التاريخ: تشرين الثاني ٢٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
باسيل يستأنف مسعاه وماكرون يذكر عون بالإصلاحات «الضرورية» وتشكيل حكومة «بأسرع وقت» وبالنأي بالنفس
بيروت - «الحياة»
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن التزام فرنسا دعمها لبنان و «نموذجه الفريد في وجه التحديات الكبيرة التي يواجهها»، وأكد تمسكه بأن توضع «الإصلاحات الضرورية» التي تقررت في مؤتمر «سيدر» لدعم لبنان كي ينهض باقتصاده، موضع التنفيذ، متمنياً «تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة في أسرع وقت».

وفيما أعلنت السفارة الفرنسية في بيروت عن تسليم دفعة مساعدات عسكرية جديدة للجيش اللبناني أمس، لفت ماكرون في رسالة وجهها إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناسبة عيد الاستقلال الـ75، إلى «أهمية اعتماد لبنان سياسة النأي بالنفس حيال الصراعات التي تحيط به كي يبقى بعيداً من التنافس بين القوى الاقليمية».

وقال ماكرون في برقيته: «إن لبنان وسط منطقة أدمتها الحروب والإرهاب والتطرف الديني، يبقى أميناً لقيم التسامح والاعتدال والعيش معاً التي كانت في أساس تكوينه، ويشكل لهذه الغاية علامة رجاء للديمقراطية وللتعددية». وأضاف: «إن فرنسا المتمسكة بقوة بالحفاظ على هذا النموذج اللبناني وعلى وحدة وطنكم وسيادته واستقلاله والاستقرار فيه ستواصل تقديم كل الدعم لكم، في الوقت الذي لا يزال وطنكم يواجه فيه تحديات جمّة. إن اعتماد لبنان سياسة صارمة بالنأي بالنفس عن النزاعات التي تحيط به، أمر جوهري لكي يبقى بمنأى عن التنافس القائم بين القوى الاقليمية. ومن الواجب إطلاق عجلة الاقتصاد اللبناني، كما أنه من الواجب أيضاً أن تسلك الإصلاحات الضرورية طريقها بهدف الاستجابة لحاجات كامل الشعب اللبناني».

وأكد أن لبنان، «الذي حمل أكثر من طاقته عبء النزوح السوري، يجب أن يبقى معتمداً على المساعدات الدولية المقدمة إلى النازحين وإلى الدول المضيفة لهم طالما أن ظروف العودة الآمنة والطوعية لم تكتمل بعد».

وأوضح ماكرون في برقيته أنه «لأجل كل هذه الاسباب التزمت فرنسا بشدة الوقوف إلى جانب بلادكم، وحركت لهذه الغاية شركاءها الدوليين. ففي مستهل العام، انعقدت ثلاثة مؤتمرات دولية لدعم لبنان أمنياً واقتصادياً وإنسانياً، وقد أرست هذه المؤتمرات طريقاً واضحاً من أجل لبنان أكثر استقرار وأكثر ازدهاراً. وإني لمتمسك بشدة بأن توضع توصيات هذه المؤتمرات موضع التنفيذ، لا سيما في ما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية التي تم الالتزام بها في مؤتمر «سيدر» الذي انعقد في باريس بمبادرة من فرنسا في 6 نيسان (أبريل) الماضي، وفي دعم القوى الأمنية اللبنانية». وختم بالقول: «لا يسعني إلا أن أعبر عن ارتياحي لحسن سير الانتخابات النيابية في 6 أيار (مايو) 2018، وفي هذا الاطار من المهم أن يتمكن لبنان من تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة في اسرع وقت. وإني إذ اعبّر لكم عن أمنيتي بالتمكن من زيارة لبنان، يطيب لي أن اتوجه اليكم باسم فرنسا وباسمي الشخصي بأحر تمنيات السلام والازدهار».

