|
|
التاريخ: كانون الأول ٦, ٢٠١٨ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
السراج يعلن من الكويت التجهيز لانتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا |
نجل القذافي يقدّم عبر روسيا «حلاً» للأزمة |
القاهرة: خالد محمود
جددت الولايات المتحدة دعمها لحكومة الوفاق الوطني الليبية التي يترأسها فائز السراج، الذي أعلن من الكويت، خلال أول زيارة رسمية له منذ توليه مهام منصبه، أن حكومته تجهز لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا العام المقبل.
وأعلن مكتب السراج أنه التقى مساء أول من أمس، في العاصمة البلجيكية بروكسل، في إطار ما وصفه بعلاقة التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأميركية وليبيا، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي جدد التزام بلاده بدعم حكومة السراج، مشيداً بما تقوم به من جهود لتحقيق الأمن وإنعاش الاقتصاد، والتزامها بمحاربة الإرهاب.
وحسب بيان لمكتب السراج، أبدى بومبيو ترحيبه بتنمية وتطوير علاقات التعاون بين البلدين في مجالات متعددة والتي ستشهد تقدماً ملحوظاً الفترة القادمة. كما قدّم السراج لمحة عن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أطلقه مؤخراً «لتصحيح التشوهات في النظامين الاقتصادي والنقدي».
إلى ذلك، أكد السراج لدى لقائه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، في مستهل زيارته الرسمية للكويت، أمس، تقديره لدور الكويت وأميرها في دعم الشعب الليبي خلال «الظرف الاستثنائي» الذي مر به، وأعرب عن تطلعه لتطوير وتنمية علاقات التعاون بين البلدين.
ونقل بيان للسراج عن أمير الكويت تأكيده دعم بلاده للشعب الليبي ولحكومته، مشيداً بما يبذله السراج من جهود لتحقيق الأمن والاستقرار في بلاده، لافتاً إلى أن اللقاء تناول مستجدات الوضع السياسي في ليبيا وسبل تنمية وتطوير علاقات التعاون بين البلدين.
وطبقاً للبيان فقد اتفقت رؤية السراج وأمير الكويت على أن التدخلات السلبية الخارجية أسهمت في مد عمر الأزمة الليبية، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على التنسيق بين وزيري الخارجية في البلدين للإسراع بعودة السفارة الكويتية لتعمل من ليبيا، كما اتفق على أن يتبنى مندوب دولة الكويت في مجلس الأمن رؤية حكومة السراج والتنسيق مع البعثة الليبية لدى الأمم المتحدة في هذا الشأن.
وأوضح البيان أنه تم أيضاً الاتفاق مبدئياً على مساهمة صندوق الكويت للتنمية في برامج الإعمار ومشاريع الخدمات في ليبيا، إضافة إلى التواصل مع صندوق الإنماء العربي ليسهم بدوره في هذه البرامج.
وقال السراج لدى لقائه مع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، إن حكومته تمهّد وتهيّئ الظروف لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية العام المقبل وفقاً لخطة الأمم المتحدة، لافتاً إلى أهمية الاستفادة من الخبرة الطويلة للمؤسسة التشريعية في الكويت.
إلى ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، أمس، أن كل مرافئ تصدير النفط في البلاد مغلقة بسبب سوء الأحوال الجوية، مشيرةً في بيان إلى أن الطاقة التخزينية في مرفأ الزاوية بلغت مستوى حرجاً منخفضاً وقد يتقرر بالتالي خفض الإنتاج اليوم.
وتتوقع المؤسسة خفض الإنتاج في حقل «الشرارة» النفطي بمقدار النصف بما يعادل 150 ألف برميل اعتباراً من التاسعة صباح اليوم بالتوقيت المحلي (السابعة صباحا بتوقيت غرينتش).
وفى وقت سابق، قال مهندس موانئ إن عدة موانئ نفطية بشرق ليبيا من بينها السدرة ورأس لانوف أُغلقت بسبب سوء الأحوال الجوية، موضحاً أن ناقلة حاولت الرسو في مرفأ السدرة لكنها لم تتمكن من التحميل.
نجل القذافي يقدّم عبر روسيا «حلاً» للأزمة الليبية
القاهرة: جمال جوهر
بعد قرابة أسبوعين من كشف مسؤول روسي عن إجراء اتصالات بين بلاده وسيف الإسلام، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، قال سياسيون ليبيون، أمس، إنهم سلموا رسالة من سيف الإسلام إلى الخارجية الروسية تضمنت سبل الخروج من الأزمة السياسية، التي تضرب البلاد منذ قرابة 8 سنوات.
وقال عضو فريق العمل السياسي لسيف، محمد القيلوشي من موسكو لـ«الشرق الأوسط» إنهم سلموا الرسالة إلى الخارجية الروسية، مساء أول من أمس، وكان في استقبالهم نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف. وأضاف القيلوشي أن رسالة سيف القذافي تؤكد على ضرورة أن يبحث الليبيون أمورهم بأنفسهم، دون إقصاء أو تمييز، لتحديد مصيرهم من خلال مصالحة شاملة، والترتيب للانتخابات المقبلة.
واستغرب سياسيون ليبيون هذه الزيارة التي عدّوها «قفزاً واستقواء بالخارج»، مشيرين إلى أن مشكلة ليبيا الحالية تتمثل في التدخلات الخارجية، أكثر منها مشاكل داخلية. وقال نائب برلماني عن مدينة مصراتة إن مثل هذه الزيارات من شأنها «تقويض الحل في البلاد، وزيادة أمد الأزمة». وتابع النائب الذي رفض ذكر اسمه: «أصبح اسم نجل القذافي يتردد كثيراً في الآونة الأخيرة، وخاصة عبر المسار الروسي... أما كفاهم 42 عاماً من تدمير ليبيا؟».
لكن عضو مجلس النواب علي السعيد القايدي رأى أن الوفد الذي زار روسيا ممثلاً لسيف القذافي، هو جزء من المجتمع الليبي يستهدف إقناع الروس بضرورة تمثيله في المؤتمر الوطني الجامع الذي وعد به المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، في إفادته الأخيرة أمام مجلس الأمن.
وعبر القايدي عن أمله، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن تتضمن رسالة سيف القذافي للخارجية الروسية حلاً للأزمة الليبية.
وكان الليبي محمد القيلوشي قال من موسكو لقناة «روسيا اليوم» إنه جاء إلى روسيا على رأس وفد من «فريق العمل السياسي» لسيف القذافي، بالترتيب مع الحكومة الروسية، لتسليم رسالة من نجل القذافي تتضمن وجهة نظره لحل الأزمة، مؤكداً دعمه لخريطة الطريق التي قدمها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، لمجلس الأمن.
وسيف القذافي المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال الانتفاضة التي أنهت حكم والده في عام 2011 لم يشاهد في مكان عام منذ أطلقت سراحه «كتيبة أبو بكر الصديق» المسلحة في مدينة الزنتان (جنوب غربي طرابلس) في 11 يونيو (حزيران) 2017. وتشير تقارير وشخصيات ليبية إلى أن نجل القذافي يوجد في الزنتان ولم يخرج منها. |
|