| | التاريخ: كانون الأول ٢٠, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | في خطوة مفاجئة ترامب يسحب القوات الأميركية من سورية | موسكو - سامر الياس
تزامناً مع زيادة الحشود التركية لتنفيذ عملية شرق الفرات، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحات مفاجئة حول قرب سحب القوات الأميركية من سورية.
وبعد فشل التوافق على تشكيل اللجنة الدستورية، يقدم المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إحاطته الأخيرة إلى مجلس الأمن اليوم.
وكشفت وسائل إعلام تركية عن حشود إضافية للجيش التركي قرب الحدود مع سورية تمهيداً لعملية في شرق الفرات، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن تدرس سحب كل قواتها من سورية، وبالتزامن قالت وزارة الخارجية الروسية إن وجود القوات الأميركية في سورية أصبح عقبة خطرة أمام التوصل إلى تسوية سلمية، واتهمت واشنطن بالإبقاء على قواتها هناك في صورة غير قانونية.
وفي تغريدة بـ«تويتر» قال ترامب: «هزمنا (داعش) في سورية وكان ذلك السبب الوحيد لوجود قواتنا هناك أثناء فترة رئاستي». وفي وقت سابق قال مسؤولون أميركيون لـ«رويترز» إن الولايات المتحدة تبحث سحب كل قواتها من سورية مع اقترابها من نهاية حملتها لاستعادة كل الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم «داعش»، كما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول عسكري أميركي إن «إدارة ترامب قررت سحب جميع القوات الأميركية من سورية»، وكشف المصدر أن القرار اتخذ يوم الثلثاء، وأن «سحب كل القوات الأميركية من سورية سينفذ في أسرع وقت ممكن»، وذكر أن ترامب أصر على انسحاب فوري، ورفض عرضاً لانسحاب منظم بعد فترة الوقت، لكن مصدراً في وزراة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أكد أنها ستواصل العمل مع شركائنا في المنطقة.
ومعلوم أن قوات سورية الديموقراطية (قسد) تعد الحليف الأكبر للولايات المتحدة في سورية، وتسيطر هذه القوات ذات الغالبية الكردية على نحو ثلث الأراضي السورية الغنية بالنفط والغاز والتي تنتج أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، مثل الحبوب والقطن.
وفي وقت سابق، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن «الوجود غير الشرعي للولايات المتخدة في سورية يتحول عائقاً خطراً في طريق تسوية الأزمة السورية».
وحملت زاخاروفا واشنطن مسؤولية التصعيد على الحدود السورية - التركية، وزادت أن «التلاعبات المستمرة لواشنطن مع الساسة الأكراد ذوي الميول الانفصالية أثارت قلق أنقرة بسبب التهديدات الناجمة عن هذا الأمر بالنسبة إلى الأمن القومي التركي، وحتى الآن لم يتمكن الأميركيون من تبديدها»، وحذرت من «نشوء أزمة حادة بعد أن بلغ تصعيد الأوضاع ذروته في مناطق شرق الفرات وعلى طول الحدود التركية السورية وبعض الأراضي الأخرى التي واجهت أخيراً زحف (داعش)».
وتحتفظ واشنطن بنحو ألفي عسكري في شمال شرقي الفرات ينتشرون مع قوات «قسد»، وقدمت دعماً جوياً وبرياً في محاربة «داعش»، وشيدت بعض المطارات والقواعد العسكرية في مناطق شرق الفرات، إضافة إلى قاعدة التنف قرب المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن.
وفي حال سحب القوات الأميركية فإن الأكراد هم الخاسر الأكبر في ظل استعداد تركيا لعملية عسكرية في شرق الفرات، كما يناقض الانسحاب الأهداف التي حددتها واشنطن سابقاً والقاضية بمنع عودة «داعش» وانسحاب كل القوى الأجنبية، وبخاصة إيران وميليشياتها.
إلى ذلك، من المنتظر أن يقدم دي ميستورا إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن قبل أن تنتقل صلاحياته إلى المبعوث النروجي غير بيدرسون بداية العام المقبل. وبعد اخقاقه في حل عقدة اللجنة الدستورية طوال العام الحالي، قال دي ميستورا إنه «يجب عمل المزيد في الجهود الماراثونية لضمان التوصل إلى الاتفاق اللازم لتشكيل لجنة دستورية موثوقة ومتزنة وتمثل كل الأطراف وذات رئاسة متوازنة... يتم تأسيسها برعاية الأمم المتحدة في جنيف».
وسعى دي ميستورا مدعوماً بموقف المجموعة الصغيرة حول سورية إلى انهاء عمله في الملف السوري بتشكيل اللجنة الدستورية، لكن خلافات مع البلدان الضامنة، وبخاصة إصرار روسيا وإيران منح شخصيات مقربة للنظام 30 مقعداً من مرشحي الثلث الأخير المخصص للمجتمع المدني مقابل 20 للمعارضة عطل التوصل إلى تسمية كامل اللجنة المفترض أن تبلغ 150 عضواً، سمت المعارضة ثلثها، والنظام ثلثها الثاني، وكان مقرراً أن يسمي دي ميستورا الثلث الأخير.
ونقلت صحيفة «كوميرسانت الروسية» عن مصادر شاركت في اجتماع جنيف أن إيران اعترضت على بعض الأسماء، وأن البلدان الضامنة سلمت قائمة لدي ميستورا بأسماء الثلث الأخير لعرضها على الأمين العام للأمم المتحدة وإقرارها. | |
|