة "أمل": علي حسن خليل للمالية، وسيم منصوري للزراعة، وحسن اللقيس للإعلام، يمثلون نصف حصة الطائفة الشيعية.
"حزب الله": الدكتور محمد جبق للصحة، محمود قماطي للشباب والرياضة،ومحمد فنيش وزير دولة،ويمثلون الطائفة الشيعية.
الحزب "التقدمي الاشتراكي": أكرم شهيب للتربية، وائل أبو فاعور للصناعة، عن الطائفة الدرزية.
"المردة": يوسف فنيانوس للأشغال والنقل، عن الطائفة المارونية.
وفد "اللقاء الديموقراطي" و"التقدمي" زار جعجع
شهيب: نتمنى ان يكون الوحي الحكومي قد نزل
في إطار الجولة التي يقوم بها على المرجعيات السياسية من أجل عرض الورقة الاقتصادية التي أعدها لإنقاذ الوضع المالي والاقتصادي في لبنان
زار وفد من "اللقاء الديموقراطي" و"الحزب التقدمي الإشتراكي"، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب.
وضم الوفد النواب: أكرم شهيب، هادي أبو الحسن، هنري الحلو، بلال عبد الله، أمين السر العام في الحزب "الإشتراكي" ظافر ناصر، عضو مجلس القيادة محمد بصبوص، مستشار النائب تيمور جنبلاط، حسام حرب، في حضور النائب شوقي الدكاش، النائب السابق أنطوان زهرا، الأمينة العامة لـ"القوات" شانتال سركيس، ورئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور.
وأثر اللقاء الذي دام قرابة الساعة، قال شهيب باسم الوفد: "إن مسارنا مع حزب القوات هو مسار غني منذ المصالحة التاريخية في الجبل إلى الإنتخابات النيابية التي خضناها سوية في مناطقنا إلى المواقف المشتركة في مجلس النواب والحكومة والشق الإجتماعي الإنساني الذي نعيشه في البلاد، فنحن ناضلنا سوية، وسنستمر سوية ومع معظم القوى الفاعلة المهتمة بالملفات الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية التي تهمنا والقوات".
ووضع الشهيب الزيارة "في إطار تقديم الأفكار التي طرحها الحزب في الورقة الإقتصادية، وهي عبارة عن إجراءات لخفض العجز المالي في الدولة بعد المرحلة التي مر البلد فيها، وهي تبدأ بترشيد الإنفاق ووقف التوظيف والحد من التهريب، كما الحد من الفساد في البداية من أجل الوصول إلى القضاء عليه لاحقا".
وهنأ شهيب جميع اللبنانيين بمناسبة الأعياد، وقال: "قدمنا التهنئة إلى حزب القوات ورئيسه، ونقلنا مشاعر الإحترام التي يكنها له رئيس اللقاء النائب تيمور جنبلاط".
وتمنى "أن تكون السنة المقبلة مليئة بالخير، الذي يبدأ بالعودة إلى المؤسسات وحفظها، ووقف الهدر من أجل تعزيز دور هذه المؤسسات على كل الأراضي اللبنانية، كما بإيجاد فرص عمل للشباب وبإقتصاد يحمي الشعب اللبناني"، وقال: "نحن على أبواب تأليف حكومة، وهذا أمر مهم جدا، إلا أن الإئتلاف والعمل الجاد داخلها هو المطلب الأساس لكل الشعب اللبناني من أجل الوصول إلى تجاوز تحديات الداخل وخطر الجوع الذي يهدد بدخول كل بيت".
وعما إذا كانت ولادة الحكومة قريبة، قال: "نحن لسنا من الذين يطبخون الحكومات، إلا أننا بحسب ما نراه نتمنى أن يكون الوحي قد نزل لتكون ولادة الحكومة عيدية لجميع اللبنانيين". ولفت إلى أن "الأوراق الإقتصادية مهمة جدا، إلا أن الأهم هو تنفيذها، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه من دون إصلاحات جوهرية"، وقال: "لذلك، نحن بحاجة إلى تشريع جديد والقيام بالرقابة المطلوبة لهذه الإصلاحات، ونأمل أن يتم هذا الأمر على المستويات كافة إن في مجلس النواب أو في الحكومة الجديدة". وأكد أن "المساعدات الخارجية تشترط الإصلاحات. كما أن الشعب اللبناني يطالب به، ويجب أن يكون على هذه الإصلاحات رقابة. ولذلك، يجب أن تتآزر كل القوى اللبنانية لكي نصل إلى وقف الفساد".
| |
|