وأشارت السفارة الفرنسية في بيروت قبل ظهر أمس في بيان لها إلى أنه «في إطار استكمال خطة التعاون المكثف بين الجيشين الفرنسي واللبناني، وصلت إلى لبنان أمس دفعة جديدة من المعدات العسكرية في مرفأ بيروت». وأوضحت أنه «تم تسليم 10 مركبات مدرعة فرنسية من طراز ميفيستو، و 96 صاروخاً طويل المدى من طراز HOT ونظامي محاكاة اطلاق النار، إلى الجيش اللبناني لمساعدته على تلبية احتياجاته في مجال مكافحة الإرهاب». ولفتت السفارة الفرنسية إلى أن «بفضل هذا التسليم الجديد يصل عدد المركبات المدرعة التي قدمتها فرنسا للجيش اللبناني إلى 25 منذ عام 2017. ويمكن لهذه المركبات المدرعة – ومعها ذخائر وقطع تبديل - إطلاق صواريخ يبلغ مداها 4000 متر ليلاً ونهاراً. وسيتم استخدام بعض هذه الاليات بشكل رئيسي لصيانة مركبات الدفعة الأولى التي تم تسليمها. وسيتم تسليم 10 مركبات مدرعة أخرى في وقت قريب جداً».

وقالت السفارة إنه «يرافق برنامج بناء القدرات على إطلاق النار برنامج تدريبي شامل في لبنان وفرنسا للسماح للجيش اللبناني بالتحكم الكامل في استخدام وصيانة منصات إطلاق الصواريخ هذه، والتي أظهرت قوتها وفعاليتها في الحرب ضد الإرهاب».

وذكرت بأن فرنسا «قدمت مساهمة إجمالية قدرها 45 مليون يورو على شكل تبرعات في عامي 2017 و 2018 لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، بما في ذلك أنظمة إطلاق الصواريخ، و34 كلباً للكشف عن المتفجرات، وبرامج تدريبية على أعلى مستوى. ويبلغ إجمالي المساهمة الفرنسية لأمن لبنان نصف مليار دولار على مدى السنوات الخمس الماضية. ويترجم مدى تعاوننا مع الجيش اللبناني التزامنا بتعزيز الجيش اللبناني، وهو مدماك الدولة وضامن استقلال لبنان وسيادته».

باسيل يستأنف مسعاه بثلاث أفكار عملية مع بري: لا نستطيع أن نؤلف حكومة فيها فرض... أو رفض

استأنف رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل مسعاه مجددا لتذليل عقدة تمثيل نواب سنّة 8 آذار في الحكومة، وزار أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتناول البحث مستجدات الوضع الحكومي.

وأكدت مصادر المجتمعين "الاتفاق على ضرورة الاسراع من دون احداث اي خلل في تشكيل الحكومة كي تعمل من دون زغل ونكد بل بتوافق، وان هذا يقتضي تعاون المعنيين على قاعدة لا رفض بالمطلق لحق اي طرف بالمشاركة اذا كان مستحقا ولا فرض لاي امر خلافا لارادة الرئيس المكلف. واشارت الى ان بري تمنى على باسيل مواصلة مبادرته وانه على استعداد للمساعدة حتى تتشكل الحكومة بالاتفاق بين مكوناتها على ان تكون منتجة ومتوازنة".

وفيما أكدت مصادر بعبدا أن حل العقدة السنية لن يكون من حصة رئيس الجمهورية. نقلت "المستقبل" عن مصادر بيت الوسط قولها ان الرئيس المكلف سعد الحريري على موقفه. واعتبرت ان الحملة على الحريري أحد مظاهر التوتر تجاه رفضه الانصياع، مؤكدة ان النتيجة ستكون عكسية على من يقودون الحملة.

وبعد لقائه بري قال باسيل: "هذه الحركة بدأت من عند الرئيس بري وأنا اليوم حريص على أن أتابع معه هذا الموضوع، وننشط هذه الحركة في كل مرة من عنده لأنني اعرف الموقع الذي يشغله وكم هو مساعد ومصر على الاسراع في تأليف الحكومة".

