التاريخ: كانون الأول ١, ٢٠١٨
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
إسرائيل تقصف مواقع قرب دمشق وجنوباً: "استهداف مستودعات أسلحة لحزب الله وإيران"
المصدر: "أ ف ب"
اتهمت دمشق أمس إسرائيل بقصف جنوب العاصمة مساء الخميس، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه استهدف "مستودعات أسلحة لحزب الله والقوات الإيرانية".

ولم يذكر الاعلام الرسمي السوري بداية إسرائيل، مكتفياً بوصف الهجوم الذي استمر نحو ساعة كاملة، بـ"المعادي"، مؤكدا إفشاله.

إلا أن وزارة الخارجية السورية دانت اليوم، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، "العدوان الإسرائيلي" على منطقة الكسوة جنوب دمشق.

وهي الضربة "الإسرائيلية" الأولى في سوريا منذ حادثة إسقاط الدفاعات الجوية السورية، بالخطأ في معرض ردها على صواريخ إسرائيلية في 17 أيلول، طائرة حربية روسية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" إنّ القوات الإسرائيلية استهدفت "مستودعات أسلحة لحزب الله والقوات الإيرانية" في الكسوة، تُستخدم، على قوله، "لتخزين الصواريخ في شكل موقت". وأضاف: "يبدو أن الإسرائيليين كانت لديهم معلومات استخباراتية عن أسلحة وصلت حديثاً إلى تلك المستودعات".

كذلك، استهدف القصف منطقة حرفا "على الحدود الإدارية مع ريف القنيطرة" في جنوب البلاد. وقال المرصد إن فيها قاعدة عسكرية للجيش السوري. وأشار الى أن "الدفاعات الجوية السورية شوهدت وهي تطلق صواريخها بكثافة"، ردا على القصف الإسرائيلي، وتمكنت من إسقاط صواريخ عدة لم تصل إلى أهدافها.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أفادت ليلاً، نقلاً عن مصدر عسكري، أنّ الدفاعات الجوية السورية تصدّت "لأهداف معادية فوق منطقة الكسوة" بريف دمشق و"أسقطتها"، من دون أن توضح طبيعة هذه الأهداف.

وأشارت "سانا" إلى أن "العدوان (...) لم يستطع، رغم كثافته، تحقيق أي هدف من أهدافه"، و"تمّ التعامل مع جميع الأهداف المعادية وإسقاطها".

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن أياً من طائراته أو "أهدافه الجوية" لم تصب، من دون أن يعلق بالنفي أو الإيجاب على استهدافه مواقع في سوريا.

وقال في بيان: "المعلومات عن إصابة طائرة أو أي هدف جوي اسرائيلي كاذبة". وأورد أن صاروخ أرض جو أطلق في اتجاه منطقة غير مأهولة بالسكان من هضبة الجولان السورية، لكنه لم يوضح ما إذا كان سقط في الجزء الذي تحتله الدولة العبرية.

ولم تسفر الضربات، وفقا لتقارير أولية للمرصد السوري، عن أي خسائر بشرية.

واعتبرت وزارة الخارجية السورية أن "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة" "دليل آخر على دعمها (إسرائيل) للمجموعات الإرهابية المسلحة ومحاولتها إطالة أمد الازمة في سوريا".

منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت اسرائيل مرارا أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لـ"حزب الله" ولمقاتلين إيرانيين في سوريا. ونادراً ما تعلق إسرائيل على استهدافها سوريا، إلا أنها أعلنت في أيلول أنها شنّت 200 غارة في سوريا خلال 18 شهراً ضد أهداف غالبيتها إيرانية.

واستهدف قصف إسرائيلي في أيار الماضي مستودع أسلحة للحرس الثوري الإيراني في منطقة الكسوة، على ما قالت اسرائيل. كذلك، استهدفت في كانون الأول 2017 مواقع عسكرية في المنطقة، بينها مستودع أسلحة.

ومساء الخميس، كانت المرة الأولى التي تطلق الدفاعات الجوية السورية نيرانها على أهداف جوية منذ 17 أيلول، حين أسقطت هذه الدفاعات، عن طريق الخطأ، طائرة عسكرية روسية إثر غارة إسرائيلية، في حادث أدّى إلى مقتل 15 عسكرياً روسياً.

ويومها اتّهم الجيش الروسي الطيّارين الإسرائيليين باستخدام الطائرة الروسية غطاء للإفلات من نيران الدفاعات السورية. لكن إسرائيل نفت ذلك، مؤكدة أن الطائرة الروسية أصيبت بعد عودة طائراتها إلى الأجواء الإسرائيلية.

وأعلنت روسيا بعدها تدابير أمنية تهدف الى حماية جيشها في سوريا، بينها تعزيز الدفاعات الجوية السورية عبر نشر بطاريات صواريخ "أس-300" وتشويش اتصالات الطائرات القريبة منها.

وأعلنت موسكو في تشرين الأول أنها سلمت هذه المنظومة إلى سوريا. لكن لم يُعرف ما إذا كان تم استخدامها في معرض الرد على هجوم مساء الخميس.

وكانت دمشق اعتبرت أن تلك المنظومة ستجبر إسرائيل على القيام بـ"حسابات دقيقة" قبل تنفيذ ضربات جديدة ضدها.

وتكرّر إسرائيل أنها ستواصل تصديها لما وصفه رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بمحاولات إيران الرامية الى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وإرسال أسلحة متطوّرة إلى "حزب الله" اللبناني.

ومنذ التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015، والذي ساهم في شكل كبير في استعادة القوات الحكومية لمناطق واسعة في البلاد وتحقيق انتصارات متتالية، أقامت موسكو مع إسرائيل آلية "منع الاحتكاك" تفاديا للصدام بين الطرفين.