التاريخ: تشرين الثاني ٢٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
"قسد" تستنجد بالعشائر العربية لصد هجمات "داعش" وفصائل "تركية" تقصف أطراف مدينة منبج
يواصل تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) هجماته المضادة على "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في منطقة هجين، المعقل الأخير للتنظيم المتشدد بشرق الفرات، ليتكبد المقاتلون الأكراد الذين يشكلون العصب الأساسي في هذا الفصيل كبرى الخسائر البشرية منذ تأسيسه عام 2015.

أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن مسلحين يرجح أنهم خلايا تابعة لـ"داعش" استهدفوا مقراً تابعاً لـ"قسد" في معمل السجاد ببلدة البصيرة عند ضفاف نهر الفرات الشرقية في ريف دير الزور الشرقي.

وقال: "جرت عملية استهداف متبادلة بالأسحلة الرشاشة قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار، من دون معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن. ويعد هذا الهجوم هو الثاني من نوعه خلال 4 أيام، إذ كان المرصد السوري نشر الجمعة، أنه رصد عند منتصف ليل الخميس - الجمعة، هجوماً لمسلحين مجهولين، يرجح أنهم من داعش استهدف مقراً لقوات سوريا الديموقراطية، في معمل السجاد ببلدة البصيرة الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، ثم لاذ المهاجمون بالفرار بعدما زرعوا عبوات ناسفة على جانبي الطريق قبل انسحابهم، لتنفجر إحدى العبوات الناسفة فجر اليوم برجل وابنه، نازحين من مدينة البوكمال، مما أسفر عن مقتلهما".

وفشلت "قسد" خلال الأشهر الاخيرة في احراز تقدم في هذه المنطقة، نتيجة عوامل عدة بينها الطبيعة الصحراوية، وسوء الأحوال الجوية، فضلاً عن الخلايا النائمة للتنظيم في محيط الجيب.

وشنّ "داعش" الجمعة هجوماً واسعاً على مواقع "قسد" قرب الجيب الأخير الذي يسيطر عليه في ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود العراقية.

وأسفر الهجوم، استناداً الى المرصد السوري، عن مقتل 92 رجلاً من "قسد".

وأوضح المرصد أن طائرات التحالف الدولي تدخلت "بشكل محدود جراء الأجواء الضبابية"، وشنت غارات على المواقع التي تقدم إليها الجهاديون، فضلاً عن الجيب، ومن أبرز بلداته هجين والسوسة.

وكشفت وسائل إعلام محلية أن أفراد فصيل ما يسمى "جيش الثوار" المسلح، توجهوا بعتادهم نحو شرق الفرات لمساندة "قسد" في المعارك الدائرة مع "داعش". ونشر موقع "دير الزور 24" عبر حسابه على "فايسبوك" تسجيلاً مصوراً أظهر عشرات الأفراد من فصيل "جيش الثوار" لدى توجههم إلى محيط هجين للمشاركة في المعارك الدائرة هناك.

ويعتبر "جيش الثوار" أحد مكونات "قسد"، وينتمي جميع مقاتليه الى عشائر المنطقة الشرقية، وبرزت مشاركته الأساسية في معارك مدينة الرقة وريف حلب الشمالي. ويسيطر "داعش" على بلدة هجين وقرى وبلدات شرق الفرات، ليشغل بذلك آخر معقل له في ريف دير الزور الشرقي.

تحريك جبهة منبج

وفي تطور آخر يتعلق بالمناطق الكردية في سوريا، أعلن المرصد أن قوات عملية "درع الفرات" التي تأتمر بالأوامر التركية والعاملة في الشمال السوري ضمن منطقة غرب الفرات، استهدفت مناطق في أطراف نهر الساجور الواقع في ريف مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، والخاضع لسيطرة قوات "مجلس منبج العسكري" والذي تعمل فيه كذلك قوات من التحالف الدولي.

وكانت القوات التركية استهدفت الاسبوع الماضي برشاشاتها الثقيلة أماكن في منطقة تل أبيض بريف مدينة الرقة الشمالي، من غير أن ترد معلومات عن تسببها بخسائر في الأرواح.

وقال المرصد إن نحو 10 آلاف من سكان عين العرب ومن مهجري عفرين، خرجوا في تظاهرة استنكاراً للتهديدات التركية بتنفيذ عملية عسكرية ضمن شريط ما بين النهرين في الشمال السوري، والذي يمتد من الضفة الشرقية لنهر الفرات حتى الضفة الغربية لنهر دجلة.

وزار وفد من التحالف ضم فرنسيين وأميركيين منطقة عين عيسى الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من ريف الرقة. وعلم المرصد أن الوفد اجتمع مع قيادة "قسد" وبحث معها في مصير شرق الفرات، في ظل التهديدات التركية والتلويح التركي بعملية عسكرية ضد شرق الفرات. ويشهد شرق الفرات استياء للأهالي مما يجري من استهداف تركي لمناطقهم، ومن تحضيرات في الجانب الغربي لنهر الفرات، للسلطات التركية وقواتها والفصائل التي تدعمها، بالتزامن مع صمت القوات الأميركية التي تحاول ضبط الموقف، من خلال التوافق مع القوات التركية على إعادة تسيير دوريات مشتركة على الخط الفاصل بين مناطق سيطرة قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة قوات عملية "درع الفرات"، في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب. كما أكدت المصادر الموثوق بها أن القوات الأميركية انتشرت على الشريط الحدودي مع تركيا في منطقة ما بين نهري دجلة والفرات، منعاً لأية تحركات تركية نحو المنطقة، فضلاً عن الانتشار داخل مدينة عين العرب.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الأربعاء أن الجيش الأميركي سيراقب الحدود الشمالية لسوريا لتجنب التوتر بين تركيا وأكراد سوريا. وقال :"نحن نشيّد أبراج مراقبة في مناطق عدة على طول الحدود السورية، الحدود الشمالية لسوريا". وأوضح أن الهدف هو التأكد من أن "قسد" "لن تنسحب من المعركة" ضد "داعش" و"من أجل أن نستطيع سحق ما تبقى من خلافة" التنظيم المتطرف.

وشدد على أن أبراج المراقبة ستكون ظاهرة بوضوح "ليلا ونهارا" وذلك "من أجل أن يعرف الأتراك أين هي بالضبط"، لافتاً إلى أن هذا الأمر تقرّر "بالتعاون الوثيق مع تركيا". ويسعى التحالف الدولي إلى تخفيف التوتر بالتواصل مع كل من "قسد" وأنقرة.