اضاف: "اولا، اريد ان اقول انني لا ارى ابدا، ولست مقتنعا ابدا بأن هناك قرارا خارجيا يمنع تأليف الحكومة، أمر اساسي يجعلنا نبتعد عن الاوهام وندخل الى لب المشكلة او يوفر على اللبنانيين صرف اوراق وساعات ويجعلنا نذهب الى المشكلة الحقيقية.

"ثانيا، لا ارى ان هناك قرارا سياسيا داخليا من احد الاطراف بعدم تأليف الحكومة. كل لبنان واللبنانيين لهم مصلحة، لا بل ضرورة وعجلة لتأليف الحكومة. قد يكون البعض يحسون اكثر من غيرهم بالجمرة وحرقتها، وقد يكون البعض يعتبر الوقت وسيلة ضغط على الآخرين، لكن الارادة السياسية متوافرة لتأليف الحكومة.

"ثالثا: أنا لا اعتقد اننا نستطيع ان نشكل حكومة فيها خلل او اعتلال كبير لا يسمح لها بان تعمل. لا نستطيع ان ندخل الى مكان ليس فيه عدالة في تشكيل الحكومة لانه عندها المصيبة أكبر، لان الحكومة في مثل هذه الحال لا تستطيع ان تعمل اذا ما كان فيها خلل. الهم ليس فقط في ان تؤلف حكومة، الهم ان تتألف وتكون منتجة وتحل المشاكل التي يريد اللبنانيون حلها. إذا كنا نريد أن ندخل الحكومة على زغل او زعل او حرد ومناكفة، عندها لن تستطيع الحكومة العمل. الحل يجب ان يكون فيه عدالة، وطبعا سنبقى نذكر لانه برأينا هناك عدالة التمثيل وعدالة الحضور، ولا نستطيع ان نؤلف حكومة فيها فرض على الاخر او فيها رفض للآخر، لا الفرض يمشي ولا الرفض يمشي. يجب ان يكون هناك قبول متبادل وتوافق، ولذلك اسمها حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها الاكثرية والاقلية وفق المعايير العادلة. هذا الموضوع، لكي يتحقق، هناك جملة مبادئ تكلمت عنها دائما، واليوم اريد ان اقول انني للمرة الأولى انتقل بشكل عملي الى الافكار وللحلول، وليس هناك أكثر من الافكار، ليس هناك فكرة او اثنتان وثلاث واربع، بل هناك عشر او عشرون. لا تنضب الافكار عندما يكون لدينا الارادة والرغبة في ان نجد الحلول. واليوم تكلمت مع الرئيس بري عن ثلاث افكار ولكن الامر مفتوح. المهم ان ننتهي في الاتفاق على المبادئ، لانه عندما نتفق على المبادئ تكون الافكار، ولكن اذا بقينا نتكلم بالمبادئ ولا يوجد افكار عملية فلا نوفق. بالتأكيد علينا ان نثبت المبادئ اولا قبل ان ننتقل الى الافكار".

وأكد باسيل "ان ليس عندي دور او صفة، لكنني أمثل اي سياسي او مواطن لبناني راغب في ان تؤلف الحكومة لمصلحة كل اللبنانيين. لا اريد ان آخذ دور أحد او احل محل احد ولا يوجد عندي مصلحة مباشرة، ولا الفريق الذي امثله معني بالمشكلة. لا احد يستطيع ان يحاول ادخالنا بأننا معنيون بالمشكلة. طالما ان هناك امكانية او قدرة لكي نستطيع ان نساعد سنظل نقوم بهذا العمل، ونحن مصرون بكل ارادة وعزم ان نكمل هذا الشيء". وقال: "تأليف الحكومة ليس مثل الكهرباء، او مثل اي ملف. هذا موضوع علينا ان نتعاون جميعا فيه، هناك رئيس حكومة مكلف وهناك رئيس الجمهورية، وهما معا يؤلفان الحكومة بحسب الدستور. كل ما نفعله اننا نحاول ان نوفق، وهذا هو واجبنا ودورنا، واي شخص يستطيع ان يقوم بهذا الشيء يساعد. نحن نكون اكثر من مرحبين بذلك، ومن اجل ذلك اللقاء اليوم مع الرئيس بري لانني المس اكثر من تفهم واكثر من مساعدة ورغبة مشتركة في ان نبذل هذا الجهد معا".

