| | التاريخ: تشرين الثاني ٢٨, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | الجزائر: «جبهة التحرير الوطني» يحل جميع هيئاته ويتريث في ترشيح بوتفليقة | الجزائر - عاطف قدادرة
أبلغت القيادة الجديدة لـ «جبهة التحرير الوطني» الحزب الحاكم في الجزائر، جميع الهيئات الناتجة من المؤتمر الأخير للحزب، بأن المكتب السياسي واللجنة المركزية ومسؤولي المحافظات والأقسام، باتوا من دون صلاحيات بعدما حلتها القيادة الجديدة، فيما تستدعي المرحلة الحالية تعيين وجوه جديدة، ما يشير الى تغيير جذري ستشهده الجزائر في ما يخص الرئاسة. وحلت القيادة الجديدة لـ «جبهة التحرير الوطني» بقيادة رئيس البرلمان معاذ بوشارب، المكتب السياسي للحزب واللجنة المركزية وحتى مسؤولي المحافظات والأقسام، وهي تشكل القوة الحقيقية للحزب في الولايات الجزائرية، وبإلغاء دور اللجنة المركزية صاحبة صلاحيات دعوة المؤتمر وانتخاب الأمين العام الجديد، باتت الصلاحيات محصورة في يد رئيس الحزب الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. ولم يعد قياديون في الحزب يخفون دور بوتفليقة في ما يجري من تغييرات داخل حزب الغالبية، إذ قال وزير للعلاقات مع البرلمان القيادي في حزب «الجبهة» بدة محجوب: «إن هذا القرار هو من رئيس الحزب بوتفليقة، ويجب على الجميع التحرك والمساهمة في إنجاح الفريق الجديد الذي تم تنصيبه على رأس الحزب».
وأضاف محجوب أن القيادة الجديدة تعتبر «إشارة قوية من رئيس الحزب، ويمكن الأجيال الشابة تحمل مسؤوليات مهمة داخل الهيكلية الإستراتيجية للبلاد»، وزاد: «إن الفريق يتكون من جيل جديد، محايد، قادر على تحقيق الوحدة داخل الحزب». ومنذ استقلال البلاد قبل أكثر من خمسة عقود، شكل «جبهة التحرير الوطني»، خطاً مدافعاً عن «الشرعية الثورية» التي مكنت جيل الثورة التحريرية من تولي المسؤوليات في الدولة بما فيها رئاسة الدولة، ويعطي قياديو «الجبهة» إشارات عن انتقال محتمل من الشرعية التاريخية إلى شرعية جيل وطني ما بعد الإستقلال. واللافت أن القيادة الجديدة أبقت أسباب إستقالة الأمين العام السابق للحزب جمال ولد عباس غامضة، إلا أن الواضح أن التصريحات الكثيرة لولد عباس حول الرئاسات المقبلة، قد أثار حفيظة الفريق الرئاسي الذي يتكتم في شكل كبير عن نية بوتفليقة تلبية دعوات تطالبه بالترشح لولاية خامسة. والفريق الرئاسي الجديد الذي أزاح ولد عباس المدافع بشدة عن استمرار بوتفليقة في الحكم، استقدم فريقاً جديداً يجهر بالولاء لبوتفليقة لكنه يتريث في ما يخص الرئاسة.
وبدا أن معاذ بوشارب كان يتفادى الجواب على أسئلة صحافيين إن كان الحزب سيحافظ على الجهد نفسه في دعوة بوتفليقة للترشح لولاية خامسة في نيسان (أبريل) المقبل، وقال في أول مؤتمر صحافي له كمسؤول لقيادة الحزب الحاكم عن ترشح بوتفليقة أنه «في حال ما تم فعلاً سيعلن عنه في وقته». في مقابل ذلك، دافع بوشارب عن برنامج الرئيس بوتفليقة مع تأكيده على أن حزب «جبهة التحرير الوطني» سيبقى وفياً لرئيسه الفعلي وسيسانده، مشيراً «سنبقى أوفياء للخط الأصيل للحزبوسنبقى داعمين لبرنامج الرئيس بوتفليقة». | |
|