|
|
التاريخ: كانون الأول ٥, ٢٠١٨ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
طارق صالح يحشد الآلاف من أنصار «المؤتمر» في ذكرى مقتل عمه |
محافظ الحديدة: معركة الساحل لن تتوقف ولن نقبل الوصاية الدولية على الميناء |
الحديدة: «الشرق الأوسط»
نجح نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، العميد طارق صالح، أمس، في حشد الآلاف من أنصار حزب «المؤتمر الشعبي العام» لإحياء ذكرى مقتل عمه في مهرجان شعبي شهدته مدينة الخوخة جنوب الحديدة، بحضور المحافظ الحسن الطاهر، وقيادات قبلية وأعضاء في البرلمان. وجاء هذا الاحتشاد الذي أعاد إلى الأذهان المهرجانات التي كان يقيمها صالح قبل مقتله بعد يومين من توعد نجل شقيقه طارق صالح باجتثاث الجماعة الحوثية من اليمن، في تغريدة على «توتير» وصف فيها الجماعة بالخلية السرطانية. ويقود العميد طارق صالح ألوية المقاومة الوطنية التي أطلق عليها «حراس الجمهورية» منذ انخراطه في قتال الجماعة الحوثية في جبهة الساحل الغربي في أبريل (نيسان) الماضي إلى جانب قوات ألوية العمالقة والمقاومة التهامية.
وحمل المشاركون في الفعالية لافتات تمجد الرئيس السابق ورفيقه الراحل القيادي في حزب «المؤتمر» عارف الزوكا، إلى جانب حملهم شعارات مناهضة للوجود الحوثي، ومؤكدة الاستمرار في مقارعتها حتى استعادة كل المناطق اليمنية من قبضتها. ووصف محافظ الحديدة الحسن الطاهر، في كلمة له في المهرجان، انتفاضة صالح ضد الحوثيين التي انتهت قبل عام بمقتله بأنها «تمثل انتصاراً لمبادئ الثورة والجمهورية»، واصفاً الحشود التي توافدت إلى ساحة الاحتفال بأنها «تعبر عن موقف صادق وشجاع يجسد عظمة الوفاء لأبرز الرموز الوطنية في تاريخ اليمن». وتوعد المحافظ الجماعة الحوثية بعدم الإفلات من العقاب لجهة ما ارتكبه عناصرها من جرائم بحق اليمنيين، وقال: «إن رياح الحرية التي يستنشقها أبناء الساحل الغربي تعد من ثمار نضال شعبنا اليمني الذي غيّر المعادلة على الأرض بفضل تضحيات الجيش الوطني والمقاومة اليمنية الذين ألحقوا هزائم نكراء بعصابة الحوثي والخبراء العسكريين الإيرانيين ومرتزقة (حزب الله) اللبناني».
وكانت القوات اليمنية المشتركة بإسناد من التحالف الداعم للشرعية قد تمكنت منذ مطلع العام الجاري من طرد الميليشيات الحوثية من معظم مناطق الساحل الغربي لمسافة تزيد على 120 كيلومتراً من مدينة الخوخة في الجنوب، وصولاً إلى قلب مدينة الحديدة شمالاً، والتي باتت مطوّقة من أغلب الجهات. وفي حين توقفت المعارك نسبياً بناءً على ضغوط دولية وأممية، في الأيام الماضية أملاً في إقناع الميليشيات بتسليم المدينة ومينائها سلمياً، تعهد محافظ الحديدة أمس، أمام الحشود بأن معركة الساحل الغربي «لن تتوقف في منتصف مدينة الحديدة». وقال: «لن تكون الحديدة مقسمة كما فعل ذلك (حزب الله) بمدينة بيروت، وميناء الحديدة لن يخضع لأي وصاية خارجية أبداً ولن نقبل بأي مبادرة تمس سيادتنا الوطنية، فالحديدة لن تكون كما يخطط المتآمرون لها، وعلى الجيش والمقاومة اليمنية أن يتحملوا مسؤوليتهم ويقوموا بواجبهم الوطني والديني بقطع رأس الأفعى وأن يستكملوا تحرير المدينة ومينائها». وأكد أن معركة الشعب اليمني ضد الانقلابيين حسمتها المرجعيات الثلاث بشكل واضح وصريح، وتابع: «سنواصل استكمال تحرير الحديدة، وعلى الجميع أن يكونوا مستعدين للمعركة الحاسمة، فلا تعنينا أي اجتهادات خارجة عن الإجماع الوطني والإقليمي والقرارات الدولية، وفي المقدمة القرار 2216، ولهذا فالكرة في ملعب الميليشيات وبإمكانهم مغادرة الحديدة والساحل الغربي وتسليم أسلحتهم، وما دون ذلك فسيخرجون من الحديدة بالطريقة الأخرى».
إلى ذلك، خرج المحتشدون في الاحتفال ببيان نددوا فيه بجرائم الحوثيين في مدينة الحديدة «والمتمثلة في اتخاذ الأبرياء دروعاً بشرية، وقصف الأحياء السكنية، وتفخيخ ونسف المباني الخاصة والعامة، والتدمير المتعمد للبنى الأساسية والحيوية»، معتبرين أن هذا الصنيع الحوثي يرقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وعبّر المشاركون «عن استغرابهم من تغاضي المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن مثل هذه الجرائم»، وطالبوا بإدراج الجماعة الحوثية ضمن لوائح الجماعات الإرهابية الدولية، لجهة ما تقوم به من جرائم القتل والاختطافات وتجنيد الأطفال وتفجير المنازل والمساجد والمدارس وقصف المدن وممارسة القرصنة البحرية»، وهي الجرائم التي قالوا إنها «لا تختلف عن جرائم تنظيم داعش».
وفي حين شدد البيان على التمسك بوصايا الرئيس الراحل في مقارعة الجماعة الحوثية، وجه الدعوة إلى المكونات السياسية الفاعلة في الساحة اليمنية لإدراك خطورة المرحلة وحجم التحديات وتجاوز خلافات الماضي والتعامل مع التحديات الراهنة بمسؤولية وطنية والنظر إلى المستقبل برؤية جديدة. وتعليقاً على المشاورات المرتقبة في السويد، قال المشاركون من أنصار صالح في بيانهم: «إن السلام الحقيقي والمستدام يقتضي نزع أسلحة الميليشيات الحوثية واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة وعودة الحياة الديمقراطية»، معتبرين أن المشاورات ستكون عديمة الجدوى إذا لم تؤدِّ إلى ذلك.
وأثنى البيان على جهود التحالف الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على مواقفه الثابتة تجاه الشعب اليمني واستمرار دعمه ومساندته في معركة تحرير اليمن من عصابة الحوثي ومن يقف خلفها ويساندها.
وقال المشاركون في الاحتفال إنهم يفوّضون قوات الجيش والمقاومة في استكمال تحرير مدينة الحديدة من الميليشيات وكذا بقية المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة الجماعة، مع تأكيدهم رفض أي محاولة لإخضاع ميناء الحديدة للوصاية الدولية، في إشارة إلى ما يتردد عن موافقة الميليشيات على تسليم ميناء الحديدة لإشراف أممي. واعتبر المشاركون في مهرجان ذكرى مقتل صالح أن الجماعة الحوثية «لا تمثل إرادة الشعب اليمني، ولا تُعنى بمصالحه وخياراته» مؤكدين -حسب بيانهم- أن من يمثل إرادة الشعب «هي المؤسسات الدستورية والجيش الوطني والمقاومة اليمنية والانتفاضات الشعبية المتصدية للمخطط الإيراني وأدواته في اليمن». |
|