سفير بريطانيا لبري: شكلوا في أسرع وقت

والتقى بري السفير البريطاني لدى لبنان كريس رامبلنغ الذي قال: "سررت للمحادثات التي اجريتها مع الرئيس بري، كان اللقاء جيداً جداً، بحثنا قضايا المنطقة وقلت اننا في أمل تشكيل الحكومة اللبنانية في اسرع وقت ممكن".

أكد النائب عبد الرحيم مراد أن لقاءه مع الوزير باسيل في وزارة الخارجية بحث في مبادرته المتعلقة بتوزير أحد سنة اللقاء التشاوري، حيث أبدى إصراره على استكمال مسعاه وبجدية. وأوضح مراد أن باسيل كان يُعول على لقاء النواب الستة بالرئيس سعد الحريري ولكنه فوجئ برفض الرئيس المكلف تحديد موعد. وإذ شدد مراد على تمسكهم بضرورة توزير واحد من النواب الستة، نفى الكلام عن أي طرح تقدم به باسيل ويقضي بتوزير احد المقربين من اللقاء.

واوضح عضو تكتل "لبنان القوي" النائب نقولا صحناوي أن من خلال "المثل الذي اعطاه عن سليمان الحكيم وام الصبي اراد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امهال الفريقين صاحبي وجهتي النظر المختلفتين لاتخاذ القرار المناسب بالتنازل او ايجاد الحلول فيكون بذلك احدهما أم الصبي ويكون قلبه على البلد".

"الكتائب": أمام عون والحريري فرصة تاريخية للتحرك والإنقاذ

اعتبر حزب "الكتائب اللبنانية" أن "أمام رئيسي الجمهورية والحكومة فرصة تاريخية، لإنقاذ لبنان". وناشدهما "التطلع إلى تغيير بنيوي، والمبادرة إلى رفض الاداء السياسي السائد، بعدما بات يهدد الدولة والكيان، وقد بلغت تداعياته الكارثية حد الإنهيار الشامل، يدفع المواطنون ثمنه من أمنهم المعيشي والإجتماعي، والوطن من استقلاله وسيادته واستقراره".

وترأس رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل أمس الإجتماع الأسبوعي للمكتب السياسي، وجرى البحث في آخر المستجدات السياسية. ودعا الحزب في بيان "حزب الله في هذه المرحلة المصيرية، إلى إتخاذ قرار جريء، بوضع نفسه تحت سقف الدستور والقانون، ومد اليد لشركائه في الوطن لبناء دولة سيدة، حرة، مستقلة ومستقرة".

ولفت إلى أن "حزب الكتائب، الذي خاض منذ الاستقلال، ثورات رفضا للإنتداب أو الإحتلال أو الوصاية، هو اليوم في حال انتفاضة على الحال المزرية التي بلغتها البلاد، جراء عملية التأجيل الدائمة والممنهجة لبناء الدولة ومصادرة قرارها".

"المستقبل" تنبه من "محاولة اقتلاع الحريرية" بعد حملة "بأمر عمليات لكسر الرئيس المكلف"

أخذت الحملة التي يقوم بها عدد من رموز قوى 8 آذار وبعض نواب "حزب الله" ضد الرئيس المكلف سعد الحريري حيزا واسعا من المشهد السياسي اللبناني على خلفية انسداد أفق المعالجات لعقدة تمثيل النواب السنة الستة الحلفاء للحزب كشرط وضعته قيادته لقيام الحكومة الجديدة.

