التاريخ: تشرين الثاني ٣٠, ٢٠١٨
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
الأمم المتّحدة قلقة إزاء التّصعيد حول إدلب: "الاستفزازات عبث ببرميل بارود ضخم"
المصدر: "أ ف ب"
أعربت الأمم المتحدة أمس عن قلقها من الغارات الروسية المتجدّدة على إدلب، المعقل الأخير للمعارضة المسلحة والجهاديين في سوريا، محذّرة من أنّ هذه الضربات الجوية تحمل مخاطر بتفجير "برميل بارود ضخم".

وقال يان إيغلاند، رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية في سوريا التابعة للأمم المتحدة: "نحن متخوّفون جداً إزاء التطورات الأخيرة".

واستأنفت روسيا استهداف مناطق في إدلب بضربات جوية بعد هجوم مزعوم استهدف السبت، بأسلحة كيميائية، مناطق في محافظة حلب المجاورة التي يسيطر عليها النظام السوري، ما يضع الهدنة المستمرة منذ 10 اسابيع في إدلب على المحك.

ولا تزال الظروف الدقيقة المحيطة بالهجوم على ثلاث مناطق في حلب غامضة وموضع خلاف حاد.

واتّهمت حكومة الرئيس السوري بشار الاسد مقاتلين في إدلب بشنّ الهجوم الذي أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأنّه أسفر عن إصابة 94 شخصاً.

وفي مؤتمر صحافي عقده قبل ان يغادر منصبه الجمعة، شدّد إيغلاند على أنّه في حال تم تأكيد استخدام الأسلحة الكيميائية، فإنّ "هذه ستكون جريمة حرب". ووصف التصعيد حول إدلب والغارات الأولى على المنطقة منذ منتصف أيلول بأنّها "خطيرة جداً".

وحذر قائلا: "في الايام الأخيرة، شهدنا استفزازات واستفزازات مضادّة وتبادل اطلاق قذائف هاون وقنابل (...) وشهدنا توغّلات متزايدة من كلا الطرفين". واشار إلى أنّ هذا "أسوأ نوع ممكن من الأفعال في أسوأ مكان ممكن". وقال: "هذا حقاً بمثابة عبث ببرميل بارود ضخم وسط ثلاثة ملايين مدني".

وفي الوقت نفسه، أعرب ايغلاند عن "تأثّره" بتشديد تركيا وروسيا، خلال اجتماع مجموعة العمل الانسانية اليوم، على تمسّكهما بالتزامهما بالمنطقة المنزوعة السلاح حول إدلب التي ساعدا على إنشائها.

وقال للصحافيين إنّ ممثّلين للبلدين قالوا خلال الاجتماع "لا نزال نعتقد بجدوى ذلك، ولا نزال ندفع من أجله".

وأثنى على جهود الطرفين، لكنه قال إنّ بإمكانهما فعل المزيد لتجنّب وقوع كارثة في إدلب.

وحضّ تركيا على "كبح الميول السيئة وسط الجماعات المعارضة المسلحة"، قائلا: "بالتأكيد يمكن روسيا أن توقف الغارات في شكل فوري، ولهذا عليهم (اي الروس) القيام بذلك".

وجاءت تصريحات إيغلاند مع اختتام إيران وروسيا وتركيا مباحثات في أستانة عاصمة كازاخستان، في إطار جهود المحافظة على اتفاقية إدلب.

وأعترف المسؤول الأممي بصعوبة ترك منصبه الذي شغله منذ أكثر من ثلاث سنوات، لأنّ الحرب الأهلية الطاحنة في سوريا التي أدت الى مقتل 360 ألف شخص وتشريد الملايين، "لم تنته بعد".

وقال إنّه فخور بأداء مجموعة العمل الإنسانية التي أنشئت بداية عام 2016 كحيّز يمكن للولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى من خلاله أن تتفاوض على إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تحتاج اليها في شكل يائس، إضافة إلى حماية المدنيين.

وبينما أشاد بإيصال المساعدات إلى الملايين كل شهر، أقرّ بالإخفاق "في الجانب المتعلّق بالحماية". وقال إنّ العاملين في الحقل الإنساني "انتهى بهم المطاف كشهود عاجزين أمام العنف".