التاريخ: تشرين الثاني ٣٠, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
المعارضة المسلحة ترفض عرض روسيا المساعدة في إنهاء «النصرة» في إدلب
موسكو - سامر إلياس
فيما أعرب المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا عن أسفه للاخفاق في تحقيق أي تقدم ملموس في تشكيل اللجنة الدستورية، أكدت مصادر في المعارضة أن النتيجة الأهم في الجولة الحالية هي «افشال مراهنة النظام السوري وإيران على الحلول العسكرية في إدلب»، لكن مواقف المعارضة تباينت في شأن خروج الاجتماعات بأي نتائج حقيقية في جميع الملفات، وبخاصة موضوع اللجنة الدستورية والمعتقلين. وفي المقابل دعت الدول الضامنة لمحادثات آستانة (روسيا وتركيا وإيران) جميع الفصائل المسلحة في سورية إلى الانفصال عن «داعش» و«جبهة النصرة»، وأكدت في بيان مشترك عزمها بذل المزيد من الجهود المشتركة لإطلاق اللجنة الدستورية السورية، وأبدت روسيا استعداداً لمساعدة الفصائل المسلحة السورية في محاربة «هيئة تحرير الشام»، لكن مصدراً قيادياً في «الجيش الحر» اتهم روسيا بأنها «أكبر داعم للإرهاب في سورية»، مشككاً في وجود «أي مصلحة لروسيا في انهاء وجود النصرة في إدلب لأنها إحدى المشغلين لها والمستفيدين من وجودها».

وكشفت مصادر روسية أن الخلاف حول اللجنة الدستورية بات محصوراً في تسمية ثمانية أعضاء بعد الاتفاق على إدراج 142 شخصاً في قائمة اللجنة الدستورية السورية من أصل 150. لكن مصادر معارضة أكدت لـ«الحياة» أن «لا نتائج جديدة والخلاف حول الشخصيات الثمانية قديم ومنذ أشهر».

وقال دي ميستورا في بيان إن روسيا وتركيا وإيران أخفقت في تحقيق أي تقدم ملموس في تشكيل لجنة دستورية سورية أثناء اجتماع في آستانة عاصمة كازاخستان، وذكر البيان أن «دي ميستورا يأسف بشدة لعدم تحقيق تقدم ملموس للتغلب على الجمود المستمر منذ 10 أشهر في تشكيل اللجنة الدستورية». ومع إشارته إلى أنه آخر اجتماع في العام الحالي ضمن جولات آستانة ما يعني أنه الأخير لدي مستورا، أعرب البيان عن اسفه من أن الجولة المنتهية «كانت فرصة ضائعة للإسراع في تشكيل لجنة دستورية ذات صدقية ومتوازنة وشاملة يشكلها سوريون ويقودها سوريون وترعاها الأمم المتحدة».

وفي اتصال أجرته معه «الحياة» قال عضو الإئتلاف السوري المعارض ياسر الفرحان إن «المحادثات كانت مفيدة في ما يتعلق بموضوع إدلب والواضح أنه ثبت الوضع ومنع محاولات النظام وإيران لنسف الاتفاق وتم التأكيد على اتفاق خفض التصعيد في إدلب وصولاً إلى وقف اطلاق النار لاحقاً»، وفيما نفى مصدر معارض شارك في الجولة المنتهية «حدوث أي تقدم في اللجنة الدستورية بسبب محاولات النظام التدخل في تشكيل ثلث المجتمع المدني»، أشار رئيس وفد المعارضة إلى المحادثات أحمد طعمة إلى «تقدم بسيط في تشكيل اللجنة يمكن التعويل عليه في الفترة المقبلة»، لكن طعمة رفض تحديد موعد محدد للانتهاء من تشكيل اللجنة». ووصف طعمة المحادثات بأنها «كانت مستفيضة وجادة»، وأشار إلى «تقدم في ملف إدلب بهدف الوصول إلى اتفاق طويل الأمد لنقل منطقة خفض التصعيد في إدلب والوصول إلى وقف شامل لاطلاق النار».

وقال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتيف إن «روسيا تعتبر نتائج الجولة الحالية لمحادثات آستانة ناجحة»، مشيراً إلى أن الجولة ناقشت «مجموعة كبيرة للغاية من المسائل ابتداء من الوضع على الأرض وحول إدلب وفي المناطق السورية الأخرى، والوضع العام في ما يخص الاستقرار»، وبخصوص اللجنة الدستورية أعلن لافرينتيف أن «تشكيل اللجنة الدستورية مسألة ذات أهمية كبيرة. ولا يزال العمل عليه مستمراً، ونقترب من الهدف المرغوب فيه». وفي تصريح لافت، ومع تشديده على أن «استمرار وجود مسلحي جبهة النصرة في منطقة خفض التصعيد في إدلب أمر غير مقبول، أعرب لافرينتيف عن استعداد روسيا لمساعدة المعارضة السورية المعتدلة في القضاء على مسلحي «جبهة النصرة».

وتعليقاً على تصريحات لافرينتيف، قال المسؤول السياسي في «الجيش الوطني» المقرب من تركيا مصطفى سيجري إن «روسيا في نظر الشعب السوري وجيشه الحر تعتبر أكبر داعم للإرهاب في سورية، عبر دعمها الأسد في جرائمه ضد الشعب السوري، ودعمها الميليشيات الإرهابية الإيرانية والميليشيات الطائفية العراقية والافغانية وتأمين التغطية الجوية لكل أعمالهم الاجرامية بحق المدنيين». ورأى سيجري في اتصال أجرته معه «الحياة» أن «التصريحات الروسية دائماً كانت مبنية على الكذب والخداع، بهدف التضليل وتحقيق مكاسب سياسية لنظام الأسد»، مشيراً إلى أن «روسيا لم تستهدف يوماً أياً من مقرات جبهة النصرة أو تنظيم داعش، بل كانت دائماً تستهدف مقرات ومعسكرات الجيش السوري الحر والمستشفيات والمدارس والجامعات والمرافق العامة ومؤسسات المعارضة، ومؤسسات المجتمع المدني»، مشدداً على أنه «لا يمكن أن يكون بيننا وبين الروس أي تعاون عسكري».