وتسببت الحملة التي تناولت الحريري، الرافض لتوزير أي من النواب هؤلاء، بشكل شخصي، باعتراضات سياسية واحتجاجات في الشارع من بعض أنصاره، لا سيما أن الوزير السابق وئام وهاب هاجمه بعبارات خارجة عن المألوف، ولم يوفر الرئيس الراحل رفيق الحريري.

وأكد غير مصدر سياسي ل"الحياة" أن لا جديد على الإطلاق في جهود حلحلة العقدة التي عطلت تأليف الحكومة في نهاية الشهر الماضي، على رغم إعلان رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري أنه يواصل مساعيه. إلا أن قوله أنه سينتقل إلى مرحلة طرح الأفكار العملية، "يؤشر إلى أن أي مخرج عملي لم يطرح بعد"، ما دفع مصدرا وزاريا إلى القول ل"الحياة" إن المشهد السياسي يوحي بأن التفاوض في بداياته لتأليف الحكومة، بينما تكليف الحريري دخل شهره السابع. واعتبر مصدر في "تيار المستقبل" ردا على سؤال ل"الحياة" أن الهدف من وراء شرط "حزب الله" تمثيل حلفائه السنة هو كسر الحريري، فيما أكدت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه على موقفه برفض توزير واحد من النواب الستة من حصته فليس منطقيا كلما اختلف فريقان على التوزير أن يدفع الرئيس عون من جيبه. فالرئيس يسعى إلى تدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر "لكن هذا لا يعني أن يتخلى عن وزير لمصلحة غيره. وإذا أرادوا ذلك فلتتم زيادة عدد الوزراء العائدين لرئيس الجمهورية".

وفيما شهدت الطريق الدولية إلى الجنوب قطع طرقات احتجاجا على الحملة ضد الحريري أول من أمس وفي طرابلس أمس، قطع محتجون الطريق في منطقتي قصقص والكولا في بيروت مساء وأعادت قوى الأمن فتحها بعد قليل، على رغم أصدار منسقية "تيار المستقبل" بيانا أكد أن لا علاقة للتيار ببعض الدعوات إلى التحركات الشعبية

وذكّرت كتلة "المستقبل" النيابية في بيانها أمس إثر اجتماعها برئاسة النائبة بهية الحريري بالحملات التي طاولت الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وأوضح بيان الكتلة أنها "تطرقت الى حملة الافتراءات والاساءات بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس المكلف سعد الحريري ورأت أن مثل هذه الافتراءات تقع في سياق الحملات التي يعرفها اللبنانيون جيداً ، وقد عاشوا وقائعها منذ منتصف التسعينات وأدركوا أن العقول المريضة التي تقف وراءها هي التي خططت لمحاولة اقتلاع الحريرية من الحياة الوطنية اللبنانية ، فإن الأبواق التي تتصدر واجهة التطاول على الرئيس الشهيد هذه الأيام ، وتتولى أمر عمليات مشبوه بالتحامل على الرئيس سعد الحريري ، هي وليدة تلك العقول التي لا وظيفة لها سوى التخريب على الاستقرار الوطني، وتعطيل أية امكانية لخرق الجدران المسدودة امام تأليف الحكومة".

وأكدت الكتلة أن السيرة الوطنية للرئيسين رفيق وسعد الحريري ، أسمى من أن يتطاول عليها كائن سياسي في لبنان، مهما علا شأنه أو انحدر، وأن النهج الذي بدأه الرئيس الشهيد في العام ١٩٩٢، ويواصله الرئيس سعد الحريري ، هو النهج الذي حمى لبنان في أصعب الظروف من طغيان الفوضى والانقسام وأعاد للدولة اعتبارها وحضورها ودورها ، بعد عقود من الانهيار والدمار والحروب.

