التاريخ: كانون الأول ١٣, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
نتانياهو يحذر «حزب الله» من «رد لا يمكنه تخيله» بعد اكتشاف نفق ثالث
القدس - أ ف ب
وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تحذيراً إلى «حزب الله» الثلاثاء من أنه يعرض نفسه لـ»رد لا يمكنه أن يتخيله» إذا شنّ هجوماً على بلاده، بعد إعلان إسرائيل اكتشاف نفق يصل إلى أراضيها من لبنان.

وأدلى نتانياهو بهذا التصريح خلال زيارة إلى شمال إسرائيل برفقة رئيس أركان الجيش، بحسب بيان صادر عن مكتبه. وأعلن الجيش أول من أمس اكتشاف نفق جديد لـ»حزب الله»، هو الثالث منذ عملية أطلقتها الأسبوع الماضي على طول الحدود، ولكن من دون أن تحدد مكان النفق. وكما حدث عندما تحدث عن النفقين الآخرين، قال الجيش إنه لا يشكل «تهديداً وشيكاً» للسكان الاسرائيليين على الحدود. وأكدت اسرائيل أنها وضعت عبوات ناسفة داخل النفق وحذرت أي شخص يدخله من الجانب اللبناني من أنه سيكون معرضاً للخطر.

وبدأت إسرائيل في 5 الجاري عملية لتدمير أنفاق تقول انها لـ»حزب الله»، رصدتها على الجانب الاسرائيلي من الحدود. وقال الجيش الإسرائيلي إن الأنفاق يمكن أن تستخدم لعمليات يشنها «حزب الله» ضد اسرائيل. وفي السنوات الأخيرة، قصفت اسرائيل مرات عدة مواقع في سورية قالت إنها قوافل تنقل أسلحة إلى «حزب الله» ومصالح إيرانية.

ويقوم نتانياهو بحملة تتركز على هذه الأنفاق، ورافق دبلوماسيين في اسرائيل إلى الحدود اللبنانية لمشاهدة الأنفاق، داعياً دولهم إلى معاقبة «حزب الله». وقال أمس: «سنستمر في هذه العملية طالما بقي تهديد أنفاق حزب الله ماثلاً، وإذا ارتكب حزب الله الخطأ الفادح بمهاجمتنا أو معارضة ما نفعله الآن، فسيتلقى رداً لا يمكنه أن يتخيله».

وأشار رئيس الوزراء إلى زيارة وفد عسكري إسرائيلي رفيع المستوى إلى موسكو «لشرح العملية، مع التذكير بأكبر قدر ممكن من الوضوح أن لإسرائيل الحق والواجب في مكافحة الوجود العسكري الإيراني والتحرك ضد محاولة حزب الله شنّ عدوان عبر الأنفاق».

وأكدت قوة الأمم المتحدة في لبنان وجود نفق في إسرائيل قرب الحدود اللبنانية، ولكن من دون ذكر «حزب الله». والأسبوع الماضي، اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث قضية هذه الأنفاق. وأعلنت السفارة الروسية في تل أبيب أن بوتين «أكد الحاجة إلى الاستقرار على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية».

وأبلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني أمس أن على قوات حفظ السلام الأممية (يونيفيل) التي تقودها روما في جنوب لبنان، بذل مزيد من الجهود لكبح جماح «حزب الله». وتأتي تصريحات نتانياهو التي أدلى بها في مكتبه في القدس بعد يوم من زيارة الوزير الإيطالي اليميني المتشدد حدود إسرائيل الشمالية، حيث إطلع على نفق من ثلاثة كشف عنها الجيش الإسرائيلي وتصل أراضي الدولة العبرية من لبنان.

وتشير إسرائيل إلى أن عناصر «حزب الله» المدعوم من إيران حفروا أنفاقاً تمكنهم من التسلل إلى شمال اسرائيل في أي مواجهة تندلع مستقبلاً. وقال نتانياهو الذي اعتبر أن سالفيني «صديق عظيم لإسرائيل»، أن الأنفاق تشكل «عملاً عدوانياً واضحاً من قبل حزب الله تجاهنا وتجاه قواعد المجتمع الدولي». وقال في إشارة إلى الجنرال الإيطالي ستيفانو دل كول: «لديكم قائد إيطالي في اليونيفيل، ونعتقد أن عليها القيام بمهمة أقوى وأكثر حزماً، لكن هذه في النهاية مسؤولية المجتمع الدولي». وأضاف: «عليهم منع حزب الله من ارتكاب أعمال العدوان هذه ضد إسرائيل».

وبعد الجولة الحدودية التي أجراها سالفيني الذي وصل إلى إسرائيل أول من أمس، قال للصحافيين إن النفق حفره «إرهابيون» واتهم الاتحاد الأوروبي بالتحيّز ضد إسرائيل التي وصفها بـ»الملاذ الآمن للقيم الأوروبية والغربية في المنطقة».

