التاريخ: كانون الأول ١, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
النظام السوري لم يستخدم «إس 300» ويتراجع عن رواية إسقاط طائرة إسرائيلية
موسكو - سامر إلياس
غداة إخفاق جولة آستانة الحادية عشرة في إنهاء ملف تشكيل اللجنة الدستورية، تبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات بعدم الاهتمام بإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية. وبعد ساعات على إعلان مصدر أمني سوري إسقاط طائرة إسرائيلية، نفى مصدر عسكري من النظام ذلك، وكشف أنه لم يتم استخدام منظومة «إس 300» في صد الغارة الأولى على مواقع في سورية منذ 17 أيلول (سبتمبر) الماضي. وقال مصدر قيادي في «الجيش السوري الحر» إن «المواقع التي ثبت أن إسرائيل استهدفتها في جنوب دمشق وغربها هي الكسوة وكناكر والديماس إضافة إلى حرفا قرب بلدة الحضر»، مؤكداً في اتصال مع «الحياة» أن «ميليشيات إيرانية وحزب الله موجودة في هذه القواعد وفي مراكز تجميع لوجستية لهذه الميليشيات».

وفي حين اكتفت وكالة «سانا» التابعة للنظام بتأكيد أن الدفاعات الجوية السورية تصدّت «لأهداف معادية فوق منطقة الكسوة» بريف دمشق و «اسقطتها»، من دون أن توضح طبيعة هذه الأهداف، وأشارت إلى أن «أنباء عن تدمير الأهداف المعادية وعدم تحقيق أي من أهدافها»، نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصدر عسكري في النظام قوله إن «قوات الدفاع الجوي أسقطت غالبية الأهداف المعادية التي اخترقت الأجواء الليلة الماضية (ليل الخميس - الجمعة)»، وأشار المصدر إلى أنه

«تم إسقاط الأهداف المعادية بالوسائط التقليدية التي تمتلكها قوات الدفاع الجوي السورية، من مضادات جوية وصواريخ سام المطورة، التي تعاملت مع الموقف وأسقطت الأهداف المعادية بدقة متناهية»، نافية استخدام منظومة «إس 300» التي كانت موسكو أكدت أنها سلمتها لدمشق بعد حادثة اسقاط طائرة «إيل 20» قرب اللاذقية من طريق الخطأ بوسائط الدفاع الجوي للنظام وقتل طاقمها أثناء التصدي لغارة إسرائيلية على مواقع غرب سورية. وفي تراجع عن تصريحات مصدر سوري آخر للوكالة قال فيها إنه «تم اسقاط طائرة إسرائيلية فوق مدينة الكسوة جنوب دمشق»، نفى المصدر الذي وصفته الوكالة الروسية بالبارز أن «تكون هناك طائرة إسرائيلية بين الأهداف التي تم إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية السورية»، موضحاً أنه «في الليل ربما لا يحدد الرادار بدقة طبيعة الهياكل الصلبة التي تمّ إسقاطها، لذلك كان هناك غموض وقررنا أن الهدف الذي أسقط قرب قرية كناكر جنوب دمشق كان طائرة عسكرية إسرائيلية». وكان الجيش الإسرائيلي أفاد في بيان بأن «المعلومات عن إصابة طائرة أو أي هدف جوي اسرائيلي كاذبة»، والتزم بعدم التعليق على القصف الاسرائيلي لمواقع في سورية سواء بالتأكيد أو النفي كما درجت العادة.

سياسياً، اتهمت موسكو واشنطن بعدم الاهتمام بالتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، وأسفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن امتناع الولايات المتحدة، التي تتمتع بصفة مراقب في «محادثات آستانة» إرسال مندوبها إلى الجولة الأخيرة، وزادت: «يبدو أن الشركاء الأميركيين لديهم وجهات نظرهم الخاصة حول سورية، وهم مهتمون قليلاً بالجهود الرامية إلى تسوية سياسية سلمية في هذا البلد».

وفي المقابل، أعلنت الولايات المتحدة أن «محادثات آستانة» بجولتها الحادية عشرة، وصلت إلى طريق مسدود، فيما اشارت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت إلى أنه على مدى عشرة أشهر، وصلت مبادرة آستانة- سوتشي إلى مأزق في ما يتعلق باللجنة الدستورية السورية»، وزادت أن «روسيا وإيران تواصلان استخدام هذا المسار (آستانة) من أجل إخفاء رفض نظام الأسد المشاركة في العملية السياسية برعاية الأمم المتّحدة»، وشددت على أن النظام السوري يتحمل المسؤولية الكاملة عن عدم إحراز أي تقدم في حل النزاع.