وأضافت: "الكتلة التي لا تجد نفسها ملزمة بتقديم اي كشف حساب لأي طرف سياسي، لأن اللبنانيين يعرفون جيداً أن المعالم الحضارية والتربوية والصحية والإنجازات الإقتصادية والإعمارية والاجتماعية والإنمائية التي ما زالث ماثلة أمام أعينهم هي من الزمن الذي صنعه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، وأن تعطيل الدولة ومؤسساتها وتشريع البلاد لتجاوز القوانين والسلطة هي من الزمن الذي تخبطت فيه البلاد بعد اغتيال رفيق الحريري".

وأكدت كتلة المستقبل النيابية، "إصرارها على التزام الموجبات الدستورية في تأليف الحكومة، وتدين بأشد العبارات الحملة المشبوهة التي تستهدف الرئيس المكلف والتطاول المتعمد على مقام رئاسة الحكومة، وأهابت بكافة القوى السياسية العودة الى الأصول في تأليف الحكومات والتوقف عن المحاولات المشبوهة لمحاصرة الصلاحيات المنوطة دستورياً بكل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف".

واعتبرت أن "خلاف ذلك، سيبقى الدوران في الحلقات المفرغة هو السائد، وستبقى العراقيل في ذمة الجهة المسؤولة عن اختراعها".

وكانت الكتلة استمعت إلى تقرير حول "الفرصة الفريدة التي يوفرها للبنان برنامج الاصلاحات والاستثمارات الذي جرى عرضه وتأمين التمويل له في مؤتمر "سيدر" وحول المخاطر التي يضعها تأخير تشكيل الحكومة على تمويل البرنامج وتنفيذه وبالتالي على فرص النهوض بالاقتصاد والبنى التحتية وتوفير فرص العمل للبنانيين والخدمات الأساسية اللائقة بهم".

"تكتل لبنان القوي": فترة تصريف الأعمال لن تطول

أكد "تكتل لبنان القوي" أن "المسعى الذي يقوم به الوزير جبران باسيل هو للمساعدة والوصول إلى حل لعقدة ​تشكيل الحكومة​ وأنه ليس طرفاً في المشكلة".

وطمأن النائب إبراهيم كنعان بعد اجتماع التكتل برئاسة باسيل أمس، أن "فترة تصريف الأعمال لن تطول". وقال: "إن كل من له القدرة أو النية في المساعدة للوصول إلى حلول فأهلا وسهلاً ومستعدون للوقوف خلفه ومساعدته والمسألة ليست مسألة تذاكي وتشاطر".

وشدد على أن "الجهد الذي يوضع هو للحؤول دون العودة إلى الشلل في الحكم".

وأكد أن "التحديات السياسية والإقتصادية هي التي تحركنا لايجاد الحلول، أما الكلام عن عرقلة خارجية فليس صحيحاً ولا أحد في الخارج يستطيع أن يقف في وجه إرادتنا الوطنية في ملف تشكيل الحكومة وغيره من ملفات"، داعيا إلى "إيقاف عملية التهويل بالملفين الإقتصادي والمالي بالتوازي مع الجهد الذي نضعه لحل العقدة الحكومية".

وقال إنه "باستعادة الثقة بالمؤسسات يمكن حل المشاكل، فمسألة الفساد في لبنان مرتبطة بالهدر الذي يحصل وعدم احترام القوانين". وأوضح أن "المسألة المالية لا يمكن تجزئتها وماليتنا العامة بحاجة لإصلاح ولوضع حد لتجاوز الاعتمادات". وأعلن أن "التكتل بنوابه ووزرائه سيكون السد المنيع والساعي الأكبر لاحترام القوانين وعدم تجاوز حقوق الناس في ماليتهم العامة"، مطالباً "كل من ينادي بمكافحة الفساد بالعمل في المكان المناسب في إطار وقف هدر المال. فالرقابة في لبنان ليست خيارا بل واجب في هذا الاطار، ويدنا ممدودة لكل من يتفق معنا على ​محاربة الفساد​".

