|
|
التاريخ: كانون الأول ٢٠, ٢٠١٨ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
زيارة مفاجئة للسراج تؤدي إلى فتح حقل «الشرارة» النفطي |
القاهرة: خالد محمود
بينما دخلت الولايات المتحدة، أمس، على خط أزمة استمرار إغلاق حقل «الشرارة» النفطي، أحد أكبر الحقول النفطية في ليبيا، زار فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، أمس، الحقل بشكل مفاجئ قصد إقناع المسؤولين عن إغلاقه بالعدول عن موقفهم، وسط تقارير تفيد بإعادة تشغيله، أمس.
وفيما كشف أحمد معيتيق، نائب السراج، عما وصفه بأنه «بداية انفراج أزمة إغلاق الحقل النفطي»، في بيان مقتضب وزعته أمس إدارة التواصل والإعلام بحكومة السراج، نقلت «بوابة الوسط» عن الرائد صالح محمد، الناطق باسم الكتيبة «30 مشاة خفيف»، إعادة فتح حقل «الشرارة» النفطي، مساء أمس، وتسوية الأزمة التي تسببت في إغلاق الحقل ووقف الإنتاج، ومن بينها رواتب عناصر الحماية.
وعلى الرغم من تحذيرات مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، من خطورة الاستجابة لمطالب المحتجين، وعدم دفع أي رشى مالية لهم لإعادة فتح الحقل المغلق منذ الأسبوع الماضي، وصل السراج أمس جواً على رأس وفد رسمي رفيع المستوى إلى الحقل، في زيارة لم يسبق الإعلان عنها، وتعد هي الأولى من نوعها له إلى المنطقة منذ اندلاع هذه الأزمة.
واجتمع السراج الذي كان مرفوقاً بعدد من وزرائه ونواب الجنوب ومدير الشركة العامة للكهرباء، مع ممثلين عن حراك غضب فزان، وقادة من الكتيبة 30 مشاة، التابعة لحرس المنشآت النفطية، الذين أغلقوا حقل «الشرارة» احتجاجاً على سوء الأوضاع في الجنوب. وقالت مصادر حكومية إن السراج طالب بإعادة فتح الحقل المغلق على الفور بهدف تفادي الخسائر المادية التي ستترتب على ذلك، بينما قال بشير الشيخ، منسق حراك غضب فزان، في تصريحات تلفزيونية، إنه لن يتم فض الاعتصام وإعادة فتح حقلي «الشرارة» و«الفيل» إلا بعد تنفيذ المطالب العشرة للحراك، ودعا في المقابل حكومة السراج إلى إثبات حسن النية.
بدوره، قال معاون آمر الكتيبة «30 مشاة» علي الحسيني، في تصريحات تلفزيونية، أمس: «طالبنا السراج بتوفير الإمكانيات لأداء عملنا، ومستمرون في تأمين حقل (الشرارة)». وقبل ساعات من هذه الزيارة، أصدر السراج في بيان له مساء أول من أمس، «قرارات وتوصيات تستهدف تفعيل مؤسسات الدولة الأمنية والاقتصادية، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في المنطقة الجنوبية». وأعلن السراج في بيان وزعه مكتبه «أنه تم تخصيص 120 مليون دينار للمشاريع الخدمية العاجلة، بالإضافة إلى تخصيص ترتيبات مالية استثنائية بمبلغ مليار دينار لمشاريع تنموية، وتطوير الجنوب لتنطلق مطلع العام المقبل». وأضاف السراج أن «المنطقة الجنوبية واجهت إهمالاً على مدار عقود، لذلك نتفهم دوافع حراك غضب فزان، الذي انطلق ليعبر عن المطالب المشروعة لأبناء الجنوب. إلا أننا لا نقرّ أبداً أن يتم تهديد أي مصدر لقوت الليبيين، أو مرافق البلاد الحيوية».
وسبق للسراج أن أكد خلال اجتماعه مساء أول من أمس، مع عدد من ممثلي الجنوب الليبي في مجلس النواب، والهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، أنه «يتابع وبصفة يومية تطورات الأوضاع في المنطقة، نظراً إلى ما تمثله من أهمية بالغة في تحقيق الأمن والاستقرار في كامل البلاد».
وحراك «غضب فزان» عبارة عن تجمع مدني من شباب الجنوب الليبي، له مطالب خاصة بجنوب البلاد، وفي مقدمتها توفير فرص العمل، وتوفير الوقود والمخصصات المالية لمناطقهم. وكانت المؤسسة الوطنية للنفط قد أعلنت الأسبوع الماضي حالة «القوة القاهرة» في حقل «الشرارة» النفطي، ورفضت دفع أي فدية مالية من أجل فتحه، إذ تعتبر هذه الحالة بمثابة حماية يوفرها القانون بمواجهة الالتزامات والمسؤولية القانونية الناشئة عن توقف أداء العقود النفطية، نتيجة أحداث خارجة عن سيطرة أطراف التعاقد.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان مقتضب عبر «تويتر» أن الولايات المتحدة تواصل مراقبة الوضع في حقل «الشرارة» النفطي، وأكدت دعوة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إلى الانسحاب الفوري وغير المشروط للعناصر المسلحة في المنطقة، معتبرة أن هذا بمثابة أمر حاسم للسماح بإنتاج النفط لصالح جميع الليبيين. ودعت الوزارة جميع الأطراف إلى حل القضايا من خلال الحوار البناء والوسائل السلمية بروح التوافق، وليس من خلال التهديد بالعنف.
في سياق آخر، أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، أنها حققت أمس انتصاراً مهماً ضد الجماعات الإرهابية والمسلحة، التي كانت تحتشد في منطقة السدادة شبه الصحراوية بالقرب من مدينة مصراتة، الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس.
وقالت مصادر عسكرية إن طائرات حربية تابعة للجيش قصفت مواقع للمسلحين، الذين يُعتقد أنهم خليط من فلول من ميليشيات إبراهيم الجضران، الرئيس السابق لجهاز حرس المنشآت النفطية، وعناصر ما كان يعرف باسم تنظيم «شورى ثوار بنغازي» المتطرف. |
|