| | التاريخ: تشرين الثاني ٢٦, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | الجزائر: بوشارب الأمين العام الموقت لـ «جبهة التحرير الوطني» | الجزائر - عاطف قدادرة
ترأس رئيس المجلس الشعبي الجزائري (البرلمان) معاذ بوشارب أمس، أول اجتماع للقيادة الموقتة لحزب «جبهة التحرير الوطني»، صاحب الغالبية البرلمانية في البلاد، ويرسّم الاجتماع استقالة الأمين العام جمال ولد عباس، على رغم محاولته شخصياً وأنصاره، نفي الانسحاب من الحزب وتسويق أنه في فترة «راحة لدواع صحية».
وانتقلت قيادة «جبهة التحرير الوطني» أمس، في شكل رسمي، إلى هيئة قيادية موقتة، يقودها رئيس البرلمان الذي خلف السعيد بوحجة منذ بضعة أسابيع معاذ بوشارب. ولا يحق لبوشارب قانونياً ترأس الحزب بحكم عدم عضويته في اللجنة المركزية، لذلك جرى اللجوء إلى آلية «القيادة الجماعية» الموقتة وتسليمه قيادتها من باب صلاحيات التنسيق، وعاش حزب «جبهة التحرير الوطني» منذ عشرة أيام وضعاً غامضاً في ما يخض قيادته، بيد أن عقد أول اجتماع يعني ورود إشارة «رئاسية» بطي ملف ولد عباس والبدء ضمن قيادة جديدة تقود حملة الرئاسيات المقبلة.
وقال باحث متابع للشأن السياسي يدعى عامر رخيلة إن «هذا الاجتماع يعني تكليف بوشارب ببدء المهمات الجديدة»، وأضاف إن «الإشارة الخضراء التي وردت إلى الرجل تعني أن الجهة التي عينت ولد عباس قد فصلت في أمره في شكل نهائي وقررت إبعاده».
ويتعرض وولد عباس الأمين العام للحزب منذ خريف 2016، لانتقاد من خصومه لعدم دعوته اللجنة المركزية طيلة فترة توليه الأمانة العامة وهي سابقة في تاريخ الحزب، واللجنة المركزية هي أعلى هيئة قيادية ما بين مؤتمرين للحزب، ويعتقد أن ولد عباس تفادى اجتماع اللجنة بسبب مأخذ على نهجه في قيادة الحزب الحاكم.
ولا يستبعد مراقبون أن تكون لهذا التغيير علاقة مباشرة بالرئاسات التي تتجهز الجزائر لتنظيمها ربيع العام الداخل، فبرغم حصر ولد عباس لخطابه في دعم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلا أن ملاحظات سجلت على خطواته لا سيما حين أطلق تصريحات تقول إن بوتفليقة مرشح رسمي للحزب، كما تمت معاتبة ولد عباس حين هاجم وزير العدل الطيب لوح لصالح رئيس الوزراء أحمد أويحيى، ويوصف لوح بـ «العلبة السوداء» للفريق الرئاسي وأحد أبرز رجال ثقة بوتفليقة.
و «جبهة التحرير الوطني»، حزب مرتبط بشكل وثيق بما يجري في دهاليز السلطة، وتوكل إليه مهمات التعبئة في أوساط مناضليه وغالبيتهم من التنظيمات الجمعوية والمهنية والنقابية، ويهيمن الحزب على غالبية المقاعد البرلمانية والمحلية وأيضاً داخل الجهاز التنفيذي، كما يتباهى الحزب بأن رئيسه الفعلي بموجب قوانين المؤتمر الأخير هو رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي اقتنع وفق تعبير قياديين بتولي القيادة الفعلية بعدما كان مسجلاً كرئيس شرفي في المؤتمر ما قبل الأخير.
| |
|