اسرائيل تستكمل أعمال الحفر على الحدود والجيش اللبناني يستحدث دشما للمراقبة

لليوم التاسع على التوالي، تستكمل القوات الاسرائيلية على حدود قرى قضاء مرجعيون، أعمال الحفر والبحث عن أنفاق قبالة بوابة فاطمة ومحلة العبارة في بلدة كفركلا، وبالقرب من الطريق العسكرية المحاذية للسياج التقني في محلة خربة شعيب خراج بلدة بليدا.

واجتازت أربع جرافات من نوع "بوكلن"، السياج التقني عند محلة "كروم الشراقي" خراج بلدة ميس الجبل، وباشرت بأعمال الحفر ورفع السواتر الترابية على طول الخط الازرق. وفي محلة الوزاني، قامت جرافتان من نوع "بوكلن" بأعمال حفر ورفع سواتر ترابية خلف السياج التقني مقابل المنتزهات، تحت حراسة مشددة من الجنود الاسرائيليين وآلياتهم. وقام الجنود الاسرائيليون بزرع اجهزة تجسس ومراقبة في ظل تحركات لالياتهم على طول الخط الحدودي الخلفي، وحماية مشددة في محيط الاشغال. كما أقدم الجنود على تركيب كاميرات مراقبة​ في المنطقة العازلة بين السياج التقني والسواتر الترابية .

وعلى الجانب اللبناني، تابع الجيش وقوات "يونيفيل" أعمال الحفر في كافة النقاط، حيث قام الجيش باستحداث خيم عسكرية ودشم للمراقبة في ميس الجبل.

ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح امس مناورة في مزارع شبعا المحتلة، وكان يسمع بين الحين والآخر دوي انفجارات ضخمة تردد صداها في قرى وبلدات حاصبيا و​العرقوب​ المطلة على مزارع شبعا، وذلك في ظل تحليق للطيران المروحي الإسرائيلي . كما أطلقت منطادا في أجواء هذه المزارع.

وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشاف نفق ثالث يمتد من الأراضي اللبنانية إلى داخل إسرائيل.أشارت مصادر أمنية الى أن "الهدف من السواتر الترابية التي ترفعها القوات الاسرائيلية مقابل بلدتي ​كفركلا​ و​ميس الجبل​، هو حجب الرؤية عن أعمال الحفر التي تقوم بها في الاماكن التي لا تتواجد فيها أنفاق قديمة". وأكدت المصادر لـ"المركزية" أن "القوات الاسرائيلية قامت بحفر النفق الثالث بنفسها أمس الاول، وادعت أمام "يونيفيل" أن "حزب الله" قام بحفره بهدف إثارة الرأي العام الدولي وإظهار جدية عمليتها التي تلقى استهزاء حتى من الداخل الاسرائيلي"، مشيرة الى أن "الاحداثيات بينت أن النفق الاول يعود الى أيام الوجود الفلسطيني في لبنان إذ حفرته آنذاك القيادة العامة وكانت تستخدمه لتخزين الصواريخ وإطلاقها باتجاه اسرائيل عام 1980".

من جهتها، أكدت أوساط "يونيفيل" أن "الوضع هادئ على الحدود ولا شيء يدعو الى التوتر أو التصعيد وأن "يونيفيل" تراقب كل التحركات وتبلغ القيادة في الناقورة عنها".

وفي إطار التصعيد الاسرائيلي المتواصل، حذر وزير الإسكان الإسرائيلي يواف غلانت من أن "بلاده ستخلع القفازات إذا هاجمها "حزب الله"، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من أبعاد". وأكد أن "بلاده ستحمل لبنان المسؤولية الكاملة عن عواقب الحرب، لأن لا يمكن الفصل بين تصرفات قيادة لبنان وتصرف "حزب الله" الذي تدير إيران عبره الدولة اللبنانية".

"هآرتس"... والعقوبات على لبنان

وبالموازاة أشارت صحيفة "هآرتس" الى أن "اسرائيل تحاول بالتزامن مع إطلاقها عملية "درع الشمال" العسكرية ضد أنفاق "حزب الله" على الحدود الشمالية المحاذية للبنان، ممارسة ضغط دولي على بيروت من خلال مفاتيح سياسية واقتصادية عدة تمتلكها في العالم وفي الولايات المتحدة خصوصا". وكشفت أن "الضغط الإسرائيلي السياسي والاقتصادي لم يفلح حتى اليوم في الدوائر الأميركية المختلفة، وذلك جراء الموقف الأميركي الحازم برفض تطبيق أو فرض أي عقوبات على لبنان في هذه المرحلة". ونقلت عن مصدر في الحكومة الإسرائيلية أن "الولايات المتحدة رفضت طلبا إسرائيليا بفرض عقوبات اقتصادية على لبنان وجيشه". وأشارت إلى أن "منذ بداية عملية "الدرع الشمالي"، تحاول إسرائيل، على المستويين السياسي والعسكري، خلق معادلة تعتبر لبنان و"حزب الله" جهة واحدة. هكذا كان الحال مع الإعلان الأول للناطق باسم ​الجيش الإسرائيلي​ في بداية العملية وكذلك في البيانات التي جاءت بعده، والتي اعتبرت أن مسؤولية حفر الأنفاق من قبل "حزب الله" في ​جنوب لبنان​ تقع على عاتق ​الحكومة اللبنانية​".