وأوضح كنعان أنه "يهمنا ألا تتشكل حكومة تقوم على التناقض وتعطل بعضها لأن هدفنا إنتاج حكومة تعمل وتنتج. وممنوع نقل انقساماتنا في السلطة التشريعية إلى السلطة التنفيذية". وشدد على أنه "علينا البدء بالإصلاحات المطلوبة في ​مؤتمر سيدر​ إذ لا خيارات أخرى متوفرة للبنان". وطالب بـ"تنمية ثقافة إحترام القوانين". وقال إن "المحاسبة آتية في ظل هذا العهد".

مواقف تستنكر التطاول على الحريري ... جنبلاط: أشجب التشهير بالشيخ سعد

استدعت الحملة التصاعدية التي تستهدف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، من حلفاء "حزب الله"، والتي تناولته بالشخصي، فضلا عن كلام نواب من الحزب بالهجوم على موقفه، ردود فعل شاجبة. وغرد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر "تويتر" بالقول: "شريكنا في الوطن مع حلفائه مثل الرجل الآلي لا عواطف له ولا تقدير له مع الاسف لأي شيء حتى لو ادى الامر الى التدهور الاقتصادي هكذا تبدو الصورة على الاقل. وإذ ارى تلازم المسارات من العراق الى لبنان مرورا بسورية اجدد دعوتي الى التسوية وأشجب التشهير بالشيخ سعد الحريري...الحكومة اولوية".

واستنكر النائب عاصم عراجي "الحملة التي يشنها فريق 8 آذار على الرئيس"، معتبرا أنها "تزيد الوضع تأزما والمشكلة هي أنها عوض أن نقول كلاما يلطف الأجواء ونستطيع حل المشكلة الموجودة في البلد، قمنا بخوض هجوم مزعج كثيرا وفيه نوع من الإسفاف تجاه الرئيس الشهيد وتجاه الرئيس المكلف وأنا أعتبر أنها تأتي في إطار الضغط على الرئيس الحريري من أجل توزير احد النواب الستة".

واعتبرت النائب ديما جمالي أن "الرئيس الحريري هو الأكثر إعتدالا، فقد مدَّ يده لجميع الافرقاء اللبنانيين، وكلما تزداد شعبيته يزداد الهجوم عليه"،

مشيرة الى أن "مشكلتنا اليوم خارجية اكثر منها داخلية لان بعض الاطراف اللبنانية تعمل على اتباع اجندات خارجية ولا يهمها مصلحة لبنان وليس من أولوياتها".

وقال النائب محمد سليمان: "إن الهجوم من قبل "حزب الله" على النهج السياسي والاقتصاد، هو أمر مرفوض ومدان ومستنكر. وكذلك ان التطاول من بعض المرتزقة على الرئيس المكلف سعد الحريري ومقام رئاسة الحكومة هو مردود على مطلقيه ولن نسكت عنه".

وكان رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب تهجم على الرئيس الحريري بصورة شخصية في مقابلة تلفزيونية على (L.B.C) أول من أمس، مطلقا عبارات نابية، ما ترك ردود فعل وتوتر في الشارع، وقطع شبان غاضبون ليلا طريق الناعمة بيروت، والاوتوستراد الجنوبي باتجاه الناعمة، احتجاجاً، لبعض الوقت حيث اعادت القوى الأمنية فتحها. كما شوهدت امس تظاهرات سيارة تضامنا مع الحريري.

الى ذلك أعلنت منسقية بيروت في "تيار المستقبل" أن "لا علاقة للتيار بما يصدر من دعوات لتحركات شعبية في بيروت استنكاراً للتطاول على الرئيس سعد الحريري على لسان وئام وهاب وغيره"، ودعت "كل المحازبين والمواطنين الى عدم الانجرار وراء أي دعوات قد يستفيد منها المتضررون من الاستقرار والباحثين عن فرص لتعكير الاجواء".